شهرة العرافة العمياء وصلت إلى العالم كله، فهي لم تترك بلد أو مجال إلا وتحدثت عنه. توقعت العديد من الأحداث العالمية المهمة، كما توجد لها توقعات عديدة للمستقبل القريب والبعيد. لجأ إليها الناس من أقاصي العالم، فقط للجلوس معها بضعة دقائق والسؤال عما يريدون معرفته. نُحتت لها التماثيل بسبب تأثيرها البالغ في نفوس المؤمنين بها. كما كان منزلها محط أنظار المخابرات بسبب كثرة الشخصيات المهمة التي تتواجد فيه. فقد لجأ إليها السياسيون ورجال الأعمال لمعرفة المستقبل، وكذلك العلماء والمؤرخين. فكان على المخابرات التنصت على ما يقولون لأهمية وجدية الأمر. حتى قال البعض أن السياسة الحقيقة لعدد كبير من الشخصيات الحكومية، تجري في هذا المنزل. واستغل شهرتها الكثيرين لإنجاح الانتخابات في صالحهم. تعرف أكثر على حياة وتنبؤات العرافة العمياء.
العرافة البلغارية بابا فانغا
العرافة العمياء هي العرافة البلغارية "فانغيليا بانديفا غوشتيروفا"، وشهرتها "فانغا" أو "بابا فانغا". ولدت في إحدى المقاطعات التي كانت تابعة للإمبراطورة العثمانية تدعى "ستروميكا". وهي حاليًا تابعة لجمهورية مقدونيا في أوروبا. ولدت في الواحد والثلاثين من يناير عام 1911. وعاشت حتى أتمت 85 عام، في الحادي عشر من أغسطس عام 1996. وماتت بسبب سرطان الثدي في العاصمة البلغارية "صوفيا". ويقول أتباعها بأنها كانت تعرف مكان وموعد موتها. وهي من عائلة مسيحية.
عاشت معظم حياتها في بلغاريا ولذلك تسمى العرافة العمياء البلغارية. تحديدًا في مدينة بيتريتش البلغارية، في مقاطعة بلاغويفغراد. وهي مدينة صغيرة تعتمد على الزراعة، وأثناء حياة فانغا كانت مشهورة بها ويأتي لها الزوار من كل حدب وصوب. وكانت حياة مليئة بالإثارة والشهرة التي لم تحظى بها سيدة بعدها.
تحول بيتها بعد موتها إلى متحف وطني في الخامس من مايو عام 2008. وذلك طبقًا لرغبتها واحترامًا من الحكومة لتلك السيدة المثيرة للجدل. ولمجهوداتها في زيادة السياحة في البلد. ونُحت لها التماثيل، وكُتب فيها السير الذاتية. كما قاموا بصنع فيلم وثائقي كامل عن حياتها منذ الطفولة. لتكريم ذكرى تلك السيدة التي طالما رغبت في مساعدة الجميع على حد سواء. وكان لها العديد من الأتباع المؤمنين بها بشدة.
بداية حياة العرافة العمياء
عندما ولدت فانغا كانت فتاة عادية جدًا، بشعر أشقر وعيون زرقاء. وكان والدها جندي في الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى. وماتت أمها في شبابها، ولذلك اعتمدت على نفسها من الصغر. ولكن سرعان ما تزوج والدها من أخرى، كانت لها بمثابة أم ثانية. عُرف عن فانغا حبها للعلاج بالأعشاب منذ الصغر. فكانت مهوسة بكيفية علاج الأعشاب، والأعشاب المناسبة لكل حالة مرضية. مما جعلها مشهورة بالبلدة وتصف الأعشاب الدوائية لبعض الصديقات ولوالدها.
إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة في حياتها، حين خرجت من المنزل أثناء عاصفة شديدة جدًا. ويقول السكان المحليون أنهم لم يشهدوا عاصفة مثل هذه مرة أخرى. ولسبب تجهله هي نفسها رغبة في الخروج من المنزل. ويُقال إن العاصفة حملتها مسافة بعيدة وطاحت بها عدة مرات. وبعد توقف العاصفة خرج أهلها للبحث عنها. ووجدوها بعد وقت طويل خائفة ومتعبة جدًا وفي حالة تامة من الرعب وعدم القدرة على الإجابة عن أي شيء. كان على عينها تجمع كبير للتراب، ولأن العائلة فقيرة الحال لم يتمكنوا من إنقاذ عيناها.
