Friday, September 21, 2018

الهرم الأكبر هرم خوفو

الهرم الأكبر أو هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي. يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بنائه لفترة 20 عام. يعد بناء الهرم الأكبر نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر خوفو بأبيه الملك سنفرو في بناء هرمه؛ فبعد موته، أصبح خوفو الإله الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته والتي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر. وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 متر أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 سنة.

كان الأمير حم إيونو هو مهندس الملك خوفو - ويوجد له تمثال أكبر من الحجم العادي من الحجر الجيري محفوظ في متحف رومر-بيليزيوس في مدينة هيلدسهايم في ألمانيا. وقد أرسل الكهنة والمهندسين إلى مدينة أون كي يختاروا اسماً للهرم، وكان ذلك الاسم هو: "آخت خوفو"، أي بمعنى "أفق خوفو". فهو يمثل الأفق الذي سيستقل منه الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة في العالم الآخر ليفنى الشر فيقدسه شعبه. والملك خوفو هو أول ملك يعتبر نفسه الإله رع على الأرض. ونلاحظ أن أبنه خفرع وحفيده منقرع يدخل في اسمهما اسم الإله رع.

شيد الهرم كمقبرة لفرعون الأسرة المصرية الرابعة خوفو واستمر بنائه لفترة 20 عام. يعتقد بعض علماء الآثار بأن يكون التياتي (الوزير) حم إيونو هو معماري الهرم الأكبر. يعتقد بأن الهرم الأكبر أثناء البناء كان طوله 280 قدم بالمقياس المصري 146.5 متر (480.6 قدم) لكن مع التآكل وغياب القطعة الهرمية الخاصة به أصبح ارتفاعه الحالي 138.8 متر (455.4 قدم). كل جانب للقاعدة كان 440 ذراع 230.4 متر (755.9 قدم) طول. تقدر كتلة الهرم بنحو 5.9 مليون طن. حجم الهرم بالإضافة إلى الأَكَمَة الداخلية تقارب 2.5 مليون متر مكعب. استنادًا على هذه التقديرات، يحتاج بناء هذا الهرم في 20 عام تقطيع ونقل وتركيب ما يقرب من 800 طن من الحجارة يوميًا. وبالمثل، لأنه يتكون من ما يقدر بـ 2.3 مليون كتلة حجرية، فاستكمال البناء في 20 عام يحتاج تحريك نحو 12 كتلة حجرية إلى موقعها كل ساعة ليلًا ونهارًا. أجريت أول قياسات دقيقة للهرم من قبل عالم المصريات السير فلندرز بيتري من عام 1880 إلى 1882 ونشرها بعنوان أهرامات ومعابد الجيزة. تستند تقريبًا جميع التقارير على قياساته. كثيرًا من حجارة الكسوة وكتل الغرفة الداخلية تتناسب مع بعضها البعض بدقة متناهية. بناءً على القياسات التي أخذت لحجارة كسوة الجانب الشمالي الشرقي فعرض مدخل الأوْصال الرئيسي 0.5 مليمتر فقط.

ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم طيلت 3,800 عام، لم يفوقه مبنى آخر حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بارتفاع 160 متر (في عام 1300 بعد الميلاد). الدقة في إتقان بناء الهرم تتمثل في الجوانب الأربعة للقاعدة فمعدل متوسط الخطأ 58 مليمتر في الطول، فأطوال أضلاع الهرم التي قدرها "بيتري" في عام 1925 هي : 230.252 متر و 230.454 متر و 230.391 متر. قاعدة الهرم أفقية ومسطحة في حدود ±15 مـم (0.6 بوصة). جوانب القاعدة المربعة تُحاذي الجِهاتُ الأصلِيّة الأربعة للبوصلة(ضمن 4 دقائق قوسية) على أساس الشمال الحقيقي، لا الشمال المغناطيسي، والقاعدة النهائية كانت مربعة بخطأ في الزاوية بمتوسط 12 ثانية قوسية. تقدر أبعاد التصميم النهائي، كما اقترحته دراسة بيتري والدراسات التالية: أن الارتفاع كان في الأصل 280 ذراعا وبطول ضلع للهرم 440 ذراع، فيكون محيط الهرم 1760 ذراع مصري قديم. النسبة بين المحيط إلى الارتفاع 1760/280، أي ما يعادل 2 ط وهي تختلف عن القيمة المضبوطة ل بنسبة 0.05% فقط. يعتبر بعض علماء المصريات أن هذه النسبة كانت متعمدة وقت التصميم. وبالإشارة إلى تلك الحقيقة كتب "فيرنر": «نحن نستطيع أن نستنتج أنه بالرغم من عدم معرفة المصريين القدماء تحديد قيمة π (ط) بدقة، إلا أنهم في الواقع قد استخدموها.

