Tuesday, October 23, 2018

الجراحة باستخدام الارواح وبدون فتح الجسم


تزعم الجمعيات المشتغلة باستحضار الأرواح أنه يمكن استخدام أرواح الموتى، أو أرواح بعض الأحياء، في علاج المرضى من البشر، بل وعلاج الأمراض المستعصية، التي أعيت الأطباء. ففي مجلة "عالم الروح"، عدد يونيو 1948، مقال للدكتور صابر جبرة، يقول فيه: "وهناك مرضى كثيرون، في البلاد الأوروبية، وفي مصر نفسها، عولجوا بهذه الطريقة الروحانية، وكشف الله عن بصيرتهم، فرأوا الأرواح وهي تعالجهم رأي العين. ووصفوا أشكالها، وطريقة علاجها، وما معها من الأجهزة الروحانية، التي تستعملها. وهناك كثير من الحضور في الدوائر الروحانية، رأوا بأعينهم أضواء غريبة، لها أشكال مختلفة؛ منها ما يشبه الشرر الكهربائي، ومنها ما يشبه الشموع. ومن المرضى من يحس بحرارة العلاج، وقوة التدليك، أو الحقن أثناء علاجه الروحاني".

يقول الدكتور مصطفى الحديدي الطير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأستاذ التفسير في الأزهر: "أما العلاج الروحاني، فإنه أمر واقعي، ومفيد، في كثير من الأحيان، للأمراض المستعصية وسواها. وقد عرفنا ذلك عن يقين، ولكننا لا نستطيع القول بأن تلك الأرواح المُعَالِجة، هي أرواح الإنس الذين ماتوا؛ فقد تكون أرواح جن، حضرت متبرعة بالعلاج، وكانت بصورة من أُريد استحضار أرواحهم للعلاج.

يدعي عدد لا بأس به من الفيلبينيين أن لهم طاقات روحانية عجيبة تعالج المرضى، ، حيث يقوم الواحد منهم بتمرير يده على بطن مريض فيشقّها من دون آلات جراحة، ولا تخدير، ولا ألم. ثم يستأصل الأجزاء التالفة والمعطوبة من أجزاء البطن، ويُخرجها للناس أمام أعينهم، ثم يمرر يده في مكان الجرح، فترجع البطن إلى وضعها الأول، لا أثر للجراحة، لا نزف للدم، ولا داعي لاستخدام خيوط الجراحة‍. وهذه العجيبة، لا تستغرق إلاَّ دقائق قليلة، ولا تستنزف إلاَّ قليلاً من الدم. ولا يقتصر إجراؤها على البطن فقط، إنما تشمل جراحات في المخ والقلب والرأس والعين، وكل أجزاء الجسم البشري؛ بل يمكن إجراء غير عملية، في وقت واحد، وبنفقة زهيدة. وفي دقائق معدودات.

يقول عبدالمحسن صالح: من بين عشرة جراحين روحانيين، في الفيليبين، يبرز اسم "ديفيد"، الذي مارس المهنة أكثر من 17 عاماً، وورث أصولها عن والده، عندما بلغ من العمر 24 عاماً. وهو يجري، في الأيام العادية، عدداً من العمليات الجراحية الروحانية، يراوح بين 17 و18 عملية، يومياً؛ وقد يقفز العدد في أيام الآحاد إلى 50، و ربما 100 عملية. وتستغرق تلك العمليات أوقاتاً قياسية.

منذ عدة سنوات، هللت الجرائد المصرية للفيليبيني "أليكس"، ولا سيما جريدة "أخبار اليوم"، التي أطنبت في ذِكر هذا الرجل وبركاته وطاقاته وكراماته. ثم لم يلبث الأمر أن انكشف عن خدعة كبرى؛ إذ سافر عدد من المرضى المصريين، وقابلوا "أليكس"، الذي أجرى عملية لكل منهم؛ فاستأصل طحالاً واستخرج حصيات من المرارة … إلخ. ولما عاد هؤلاء المرضى إلى القاهرة، عُرِضوا على جماعة من أساتذة الطب المصريين، الذين كشفت لهم الأشعة، أن الطحال لا يزال موجوداً ومتضخماً، وحصيات المرارة، لا تزال في مكانها ؟!