التحول في حياة فانغا
منذ عام 1925، أمضت فانغا ثلاثة سنوات بدار للمكفوفين في صربيا، وهناك تعلمت الطهي والتنظيف والحياكة. كما تعلمت العزف والقراءة بطريقة بريل. فكانت قادرة تمامًا على الاعتناء بنفسها. وعندما ماتت زوجة أبيها، رجعت إلى المنزل لرعاية أشقاءها الصغار وأبيها. وتمكنت بمهارة من تربية الصغار والاعتناء بالمنزل.
في عام 1939، مرضت فانغا بشدة ولم يعرف الأطباء آنذاك ما علتها أو الدواء. حتى قال لها طبيب بأنها ستموت قريبًا. وبدون مساعدة الأطباء تحملت الآلام، وشيئًا فشيئًا بدأت تشعر بتحسن برغم كل ما قاله الطبيب. ومع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت شهرت العرافة العمياء. فقد انجذب إليها العديد من الزبائن الراغبين بمعرفة مصير أولادهم في الحرب. والبعض الأخر منهم يريد معرفة مكان موت ابنه في الحرب حتى يستريح قلبه على الأقل. وكانت تعطف عليهم جميعًا وتتنبأ لهم بالعديد من الأمور التي كانت تحدث بالفعل. وبدأت شهرة العرافة في التزايد بشكل ملحوظ لدقة توقعاتها. حتى أصبحت مثل المستشارة الخاصة للحزب الشيوعي في بلغاريا. والبعض قال بأنها كانت السبب في نجاح العديد من شخصيات الحزب.
زواج العرافة العمياء وانتقالها إلى بلغاريا
في العاشر من مايو عام 1942، جاء إلى البلدة رجل يدعى "ديميتار جوشتيروف". وهو رجل بسيط من قرية بالقرب من مدينة بتريتش البلغارية. وكان يبحث عن قاتل أخيه ليأخذ بثأره. إلا إنه وقع في حب فانغا بعد أن رآها في أحد شوارع المدينة. وطلب يديها، لتوافق على شرط نسيانه للثأر تمامًا. وقد فعل.
وانتقلت معه إلى بلغاريا، ليتوسع مجال عملها وتزيد شهرتها بشكل ملحوظ. وكان ديميتار مجند بالجيش، وانتقل للخدمة في شمال اليونان. وعندما رجع عانى من مرض غريب، ووقع في إدمان الكحول الذي أنهى حياته عام 1963.
قدرات العرافة العمياء
ادعت العرافة العمياء أنها تمتلك قدرات خارقة للطبيعية. مثل القدرة على شفاء بعض الأمراض. وذلك يرجع لقدرتها على فهم الأعشاب وقدرتها على العلاج. والكثيرين لجأوا إليها للعلاج وتمتعوا به بالفعل. وكانت ضد احتكار الطب والأدوية لأفراد بعينهم في أواخر أيامها.
ولكن القدرة الأهم هي القدرة على معرفة المستقبل. طريقة معرفتها تأتي بعد رؤيتها لمخلوقات غير مرئية للبشر العاديين. وتعتقد أنها بدأت في امتلاك تلك القدرة بعد حادثة العاصفة الهوجاء التي تعرضت لها. ومن خلال فقدان بصرها فهي ترى تلك المخلوقات التي تخبرها بمعلومات عن البشر وكوكب الأرض في المستقبل. وهي لا تعرف بالتحديد مصدر تلك المخلوقات، ولا لماذا اختيارهم لها بالأخص، ولكن تعرف جيدًا أنها تستطيع الثقة في كلامهم، وتتمكن من سماعهم جيدًا ورؤيتهم. وكانت تقول تنبؤاتها ببساطة سيدة ريفية في أسلوب الصياغة. مما جعلها قريبة إلى قلوب العامة. ولكنها غامضة وغير مفهومه في الكثير من الأوقات.
توقعات حدثت بالفعل للعرافة العمياء فانغا
هذه قائمة بأشهر التوقعات العالمية التي أصابت فيها تنبؤات العرافة العمياء. حتى لُقبت باسم "نوستراداموس البلقان". نسبة إلى العراف الشهير نوستراداموس
وفاة ستالين في 5 مارس 1953، فقد توقعت التاريخ بالضبط.