بعد اختيار المهندسون لهضبة الجيزة بأرضيتها الصخرية الصلبة لبناء الهرم بدؤوا مع العمال بتسوية السطح حول الهرم المزمع إنشاؤه لتكون الأساس. فقاموا بالقياس وتحديد مواقع الأركان لتكون كل واجهة للهرم متجهة نحو الجهات الجغرافية : شمال، جنوب، شرق، وغرب. وحطم العمال كل ما يزيد من جوانب الهرم من صخور ونقلت الأنقاض بعيدا عن الموقع. بهذا استفاد المهندسون بجزء بارز من صخرة الهضبة ليجعلوا منها جزءا من الطبقة السفلية للهرم، وتظهر صخرة الهضبة الآن في بعض أجزاء الهرم في الطبقة الأولى أو الثانية. وقاموا بتشكيل جزء الهضبة الداخلة من ضمن بناية الهرم لتكون مدرجة بحيث تسهل رص الأحجار بعد ذلك، وملؤا ما فيها من شقوق بالحجارة لإتمام التسوية. بعد ذلك قاموا بتغطية الطبقة الأولى من الجوانب بصف حجارة تغطية من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طره بحيث تضبط أضلاع الهرم والزوايا القائمة لأركانه. وتمت تسوية الأساس بإتقان شديد: فإن الفرق في الارتفاع فيه لا يزيد عن 21 مليمتر.

كما أن القياسات قد تمت بإتقان شديد لأضلاع الهرم، هذا على الرغم من أن ارتفاع الأرضية الصخرية في الوسط كانت تشكل عائقاً لقياس المحاور. إن مقدار الاختلاف عن اتجاه الشمال لا يزيد عن 3′6″ نحو الغرب. ولا تختلف أطوال أضلاع الهرم كثيرا عن المقاس المحدد لها والبالغ 440 ذراع (~ 230,383 متر)؛ على الناحية الجنوبية 7 سنتيمتر، وعلى الناحية الشمالية 13 سنتيمتر. كما أن زوايا الأركان كانت دقيقة جدا أيضا؛ فيبلغ انحراف الزاوية 2″ عند الركن الشمالي الغربي، و3′2″ عند الركن الشمالي الشرقي، و3′33″ عند الركن الجنوبي الشرقي و33″ عند الجنوبي الغربي. وتبلغ زاوية ميل أسطح الهرم 51°50′40″، وهو طبقا للمقياس المصري القديم ما يعادل ارتفاع ذراع مع إزاحة أفقية قدرها خمسة ونصف لعرض اليد. وهذا الميل ما يجعل الهرم يصل إلى ارتفاع 280 ذراع (= 146,59 متر). ويبلغ ارتفاع الهرم اليوم 138,75 متر، حيث هدم جزء من القمة على مر العصور وطبقا للمقاييس المصرية القديمة: يبلغ 1 (ذراع ملكي قديم) = 7 عروض يد؛ لهذا تحسب زاوية ميل سطح الهرم بنسبة الارتفاع إلى الإزاحة الأفقية كالآتي : 7:5,5 = 14:11 = 28:22 = 280:220 = ظل زاوية 50,84 درجة. أسطح الهرم اليوم منحنية وليست مستوية تماما. ويبلغ انحناء السطح الشمالي إلى الداخل 0,94 متر.

ان هرم خوفو مغطى بطبقة ملساء من أحجار طرة البيضاء. إلا أن أغلب تلك الحجارة قد استغل في بناء القاهرة، مما يجعل الجزء الداخلي للهرم مرئية وطبقاته المتراصة. وترى بعض أجزاء التغطية في الطبقة السفلي من الهرم. وعلى بعض أحجار تلك التغطية توجد كتابات وعلامات كانت تكتبها مجموعات العمال أثناء العمل، وكانت تلك العلامات والكتابات تكتب باللون الأحمر. وكان الهرم وتغطيته ينتهي من أعلى بهرم صغير Pyramidion. هذا الهرم الصغير مفقود اليوم وأغلب الظن أنه كان من حجر من نوع آخر غير أحجار طرة، وإنما من البازلت أو الجرانيت.

أحجار قلب الهرم تتكون من أحجار جيرية. و كانت الأحجار المقطوعة على أشكال مكعبات أو مستطيلات يصل ارتفاعها نحو 1 متر أو 1.5 متر مرصوصة أففياً. ويوجد منها اليوم 203 طبقة، حيث تحطمت السبعة طبقات التي كانت تشكل القمة مع الزمن. يبلغ وزن القطعة الحجرية منها في الطبقات العليا نحو 1 طن وفي الطبقات السفلى بين 2 - 3 طن.