وفي حادثة أخرى أجرى "ديفيد" عملية جراحية لسيدة كانت تشكو مرضاً في بطنها وأمام الدكتور الأمريكي "نولين"، بدأت مراسم الجراحة بصلاة ودعاء. ثم أحضرت مساعدته مطهراً، ومس به بطن المريضة؛ ووضعت المساعدة ثلاث قطع صغيرة من القطن على البطن. وبدا "ديفيد"، بيدَيه العاريتَين، وكأنما يعجن بطن المريضة، وبعد ثوانٍ قليلة، اختفت القطع القطنية، التي كان يعجنها، كذلك، في بطن المريضة. وفجأة، وبعد لحظات من اختفاء القطن، بدأ سائل أحمر أدكن ينز من بين أصابعه. وعند هذه اللحظة، لم يكن تظهر من أصابعه إلاَّ السُلاميات أو العُقَل المجاورة لراحة اليد، أما أصابع اليد الأخرى، فكانت تحيط بها وتخفيها، ثم تظهرها في وضع، يوحي بأنها تغوص، بالفعل، داخل بطن المريضة، وأن السائل الأحمر ليس إلاَّ دماً، ينزف من البطن. وبعد نحو دقيقة، أخرج "ديفيد"، بيده اليسرى، من بطن المريضة، قطعة حمراء، ملتوية، يبلغ طولها خمسة سنتيمترات؛ بينما كانت يده اليمنى غائصة في البطن. وأعلن أن ما أخرجه جلطة دموية. وعاد يعبث بأصابعه في بطن المريضة، الذي وضعت عليه المساعدة مزيداً من قطع القطن، التي سرعان ما اختفت بين يدَي "ديفيد".

وبعد لحظات، أخرج كتلة أطول وأكبر من سابقتها؛ وأحاط الحاضرين علماً، أن ما أخرجه ليس إلاَّ نسيجاً فاسداً في المعدة. ولم تستغرق هذه العملية سوى ثلاث دقائق. بادر الدكتور "نولين" إلى فحص بطن المريضة، ولم يجد فيه أثراً لجرح أو خدش، أو أي علامة، تدل على شَقِّ البطن، ونزف الدم، واستئصال هذه الأنسجة. أما قطع القطن، المبللة بالسائل الأحمر، فقد اختفت بسرعة، كما اختفت الأنسجة الفاسدة؛ إذ إن هؤلاء لا يمكّنون أحداً من فحصها، لأمر لا يخفى على لبيب؛ فالجراح الروحاني المزعوم، يُخرج كان الأنسجة المزعومة، ويلقيها في وعاء، لتضرم مساعدته النار فيها. وفي إحدى المرات، كان رجل أعمال كندي، قد أجريت له عملية جراحية روحانية. على يد الجراح الروحاني "توني أجباوا"، الذي زعم أنه استخرج حصاة من كلية رجل الأعمال، أمسكها بيده، ليريه إياها، فخطفها الكندي منه بسرعة، قبل أن يتخلص منها، في وعاء تضرم فيه النار، وأحضرها إلى أحد المستشفيات. والحقيقة أنه لا الدماء قد نزفت، ولا الأنسجة الفاسدة قد استؤصلت، ولا البطن قد شُقَّ؛ بل إن ما حدث كان حركات بارعة، لا تزيد على حركات الحواة؛ فالأنسجة الفاسدة، مثلاً، لم تكن إلاَّ قطع القطن التي عجنها في السائل الأحمر، وأخرجها مفتولة، تشبه أنسجة الجسم الداخلية؛ وما الحصاة إلاَّ مجرد قطعة من السكر.


No comments:

Post a Comment