كارثة معامل تشيرنوبيل النووية، وهي أكبر كارثة لمعمل نووي في العالم، عام 1986.
تنبأت العرافة العمياء بوضوح بتفكك الاتحاد السوفيتي، رغم عدم توقع الكثيرين لهذا الأمر آنذاك.
تنبأت بغرق غواصة كورسك الروسية. حيث قالت، بأن كورسك ستغرق تحت الماء وسيبكي العالم عليها. وقد ظن البعض أنها تتحدث عن مدينة كورسك الروسية، حتى عام 2000 التي غرقت فيه الغواصة كورسك في ظروف مريبة لا نعرف كيف حدثت.
تنبأت بفوز البلغاري فيسيلين توبالوف ببطولة العالم للشطرنج عام 2005.
تنبأت بأحداث 11 سبتمبر الشهيرة. حيث قالت بأنها ترى أخويين أمريكيين من حديد، تدمرهم طيور فولاذية من السماء".
كما تنبأت بانهيار اقتصادي بعام 2011، ستبدأ بسببه الحرب العالمية الثالثة. وستندلع الحرب عند محاولة اغتيال أربعة من أشهر رؤساء العالم.
تنبأت بسوء المناخ، وذوبان القطب الشمالي والجنوبي وزيادة منسوب المحيطات وهجومه على المدن الساحلية. وخلال ذلك تنبأت بتسونامي إندونيسيا عام 2004.
كما تنبأت العرافة العمياء بالأحداث المؤلمة في سوريا، والحروب الأخيرة عمومًا بالعالم العربي والتي في توقعاتها المستقبلية ستنتقل إلى أوروبا. وقد قالت بأن العذاب والدمار سيأتي على هذا العالم ولكن ليس في الوقت القريب، إذ لم تسقط سوريا بعد. وفي تنبأها ستسقط سوريا تحت أقدام "المنتصر"، ولم تحدد عن هذا المنتصر أي معلومة مميزة، غير أنه لن يكون منتصر كما يدعي.
وأهم تنبؤ لها الذي لم يصدقه أحد، وفقدت الكثير من أتباعها بسبب هذا التنبؤ، هو أنه سيأتي رئيس أسود إلى البيت الأبيض. وسيكون الرئيس الرابع والأربعون. وكان ذلك في عهد جورج بوش الأب، ولذلك لم يصدقها أحد. وبعد موتها ب12 عام جاء الرئيس أوباما. والغريب بالأمر أنها قالت بأن هذا الأسود سيكون الرئيس الأخير للولايات المتحدة الأمريكية. ولا نعرف بالتحديد ماذا كانت تعني بتلك الكلمة. وبأنه سيمسك البلاد في ظروف اقتصادية صعبة وسيضع الجميع أمالًا عليه. ولكنه سيترك البلاد في أوضاع أسوأ وسيكون هناك صراع بين الشمال الأمريكي والجنوبي.
التوقعات القادمة المنسوبة إلى العرافة العمياء
هذه مجموعة من التنبؤات التي نُسبت لها بعد موتها أو أثناء حياتها. وتتحدث فيها عن الأعوام القادمة إلى المستقبل البعيد حتى عام 5079. البعض منهم مشكوك في نسبته لها. بالطبع نحن لا ندعوك لتصديق أيًا مما يأتي، لأن المنجمون والعرافون هم كاذبون حتى وإن صدقت بعض التوقعات لهم بمحض الصدفة:
الصين هي القوة العظمى منذ عام 2018. وستستغل بلدان العالم المتقدم بلا رحمة.
تتوقع العرافة العمياء تحسن في العلاقات الروسية الأوكرانية بحلول 2018
كما تتوقع فانغا توقف تام لاستخراج النفط من باطن الأرض حول العالم منذ 2018. وسيستريح كوكب الأرض، إلا أن الاقتصاد سيتأثر بهذا الفعل خاصة الاقتصاد الروسي.
سيبدأ المسلمون في احتلال أجزاء كبيرة من أوربا شيئًا فشيئًا منذ العام 2016. وستنهض دولة إسلامية عريقة بحلول العام 2043. وعاصمتها روما، وسينهض الحال الاقتصادي لأوروبا بعد انهياره لسنوات.