أما لبناء حجرة الملك فقد بنيت بقطع حجرية كبيرة تزن بين 40 - 70 طن من الجرانبيت الأحمر، كانت تنقل إلى نحو ارتفاع 70 متر أثناء البناء لوضعها في أماكنها. كان العمال يكتبون علامات على بعض الأحجار أثناء عملية البناء، مثلما في بنايات خفض الضغط على أسقف الحجرات، وهي تعبر عن مقاييس وأسماء المجموعات العاملة، وفي حالتين تذكر اسم خوفو. وجدت بعض تلك الكتابات أيضا بالألوان الأحمر والأسود عل بعض أحجار الطبقتين 5 و 6 ، واكتشفها "ليزلي غرينسيل " على أحجار عارية .

كان الهرم الأكبر مغلفا بطبقة ملساء من الحجر الجيري الأبيض، أما اليوم فكل ما يظهر من الهرم هو الطبقة المتدرجة أسفل الطبقة الملساء. ففي عام 1300 تراخت كميات كبيرة من حجارة الغلاف الخارجي نتيجة زلزال عنيف، ليتم بعدها استخراج تلك الحجارة واستخدامها في بناء التحصينات والمساجد في مدينة القاهرة. ويمكن رؤية تلك الحجارة حتى اليوم في إنشاءات مختلفة في مدينة القاهرة. وقد وصف مستكشفون لاحقون كميات كبيرة من الأنقاض عند سفح الهرم تراكمت من الانهيارات المتكرة لطبقة الحجارة الخارجية. و تمت إزالتها لاحقا أثناء عمليات الاستكشاف في الموقع. وعلى الرغم من ذلك، فقد تبقى القليل من حجارة الغلاف في مواقعها في بعض الأجزاء السفلية حول قاعدة الهرم.

وقد وصف عالم المصريات فلندرز بيتري دقة تشكيل حجارة الغلاف بأنها "مساوية لدقة عمل صانع النظارات اليوم، لكن على قياس فدادين" و"لوضع مثل هذه الحجارة في الموضع المحدد هو عمل دقيق، ولكن للقيام بذلك بدون إسمنت في المفاصل يبدو شبه مستحيل".[18] وقد اقترح البعض انه تم استخدام الملاط الذي وفر سطح مستوي ساعد البنائين على تثبيت تلك الحجارة في أماكنها، ليجعل بذلك تلك المهمة المستحيلة ممكنة.

لا تزال بعض مهام نظام الحجرات في الهرم الأكبر غامضة. وقد حاول عالم الآثار "لودفيج بورشارت " تفسير وظيفة النظام بحسب تتابع عمليات البناء. وطبقاً لذلك فيعتقد أن عمليات البناء قد تمت على ثلاثة مراحل: في المرحلة الأولى بنيت الحجرة الصخرية على أن تكون حجرة قبر الملك، ثم اعتبرت لتكون حجرة الملكة، وفي المرحلة الثالثة تم بناء البهو الكبير وحجرة الملك.] ولكن اليوم يعتقد العلماء أن نظام الحجرات كان أصلاً موضوعاً كما هو عليه الآن وبني طبقاً لهذا التصميم. ويبدو أن نظام الحجرات كان يعكس المعتقدات الدينية المصرية القديمة، ولكن بسبب عدم وجود كتابات في الهرم فلا يزال سر هذا النظام غامضاً.

كانت أنظمة الحجرات وكذلك مقابر الفراعنة في تلك الفترة خالية من الكتابات. وبدأت الكتابات داخل الأهرام اللاحقة تظهر بعده بنحو 250 سنة خلال الأسرة الخامسة ابتداءً من الفرعون أوناس، حيث نجد نصوص الأهرام. وتبين تلك النصوص التصور المصري القديم عن الآخرة وتقديس الملك بعد وفاته في تلك العهود.

يقع المدخل الأصلي لحجرات الهرم على ارتفاع 17 متر فوق الأرض، عند الطبقة الحجرية الغلافية 19. وهو على الناحية الشمالية ويبعد نحو 7 متر من خط الوسط نحو الشرق. ولا يعرف حتى الآن سبب هذه الإزاحة توجد فوق ممر الدخول طبقتين من الأحجار الكبيرة في شكل سقف جملون مائلة يبلغ سمك كل منها 2 متر. وربما تمتد تلك التسقيفة الجملونية على طول هذا الممر المائل إلى أسفل في قلب الهرم. اللوح الحجري الذي كان يغلق ممر الدخول من الخارج لم يعد له وجود. ويعتقد "فيتو ماراغيوجليو" و"سيليستي رينالدي" بأن مدخل الهرم كان مغطى بلوح حجري ارتفاعه 1.2 متر.