في رواية أخرى مغايرة تمامًا منسوبة لها، ترسم العرافة العمياء مستقبل بشع المظهر لكوكب الأرض. خاصة قارة أوروبا التي سينتشر فيها المرض والجفاف والدمار مما سيدفع الجميع لهجرانها. حتى يصل عدد سكانها إلى الصفر في 2025. ولكن روسيا فقد ستنجو من هذا الخطر. وانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة الغير معروفة في جميع أنحاء العالم، وموت الناس في الشوارع بدون سبق إنذار. ويعتقد البعض أن بعض هذا الدمار ستأتي الخلافة الإسلامية التي تحدثت عنها في الرواية الأولى لحكم القارة ونهضتها.
في عام 2023، تتوقع العرافة العمياء أن مدار الأرض سيتغير. لا نعرف بالتحديد ما معنى هذا أو تأثيره على الحياة.
في 2028، سيصل البشر إلى كوكب الزهرة من أجل استثمار موارد الطاقة به.
في عام 2066، ستتمكن أمريكا من صنع سلاح يتحكم بالمناخ. وستستخدمه في محاولة السيطرة على روما مرة أخرى.
في 2076، ستعود الشيوعية بالظهور والسيطرة على العالم، خاصة أوروبا.
أما العام 2084 سيشهد ولادة للطبيعة مرة أخرى، حسب تعبيرها الغير مفهوم.
في العام 2100، تتوقع البلغارية تمكن الإنسان من صنع شمس صناعية باستخدام المفاعلات النووية. وفي 2201، ستنخفض درجات الحرارة بشدة بسبب بداية موت شمسنا الحالية. وستدخل بعدها الشمس الصناعية في عدة حوادث كونية تؤثر على الأرض، حتى تتدمر تمامًا عندما تصطدم بشمس صناعية أخرى عام 2480. وتجلس الأرض في ظلام دامس.
في عام 2130، ستبدأ الكائنات الفضائية بمساعدة البشر. ولكن التواصل الأول سيحدث بعد 200 عام من الآن، مع الأخوة الذين يعيشون في الكوكب الثالث التابع للأرض المدعو "فام فيم" في لغتهم.
في عام 2170، جفاف تام على كوكب الأرض.
في عام 2187، سيتمكن العلماء من إيقاف ثوران اثنين من البراكين الكبيرة التي كادت أن تدمر الأرض.
في عام 2262، تتعرض جميع الكواكب لأخطار تغير مداراتها. وسيتعرض المريخ لخطر مذنب كبير.
في عام 3010، تتنبأ العرافة البلغارية باصطدام مذنب مع القمر، مما سيدمره تمامًا وانتشار حلقة من الصخور والغبار حول الأرض.
وأخيرًا عام 3797، سيموت كل شيء على كوكب الأرض. إلا إن البشرية المتقدمة ستكون قادرة على الانتقال إلى مجموعة شمسية جديدة
العرافة البلغارية بابا فانغا
العرافة العمياء هي العرافة البلغارية "فانغيليا بانديفا غوشتيروفا"، وشهرتها "فانغا" أو "بابا فانغا". ولدت في إحدى المقاطعات التي كانت تابعة للإمبراطورة العثمانية تدعى "ستروميكا". وهي حاليًا تابعة لجمهورية مقدونيا في أوروبا. ولدت في الواحد والثلاثين من يناير عام 1911. وعاشت حتى أتمت 85 عام، في الحادي عشر من أغسطس عام 1996. وماتت بسبب سرطان الثدي في العاصمة البلغارية "صوفيا". ويقول أتباعها بأنها كانت تعرف مكان وموعد موتها. وهي من عائلة مسيحية.
عاشت معظم حياتها في بلغاريا ولذلك تسمى العرافة العمياء البلغارية. تحديدًا في مدينة بيتريتش البلغارية، في مقاطعة بلاغويفغراد. وهي مدينة صغيرة تعتمد على الزراعة، وأثناء حياة فانغا كانت مشهورة بها ويأتي لها الزوار من كل حدب وصوب. وكانت حياة مليئة بالإثارة والشهرة التي لم تحظى بها سيدة بعدها.
تحول بيتها بعد موتها إلى متحف وطني في الخامس من مايو عام 2008. وذلك طبقًا لرغبتها واحترامًا من الحكومة لتلك السيدة المثيرة للجدل. ولمجهوداتها في زيادة السياحة في البلد. ونُحت لها التماثيل، وكُتب فيها السير الذاتية. كما قاموا بصنع فيلم وثائقي كامل عن حياتها منذ الطفولة. لتكريم ذكرى تلك السيدة التي طالما رغبت في مساعدة الجميع على حد سواء. وكان لها العديد من الأتباع المؤمنين بها بشدة.
بداية حياة العرافة العمياء
عندما ولدت فانغا كانت فتاة عادية جدًا، بشعر أشقر وعيون زرقاء. وكان والدها جندي في الجيش أثناء الحرب العالمية الأولى. وماتت أمها في شبابها، ولذلك اعتمدت على نفسها من الصغر. ولكن سرعان ما تزوج والدها من أخرى، كانت لها بمثابة أم ثانية. عُرف عن فانغا حبها للعلاج بالأعشاب منذ الصغر. فكانت مهوسة بكيفية علاج الأعشاب، والأعشاب المناسبة لكل حالة مرضية. مما جعلها مشهورة بالبلدة وتصف الأعشاب الدوائية لبعض الصديقات ولوالدها.
إلى أن جاءت اللحظة الفاصلة في حياتها، حين خرجت من المنزل أثناء عاصفة شديدة جدًا. ويقول السكان المحليون أنهم لم يشهدوا عاصفة مثل هذه مرة أخرى. ولسبب تجهله هي نفسها رغبة في الخروج من المنزل. ويُقال إن العاصفة حملتها مسافة بعيدة وطاحت بها عدة مرات. وبعد توقف العاصفة خرج أهلها للبحث عنها. ووجدوها بعد وقت طويل خائفة ومتعبة جدًا وفي حالة تامة من الرعب وعدم القدرة على الإجابة عن أي شيء. كان على عينها تجمع كبير للتراب، ولأن العائلة فقيرة الحال لم يتمكنوا من إنقاذ عيناها.
التحول في حياة فانغا
منذ عام 1925، أمضت فانغا ثلاثة سنوات بدار للمكفوفين في صربيا، وهناك تعلمت الطهي والتنظيف والحياكة. كما تعلمت العزف والقراءة بطريقة بريل. فكانت قادرة تمامًا على الاعتناء بنفسها. وعندما ماتت زوجة أبيها، رجعت إلى المنزل لرعاية أشقاءها الصغار وأبيها. وتمكنت بمهارة من تربية الصغار والاعتناء بالمنزل.
في عام 1939، مرضت فانغا بشدة ولم يعرف الأطباء آنذاك ما علتها أو الدواء. حتى قال لها طبيب بأنها ستموت قريبًا. وبدون مساعدة الأطباء تحملت الآلام، وشيئًا فشيئًا بدأت تشعر بتحسن برغم كل ما قاله الطبيب. ومع بداية الحرب العالمية الثانية بدأت شهرت العرافة العمياء. فقد انجذب إليها العديد من الزبائن الراغبين بمعرفة مصير أولادهم في الحرب. والبعض الأخر منهم يريد معرفة مكان موت ابنه في الحرب حتى يستريح قلبه على الأقل. وكانت تعطف عليهم جميعًا وتتنبأ لهم بالعديد من الأمور التي كانت تحدث بالفعل. وبدأت شهرة العرافة في التزايد بشكل ملحوظ لدقة توقعاتها. حتى أصبحت مثل المستشارة الخاصة للحزب الشيوعي في بلغاريا. والبعض قال بأنها كانت السبب في نجاح العديد من شخصيات الحزب.
زواج العرافة العمياء وانتقالها إلى بلغاريا
في العاشر من مايو عام 1942، جاء إلى البلدة رجل يدعى "ديميتار جوشتيروف". وهو رجل بسيط من قرية بالقرب من مدينة بتريتش البلغارية. وكان يبحث عن قاتل أخيه ليأخذ بثأره. إلا إنه وقع في حب فانغا بعد أن رآها في أحد شوارع المدينة. وطلب يديها، لتوافق على شرط نسيانه للثأر تمامًا. وقد فعل.
وانتقلت معه إلى بلغاريا، ليتوسع مجال عملها وتزيد شهرتها بشكل ملحوظ. وكان ديميتار مجند بالجيش، وانتقل للخدمة في شمال اليونان. وعندما رجع عانى من مرض غريب، ووقع في إدمان الكحول الذي أنهى حياته عام 1963.