وزار المؤرخ "سترابون" الهرم في عام 25 قبل الميلاد ووصفه في كتابه "جيوغرافيكا" بأن مدخله كان مغطى بحجر يمكن فتحه. ولكن عالم الآثار الألماني "ستادلمان" لا يوافقه في ذلك، وهو يرجح أن الباب كان مغلقاً بقطع حجرية كباقي الهرم بغرض التمويه وإخفائه. ويعتقد أنه قد تم غلق باب الهرم بعد سرقته خلال الفترة الانتقالية الأولى بلوح حجري، ثم أغلق بعد ذلك بأحجار من أحجار الغلاف، حيث كان العثور على المدخل في عهد الخليفة المأمون عسيراً

المدخل الحالي (مدخل المأمون)

اليوم يدخل السائحون إلى الهرم عبر نفق قام بحفره عمال وظفهم الخليفة المأمون في حدود العام 820. لم يعرف المدخل الأصلي في عهد الخليفة المأمون وقام العمال بحفر نفق عند الطبقة السابعة من الهرم ومنزاحاً نحو 7 متر في اتجاه الغرب. يدخل النفق جسم الهرم أفقيا لمسافة 27 متر (89 قدم)، ثم ينحرف بحدة إلى اليسار ليتقابل مع الحجارة الحاجبة للممر الصاعد. وبسبب عدم قدرتهم على اختراق تلك الحجارة الصلبة، قام العمال بالحفر لأعلى خلال الحجارة الجيرية الأسهل في الاختراق حتى وصلوا للممر الصاعد. يمكن الدخول للممر الهابط من هذا المدخل، لكن الدخول في العادة ممنوع.

يبلغ عرض الممر الهابط 1.09 متر وارتفاعه 1.20 متر. وهو مائل إلى أسفل بزاوية 26°، وبطول 34 متر داخل الهرم، حيث يقابل الممر الصاعد بعد 28 متر من بدايته. وبعد وصوله إلى عمق أرضية الهرم يستمر في النزول نحو 70 متر إضافية في أرضية الهرم الصخرية، أي أن طوله بالكامل نحو 105 متر، على عمق 30 متر تحت الهرم. بعد ذلك يمتد مسافة 9 أمتار أخرى أفقياً ليصل إلى الحجرة الصخرية.

وتوجد زاوية صغيرة غير مكتملة قبل الحجرة الصخرية على الناحية الغربية، لا تزال وظيفتها غير معروفة. ونظراً لتشابهها مع زاوية توجد في هرم ميدوم فيعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنها كانت مخصصة لاحتواء حجر لإغلاق الحجرة الصخرية. ورغم العثور على بقايا حطام من أحجار جرانيت في الممر فلا يعتقد الباحث الألماني "راينر ستادلمان" في أن هذا الممر قد سد بواسطة قطع حجرية كبيرة، ويبدو أن ذلك الحطام كان مصدره الثلث العلوي من الممر.

الممر الأفقي لحجرة الملكة

عند بداية الممر الصاعد إلى البهر الكبير يوجد ممر أفقي طوله 38 متر يؤدي إلى حجرة الملكة. أول 5 مترات من هذا الممر منفتحة إلى أعلى. على يمينها ويسارها فتحت فتحتان في الحائطين. ويعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنهما بغرض حفظ أجهزة تستخدم في تحريك أحجار الإغلاق المخزونة في الممر الوسطي في البهو الكبير

يبلغ عرض الممر 1.05 متر (يعادل 2 ذراع ملكي قديم)، وارتفاعه 1.17 متر، وهو بذلك أقل ارتفاعا عن ارتفاع أحجار الإغلاق بثلاثة سنتيمترات ولهذا فلم تخزن فيه تلك الأحجار. الممر يميل قليلا في اتجاه حجرة الملكة وفي الـ 5.5 متر الأخيرة يميل بمقدار 0.5 متر وتستقر أرضية حجرة الملكة على هذا الارتفاع.

غرفة الملكة

تقع غرفة الملكة بالضبط في منتصف المسافة بين الوجه الشمالي والجنوبي للهرم: تبلغ أبعاد حجرة الملكة 5.75 متر (18.9 قدم) من الشمال للجنوب، و5.23 متر (17.2 قدم) من الشرق إلى الغرب. وهي مبطنة بأحجار جيرية بيضاء ولها سقف في هيئة سقف جملوني يبلغ ارتفاعه 6.23 متر.[ تبلغ زاوية السقف الجملوني 30.5° وتبدأ من ارتفاع 4.77 متر من فرق أرضية الحجرة. وكانت هذه الحجرة هي أول حجرة تبنى في هرم، ويكون سقفها في شكل جملون

يوجد في الحائط الشرقي للحجرة زاوية بارتفاع 4.7 متر وبعمق 1 متر في الحائط، ومزينة من الجانبين بقبة مدرجة. ولا تعرف وظيفة تلك الزاوية. ويعتقد الباحث "بيتري" أن الزاوية كانت مخصصة لتمثال حيث عثر بيتري على شقفات وحطام من حجر الديوريت خارج الهرم من الشمال. كما أن ذلك يناسب فكرة السرداب، وهو حجرة توضع فيها تمثال كا للملك أو الملكة، وتمثل الكا "توأم نفس الإنسان". يبدأ من تلك الزاوية نفق ضيق طوله 15.30 متر داخل قلب الهرم يختلف العلماء في وظيفته.