قدرات العرافة العمياء
ادعت العرافة العمياء أنها تمتلك قدرات خارقة للطبيعية. مثل القدرة على شفاء بعض الأمراض. وذلك يرجع لقدرتها على فهم الأعشاب وقدرتها على العلاج. والكثيرين لجأوا إليها للعلاج وتمتعوا به بالفعل. وكانت ضد احتكار الطب والأدوية لأفراد بعينهم في أواخر أيامها.
ولكن القدرة الأهم هي القدرة على معرفة المستقبل. طريقة معرفتها تأتي بعد رؤيتها لمخلوقات غير مرئية للبشر العاديين. وتعتقد أنها بدأت في امتلاك تلك القدرة بعد حادثة العاصفة الهوجاء التي تعرضت لها. ومن خلال فقدان بصرها فهي ترى تلك المخلوقات التي تخبرها بمعلومات عن البشر وكوكب الأرض في المستقبل. وهي لا تعرف بالتحديد مصدر تلك المخلوقات، ولا لماذا اختيارهم لها بالأخص، ولكن تعرف جيدًا أنها تستطيع الثقة في كلامهم، وتتمكن من سماعهم جيدًا ورؤيتهم. وكانت تقول تنبؤاتها ببساطة سيدة ريفية في أسلوب الصياغة. مما جعلها قريبة إلى قلوب العامة. ولكنها غامضة وغير مفهومه في الكثير من الأوقات.
توقعات حدثت بالفعل للعرافة العمياء فانغا
هذه قائمة بأشهر التوقعات العالمية التي أصابت فيها تنبؤات العرافة العمياء. حتى لُقبت باسم "نوستراداموس البلقان". نسبة إلى العراف الشهير نوستراداموس
وفاة ستالين في 5 مارس 1953، فقد توقعت التاريخ بالضبط.
كارثة معامل تشيرنوبيل النووية، وهي أكبر كارثة لمعمل نووي في العالم، عام 1986.
تنبأت العرافة العمياء بوضوح بتفكك الاتحاد السوفيتي، رغم عدم توقع الكثيرين لهذا الأمر آنذاك.
تنبأت بغرق غواصة كورسك الروسية. حيث قالت، بأن كورسك ستغرق تحت الماء وسيبكي العالم عليها. وقد ظن البعض أنها تتحدث عن مدينة كورسك الروسية، حتى عام 2000 التي غرقت فيه الغواصة كورسك في ظروف مريبة لا نعرف كيف حدثت.
تنبأت بفوز البلغاري فيسيلين توبالوف ببطولة العالم للشطرنج عام 2005.
تنبأت بأحداث 11 سبتمبر الشهيرة. حيث قالت بأنها ترى أخويين أمريكيين من حديد، تدمرهم طيور فولاذية من السماء".
كما تنبأت بانهيار اقتصادي بعام 2011، ستبدأ بسببه الحرب العالمية الثالثة. وستندلع الحرب عند محاولة اغتيال أربعة من أشهر رؤساء العالم.
تنبأت بسوء المناخ، وذوبان القطب الشمالي والجنوبي وزيادة منسوب المحيطات وهجومه على المدن الساحلية. وخلال ذلك تنبأت بتسونامي إندونيسيا عام 2004.
كما تنبأت العرافة العمياء بالأحداث المؤلمة في سوريا، والحروب الأخيرة عمومًا بالعالم العربي والتي في توقعاتها المستقبلية ستنتقل إلى أوروبا. وقد قالت بأن العذاب والدمار سيأتي على هذا العالم ولكن ليس في الوقت القريب، إذ لم تسقط سوريا بعد. وفي تنبأها ستسقط سوريا تحت أقدام "المنتصر"، ولم تحدد عن هذا المنتصر أي معلومة مميزة، غير أنه لن يكون منتصر كما يدعي.
وأهم تنبؤ لها الذي لم يصدقه أحد، وفقدت الكثير من أتباعها بسبب هذا التنبؤ، هو أنه سيأتي رئيس أسود إلى البيت الأبيض. وسيكون الرئيس الرابع والأربعون. وكان ذلك في عهد جورج بوش الأب، ولذلك لم يصدقها أحد. وبعد موتها ب12 عام جاء الرئيس أوباما. والغريب بالأمر أنها قالت بأن هذا الأسود سيكون الرئيس الأخير للولايات المتحدة الأمريكية. ولا نعرف بالتحديد ماذا كانت تعني بتلك الكلمة. وبأنه سيمسك البلاد في ظروف اقتصادية صعبة وسيضع الجميع أمالًا عليه. ولكنه سيترك البلاد في أوضاع أسوأ وسيكون هناك صراع بين الشمال الأمريكي والجنوبي.