ينتهي الممر الهابط بالحجرة الصخرية. وتبدو الحجرة في صورة غير منتهية ولم تسوى الأرضية إلى المستوى الذي كان يجب أن تكون عليه. لم يكن الجزء الغربي منها قد اتخذ شكله المضلع في الصخر. وتوجد على جدارها حفر طولية كانت تمهيداً لإزالة بقية الصخور وتكملة حفر الغرفة. ويعتقد عالم الآثار "ميشائيل هاس" بأن العمال قابلتهم صعوبات شديدة للعمل على ذلك العمق حيث يقل الأكسجين بسبب التنفس والمشاعل التي كانوا يستخدمونها لإضاءة المكان أثناء العمل، وعلى الأخص أنهم بعيدون عن المخرج ومصدر الهواء النقي بنحو 105 متر تحت الأرض، علاوة على أدخنة المشاعل.

تبلغ مقاييس الحجرة 8.36 متر في اتجاه الشمال و 14.08 متر في اتجاه الشرق والغرب، ويبلغ ارتفاعها على الأكثر 5.03 متر. الأرضية في الجزء الشرقي من الحجرة غير مستوية ومنخفضة عن مستوى أرضية الممر بنحو 1.3 متر، مما يشير أن تبليط أرضية الحجرة كان مخططاً له. من الركن الجنوبي الشرقي يوجد تمديد للممر يصل طوله 16.41 متر في اتجاه الجنوب حيث توقف العمال فيه عن العمل. وظيفته غير معروفة وترى فيه آثار عامل واحد كان يحفر بصعوبة في الصخر مستخدما بمطرقة وأزميل. كما توجد حفرة عميقة في الجزء الشرقي من الحجرة الصخرية. جدران الحفرة ليست موازية لحوائط الحجرة ولكن تميل بالنسبة لها بنحو 45 درجة. هبط باحث الآثار "بيرينغ" في الحفرة حتى عمق 11 متر باحثاً ربما عن حجرة أخرى ولكنه لم يعثر على شيء.

نفق التهوية والخروج والكهف

تخطيط الكهف والنفق الذي يمر بداخله: مقطع عمودي (أعلى)، ومقطع أفقي (أسفل)

يوجد نفق تهوية ومعد لخروج الكهنة والعمال بعد دفن فرعون وسد الحجرات، هذا النفق يصل بين البهو الكبير إلى الممر الهابط. المدخل السفلي يوجد على بعد نحو 1 متر تحت مدخل الممر الهابط. ويبدو أن العمل قد بدأ فيه في الصخر على ارتفاع 5.7 متر من قاعدة الهرم. ويمر هذا النفق هبوطاً بما يشبه "الكهف " في الصخر.

كان يعتقد أن الكهف هو بقايا حجرة للمومياء أولية، ولكن لا يوجد ما يدل على ذلك. لأن تصميم وطريقة بناء الكهف لا تؤيد ذلك التخمين. وجد في الكهف قطعة حجرية كبيرة من الجرانيت، من المحتمل أن تكون أحد أحجار إغلاق حجرات الملكة والملك.

بعد نزول نحو 5.2 متر (أي نحو 10 ذراع ملكي قديم) عمودياً إلى أسفل من الكهف يسير النفق كالآتي: 26 متر إلى أسفل بزاوية نحو 45 درجة في اتجاه الجنوب، ثم 9.5 متر بزاوية نحو 75° وجزء بطول 2.3 متر إلى اتجاه الجنوب الشرقي أفقياً ليلتقي بالممر الهابط. ومن الكهف إلى أعلى يمر النفق خلال أحجار قلب الهرم بطول 61 متر ليصل إلى ارتفاع 21.80 متر داخل الهرم حتى يخرج من أرضية البهو الكبير.

يعتقد الباحثون أن النفق كان بغرض التهوية للعاملين في الحجرة الصخرية وفي نفس الوقت للخروج، فإذا كان الغرض من النفق هو الخروج فقط لاختار المهندسون القدماء طريقاً أقصر لبنائه وتوصيله إلى الممر الهابط.

فكرة الخروج

بعد قيام الكهنة والعمال بوضع مومياء فرعون أو مومياء الملكة في مكانها يقوم العمال بإغلاق الحجرة بأحجار ضخمة من الجرانيت (عثر على واحدة منها في الكهف). وبعد وضع مومياء فرعون في مكانها تغلق حجرته أيضاً كما يغلق الممر الصاعد من أسفل بأحجار من الجرانيت الضخمة (هذه الأحجار تكون مخزنة في البهو الكبير). فيخرج العمال عن طريق النفق إلى أسفل حتى الممر الهابط ومنه إلى الخارج ثم يغلق مدخل الهرم.

الممر الصاعد

تحت المدخل الأصلي بمسافة 27.4 متر داخل الهرم يوجد عند سقف الممر الهابط التفرع للممر الصاعد. هذا التفرع يوصل بين البنية السفلى في الصخر وبناء الهرم العلوي وما فيه من نظام حجرات. يبلغ ارتفاع الممر 1.2 متر ويبلغ عرضه 1.05 متر ويصل بعد مسافة 37.7 متر إلى البهو الكبير. يضيق الممر عند بدايته إلى نحو 0.97 بغرض حجز حجارة السد. ولا تزال حتى يومنا هذا 3 قوالب كبيرة من حجر الجرانيت في مكانها ، ولا يمكن الوصول إلى الممر إلى عن طريق النفق الذي حفره عمال الخليفة المأمون.

مما يميز الممر العلوي أن به أربعة أحجار ضخمة من الحجر الجيري منتصبة عموديا ويخترقها الممر .

ويفسرها الباحثان "ماراغيوجليو " و "رينالدي" بأنها بغرض حماية الممر الهابط فهي تعطيها ثباتا ، وتوزع ثقل الهرم عليها وعلى البنية المجاورة.

البهو الكبير

يمتد البهو الكبير على امتداد الممر الصاعد ولكنه ينحني قليلا بمقدار 1′20″ عن اتجاه الشمال . عرض البهو يبلغ ضعف عرض الممر وسقفه أعلى من المر بكثير ؛ وله قبة جملونية (تنزاح صفوف الحجارة فوق الحائط اليميني واليساري بالتدريج بحيث تضيق المسافة بينهما في اتجاه السقف . ) في نفس الوقت تؤدي هذه البنية إلى الاستقرار وتوزيع ثقل الأحجار الأعلى منها على جانبي البهو . بعد علو 8و1 متر لحائطي البهو تنزاح صفوف الأحجار نحو الداخل مقدار 8 سنتيمتر بالتدريج ، وهكذا حتى الطبقة السابعة للحائطين الجانبين حتي يصل عرض السقف إلى نحو 1 متر . يبلغ ارتفاع سقف البهو الكبير نحو 5و8 متر ؛ ويبلغ طوله 46 متر ، ويؤدي البهو الكبير إلى حجرة الملك .



الجزء الوسطي للبهو بعرض 05و1 متر وعلى كل من جانبية رصيف يبلغ ارتفاعه 52و0 متر وعرضه 52و0 متر . على الرصيفين وعلى الحائطين قريبا منهما توجد 25 حفرة على كل جانب وتبلغ المسافة بين الحفر 4و1 متر وبعضها 5و1 متر . الحفر في الحائطين في هيئة نوافذ "كاذبة" بعرض 0,67 في 0,20 متر , والحفرات المضلعة في الرصيفين بمقاس 0,52 0,18 متر .ويبدو أن حفرات الحائطين كانت قد ملئت بالجبس.

وقد اعتبر كل من الباحثين "فلاندرز بيتري" و "نويل ويلر" أن تلك النوافذ الكاذبة والحفر كانت بغرض تثبيت مساند احجار سد البهو التي تسد الجزء السفلي لممر البهو .

تمكن العلماء سنة 2017 أثناء عملهم على مشروع مسح الأهرامات Scan Pyramids Project من الكشف عن وجود تجويف وبهو جديد في الهرم الأكبر وذلك باستخدام تقنية التصوير المقطعي باستخدام إشعاع الميوونات. وجد أن البهو أو التجويف الجديد له طول يبلغ حوالي 30 متر، والمقطع العرضي له مشابه للبهو الكبير. جرى التأكد من وجود هذا البهو أو التجويف الجديد باستخدام ثلاث تقنيات؛ وهي باستخدام صفائح الاستحلاب النووي atomic emulsion films ومبيّن المسار الومّاض scintillator hodoscope والمكاشيف الغازية لم يتضح بعد الغاية والهدف من وجود هذا البهو الجديد، ولا توجد إمكانية حالية للوصول إليه، إلا أنه وفقاً لرأي زاهي حواس فمن المحتمل أن يكون فجوة بنائية استخدمت لتعمير البهو الكبير.

ممر حجرة الملك وأحجار الإغلاق

أخاديد في الحائط الخلفي ،يعتقد أنها كانت لتمرير الحبال الحاملة لأحجار الإغلاق.

يربط ممر بين البهو الكبير وحجرة الملك . يبلغ طول الممر 85و6 متر وباتساع 1,05 في 1,11 متر . يعبر الممر في وسطه حجرة من الجرانيت وفيها أحجار إغلاق من الجرانيت ، تلك الأحجار تغلق عن طريق السقوط . ثلاثة أحجار من الجرانيت يبلغ وزن كل منها نحو 5و2 طن كانت تستخدم أساسا لإغلاق الحجرة . وكان من الممكن تحريك تلك الأحجار رأسيا خلال فتحات عرضها 55 سنتيمتر . ويبدو أن تلك الأحجار كانت مرفوعة أثناء عمليات البناء بواسطة حبال ونظام من عروق خشبية وأحجار ، حتى يبقى الممر مفتوحا حتى إغلاقه فيما بعد .