التوقعات القادمة المنسوبة إلى العرافة العمياء
هذه مجموعة من التنبؤات التي نُسبت لها بعد موتها أو أثناء حياتها. وتتحدث فيها عن الأعوام القادمة إلى المستقبل البعيد حتى عام 5079. البعض منهم مشكوك في نسبته لها. بالطبع نحن لا ندعوك لتصديق أيًا مما يأتي، لأن المنجمون والعرافون هم كاذبون حتى وإن صدقت بعض التوقعات لهم بمحض الصدفة:
الصين هي القوة العظمى منذ عام 2018. وستستغل بلدان العالم المتقدم بلا رحمة.
تتوقع العرافة العمياء تحسن في العلاقات الروسية الأوكرانية بحلول 2018
كما تتوقع فانغا توقف تام لاستخراج النفط من باطن الأرض حول العالم منذ 2018. وسيستريح كوكب الأرض، إلا أن الاقتصاد سيتأثر بهذا الفعل خاصة الاقتصاد الروسي.
سيبدأ المسلمون في احتلال أجزاء كبيرة من أوربا شيئًا فشيئًا منذ العام 2016. وستنهض دولة إسلامية عريقة بحلول العام 2043. وعاصمتها روما، وسينهض الحال الاقتصادي لأوروبا بعد انهياره لسنوات.
في رواية أخرى مغايرة تمامًا منسوبة لها، ترسم العرافة العمياء مستقبل بشع المظهر لكوكب الأرض. خاصة قارة أوروبا التي سينتشر فيها المرض والجفاف والدمار مما سيدفع الجميع لهجرانها. حتى يصل عدد سكانها إلى الصفر في 2025. ولكن روسيا فقد ستنجو من هذا الخطر. وانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة الغير معروفة في جميع أنحاء العالم، وموت الناس في الشوارع بدون سبق إنذار. ويعتقد البعض أن بعض هذا الدمار ستأتي الخلافة الإسلامية التي تحدثت عنها في الرواية الأولى لحكم القارة ونهضتها.
في عام 2023، تتوقع العرافة العمياء أن مدار الأرض سيتغير. لا نعرف بالتحديد ما معنى هذا أو تأثيره على الحياة.
في 2028، سيصل البشر إلى كوكب الزهرة من أجل استثمار موارد الطاقة به.
في عام 2066، ستتمكن أمريكا من صنع سلاح يتحكم بالمناخ. وستستخدمه في محاولة السيطرة على روما مرة أخرى.
في 2076، ستعود الشيوعية بالظهور والسيطرة على العالم، خاصة أوروبا.
أما العام 2084 سيشهد ولادة للطبيعة مرة أخرى، حسب تعبيرها الغير مفهوم.
في العام 2100، تتوقع البلغارية تمكن الإنسان من صنع شمس صناعية باستخدام المفاعلات النووية. وفي 2201، ستنخفض درجات الحرارة بشدة بسبب بداية موت شمسنا الحالية. وستدخل بعدها الشمس الصناعية في عدة حوادث كونية تؤثر على الأرض، حتى تتدمر تمامًا عندما تصطدم بشمس صناعية أخرى عام 2480. وتجلس الأرض في ظلام دامس.
في عام 2130، ستبدأ الكائنات الفضائية بمساعدة البشر. ولكن التواصل الأول سيحدث بعد 200 عام من الآن، مع الأخوة الذين يعيشون في الكوكب الثالث التابع للأرض المدعو "فام فيم" في لغتهم.
في عام 2170، جفاف تام على كوكب الأرض.
في عام 2187، سيتمكن العلماء من إيقاف ثوران اثنين من البراكين الكبيرة التي كادت أن تدمر الأرض.
في عام 2262، تتعرض جميع الكواكب لأخطار تغير مداراتها. وسيتعرض المريخ لخطر مذنب كبير.
في عام 3010، تتنبأ العرافة البلغارية باصطدام مذنب مع القمر، مما سيدمره تمامًا وانتشار حلقة من الصخور والغبار حول الأرض.
وأخيرًا عام 3797، سيموت كل شيء على كوكب الأرض. إلا إن البشرية المتقدمة ستكون قادرة على الانتقال إلى مجموعة شمسية جديدة
No comments:
Post a Comment