لتمرير الحبال فقد ثقبت أحجار الإغلاق الجرانيتية من أعلى 4 ثقوب . وعلى حائطي الحجرة لا تزال الأعضاء المستديرة موجودة لثلاثة عروق خشب أسطوانية مثبتة أفقيا ، والتي كنت الحبال تشد عليها. وعلى الحائط الخلفي توجد 4 أخاديد نصف دائرية يعتقد أنها كانت لتمرير الحبال الحاملة لأحجار الإغلاق.

عثر على أحد أحجار الإغلاق في "الكهف " ، و على بعض البقايا الحجرية في الممر الصاعد. كما عثر على جزء كبير من أحد أحجار الغلق أمام المدخل الأصلي للهرم .

حجرة الملك والتابوت

تبلغ أبعاد حجرة الملك 10.47 متر (34.4 قدم) من الشرق للغرب، و5.234 متر من الشمال للجنوب. ولها سقف مسطح على ارتفاع 5.974 متر فوق الأرضية. توجد فتحتان ضيقتان على ارتفاع 0.91 متر ، إحداهما في الحائط الشمالي والأخرى في الحائط الجنوبي للحجرة . هذه الفتحات تصل بنفقين ضيقين يصلان تقريبا إلى سطح الهرم ؛ يتوجهان إلى النجوم في السماء الشمالية والجنوبية. الغرض من هذه الانفاق غير واضح حتى الآن. ظن علماء المصريات طويلا ان الغرض منها هو التهوية، لكن هذا الاعتقاد تم اهماله الآن لحساب الاعتقاد الأكثر شيوعا بأن هذه الانفاق الصغيرة صنعت لخدمة الغرض الشعائري بتوجيه روح الملك إلى الجنة. كل من النفقان الضيقان متوجه إلى نجم أو مجموعة نجمية كانت ذات شأن في المعتقدات الدينية المصرية القديمة ، مثل الشعرى اليمانية وكانت تسمى لدى قدماء المصريين "سوبدت" .

تعتبر حجرة الملك خوفو في الهرم الحجرة الوحيدة من الأسرات المصرية الرابعة حتى السادسة ويكون سقفها منبسطا وليس في شكل سقف جملون. فيرى تصميم الحجرة أن يكون عرضها مناسبا لتسقيفها بأحجار مضلعة طول كل منها 6 أمتار من الجرانيت ؛ ثم بناء حجرات فوقها منخفضة ، ثم يعلوها سقف جملوني من أحجار كبيرة ، كل هذا لخفض ضغط الهرم على حجرة الملك ولضمان بقائها سليمة .

في حجرة الملك إلى الغرب يوجد تابوت من الجرانيت للملك . غطاؤه غير موجود . ويتكون التابوت من قطعة واحدة من الجرانيت ، حفر ونشر وسوي ليحصل على شكله هذا . وتشير آثار على جوانبه الداخلية أنه عومل بأدوات نحاسية مع إضافة رمل كوارز كمادة صنفرة . كما تشير الآثار إلى استخدام خرامات نحاسية قد يبلغ قطرها 11 سنتيمتر وسمك جدارها 5 مليمتر لإعداد التابوت.

حجم التابوت ( بمقاييسه 2,28 متر × 0,99 متر × 1,05 متر) لا تسمح بنقله خلال الممرات ولهذا فقد وضع في مكانه وقت البناء قبل تركيب سقف الحجرة .يوجد في جدار التابوت على الناحية الغربية ثلاثة تقوب مستديرة ، يبدو أن الغطاء كان مثبتا بواسطتها بقضبان .

تشير تقارير من مؤرخين عرب من العصور الوسطى إلى العثور على تابوت كان في شكل مومياء ، ولكن لا يوجد هذا التابوت الآن . ويعتقد عالم الآثار الألماني "ستادلمان" أن ذلك ليس ببعيد إذ يعتقد ان الهرم قد أعيد إغلاقه في عهد الرمسيسيين ، ثم فتح ثانيا في عهد الخليفة المأمون. ويبدو من التقريرات البسيطة للمؤرخين الإغريق القدماء ، مثل هيرودوت ، أنهم لم يشاهدوا داخل الهرم .

غرف تخفيف الوزن

توجد فوق سقف حجرة الملك 5 غرف فوق بعضها البعض مغلقة من جميع الجهات . وفوق تلك الغرف المبنية بقصد تخفيف وزن الهرم عن سقف حجرة الملك بُني السقف الجملوني (على شكل العدد 8). هذا السقف ذو الشكل الجملوني يوزع ضغط وزن الهرم على حوائط حجرة الملك بدلا من ان يكون اتكاؤها على السقف نفسه فيتعرض للكسر وتدمير الحجرة يبلغ بذلك الارتفاع الكلي لحجرة الملك نحو 21 متر.

اكتشفت الغرفة التحتية الأولى فوق حجرة الملك من الدبلوماسي البريطاني "ناثانيل دافيسون" في عام 1765 ، وهي تحمل اسمه من ذلك الوقت. . ثم اكتشفت الأربعة غرف الأخرى في عام 1837 من الضابط البريطاني "هوارد فيس" و "جون بيرينغ" اللذان استخدما مطرقة وأزميل وبارود حتى استطاعا الوصول إلى الغرفة العليا . واطلقا أسماء مشاهير من ذلك العهد على الغرف : "هيرسوغ فون وليلنغتون" ، و "هوراتو نيلسون" ، و "أدميرال نيلسون" و " ليدي أربوثنوت" و القنصل " باتريك كامبل" .

عثر في الغرف الأربعة فوق حجرة الملك على كتابات هيروغليفية للعمال الذين كانوا عاملين في بناء الهرم بالإضافة إلى علامات تختص بعملية البناء . تلك الكتابات المكتوبة بالاحمر تعطي فكرة عن نظام العمل وتقنية القياس في عهد خوفو. ويتعدد ذكر ثلاثة مجموعات من العمال اللذين كانوا يقومون بنقل الأحجار . وتذكر المجموعتات " خدام خوفو" و "حورس ميديو نظيف" في النصف الجنوبي للغرف ؛ وتطهر كتابات مجموعة " التاج الأبيض لخنوم-خوفو قوي" في جهة الشمال . وهذا يبين ان نظام العمل كان يتضمن أن كل من مجموعات العمال كانت تقوم ببناء جزء خاص بها في تشييد البناء .

وعثر على الكثير من العلامات الخاصة بالبناء . ففي الجزء الغربي لغرفة ليدي أربوثنوت وجدت علامات تحدد المحور الوسطي للهرم الشمالي-الجنوبي ، والذي ربما كان يحدد وضع التابوت في حجرة الملك . وحددت في تلك الغرفة مستوى وجود الحائط الغربي لحجرة الملك الواقعة 11 متر أسفلها.

في الشرق على بعد 56 متر من هرم خوفو توجد ثلاثة أهرامات صغيرة للملكات وهي من الشمال إلى الجنوب : G I-a إلى G I-c . ويعتبر الفرعون خوفو هو أول ملك ينشيء أهرامات ثانوية بجانب هرمه الأكبر . وفي حين أن قبله سنفرو قد أنشأ هرما للعبادة وليس للملكات . ف الهرم المائل مثلا كان هرما للعبادة ، كما أن الهرم الثانوي بجانب هرم ميدوم لا تعرف وظيفته على وجه التحديد.

كانت أهرام الملكات خارج الجدار المحيط بالهرم الأكبر ولم يكن بينها اتصال لا بالمعبد الجنائزي ولا بالطريق المرصوف إلى معبد الوادي. وكانت تعتبر منشآت مستقلة عن الهرم الأكبر وهي في نطاق حقل المقابر G 7000, والتي توجد فيها أيضا 8 مصاطب وتعتبر قبور العائلة الملكية . ويبدو أن تقسيم هذا الحقل يتبع مدى قرابة الشخص المدفون فيها إلى الملك .

تقع أهرام الملكات لأهرام خفرع ومنقرع جنوب الهرم. ويحاول العلماء تفسير اختيار خوفو لأن تكون أهرامات الملكات شرقا بالنسبة لهرمه بأن المكان جنوب الهرم كان مشغولا بمدرجات بناء الهرم حيث كانت احجار البناء تجر عليها أتيه من الشرق. ولهذا كانت الجهة الجنوبية مخصصة للمدرجات المائلة لنقل الأحجار . ولكن عالم الآثار يرجح أن موقع أهرامات الملكات اختير على أساس ارتباطها بحقل مقابر G 7000 الخاص بأفراد العائلة الملكية.

والحكم على أي من الاهرامات يخص ملكة أو أميرة معينة فهو حكم تقريبي مبني على انتماء المصاطب الشرقية المقابلة لكل هرم إلى صاحب الهرم . كما أن تاريخ بناء أهرامات الملكات غير معروف . ويعتقد ان بداية بنائها كانت عند الانتهاء من الثلث الأول للهرم الأكبر .

قام عالم الا ثار المصري زاهي حواس خلال التسعينيات من القرن الماضي بإزالة الأنقاض عن قواعد اهرامات الملكات ، وبعدها بدأ القياس الدقيق لأول مرة لتلك الأهرامات . تبلغ مقاييس تلك الأهرامات بين 44 متر و 48 متر . وزاوية ميل اسطح الأهرامات تعادل زاوية ميل أسطح هرم خوفو ؛ بذلك ينتج علو تلك الاهرامات بين 29 و5و30 متر .



No comments:

Post a Comment