وحش لوخ نس (بالإنكليزية: Loch Ness Monster) هو مخلوق غير مؤكد الوجود، يُعتقد بأنه سليل مجموعة باقية من البلصورات(بالإنكليزية: plesiosaurs)، على الرغم من أن وصفه يختلف من شاهد لأخر. ويُقال أنه يسكن بحيرة لوخ نس في أسكتلندا ، التي تعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في بريطانيا العظمى. قام السير بيتر سكوت بإطلاق اسم نيسيتيراس رومبوبتيريكس (باللاتينية: Nessiteras rhombopteryx) على وحش البحيرة وذلك في مجلة نيتشر، وهذا الاسم يوناني معناه "وحش نس ذي الزعانف ماسيّة الشكل
إبتدع الصحافي ومأمور المياه لبحيرة لوخ نس، ألكس كامبل، كلمة "وحش" (بالإنكليزية : Monster)، بتاريخ 2 مايو 1933، في مقاله بصحيفة ساعي إينفيرنيس (بالإنكليزية: Inverness Courier). وبتاريخ 4 أغسطس 1933، نشرت الصحيفة مقالا يتحدث عن مزاعم رجل من لندن يُدعى "جورج سبيسر"، يُفيد بأنه عندما كان يتنزه حول البحيرة هو وزوجته منذ بضعة أسابيع، رؤا "أقرب ما يكون تنينا أو مخلوق قبتاريخي إثارة للدهشة رأيته في حياتي"، يسير على جانب الطريق وهو يحمل "حيوانا في فمه. وبعد نشر هذ المقالة، أخذت الرسائل تتوافد على الصحيفة، وغالبا ما كان أكثرها من أشخاص مجهولين، يقولون بأنهم شاهدوا الوحش على البر أو في المياه، على أراضيهم أو أراضي عائلاتهم، معارفهم، أو يخبرون أحداث رواها لهم أشخاص أخرون. سرعان ما وصلت هذه القصص إلى جميع الصحف والمطبوعات الوطنية البريطانية، وفي وقت لاحق الصحف العالمية، فأخذ الناشرون يتحدثون عن "سمكة وحشيّة"، "أفعى بحرية"، أو "تنين" يراه الناس في اسكتلندا، قبل أن يستقروا أخيرا على تسمية موحدة هي "وحش لوخ نس". بتاريخ 6 ديسمبر 1933، تم نشر أول صورة مزعومة للوحش، ألتقطت على يد "هيو غراي"،وكان ذلك بعد أن تمّ الاعتراف رسميّا بالوحش من قبل وزير الدولة لشؤون اسكتلندا، الذي طالب الشرطة بمنع حصول أي اعتداء على الكائن. وفي عام 1934، ازداد الاهتمام بالقضية أكثر من الأول، بعدما برزت "صورة الجرّاح" (بالإنكليزية : The Surgeon's Photograph) إلى حيّز الوجود، وفي نفس السنة نشر الملازم في البحرية الملكية البريطانية، روبرت طوماس غوولد، كتابا تلاه الكثير من الكتب المشابهة، يتحدث فيه عن تجربته الشخصية في تجميع الأدلّة عن هذا الكائن، والتي تعود لما قبل صيف سنة 1933. زعم كتّاب أخرون أن المشاهدات العينية للوحش تعود حتى القرن السادس.
كانت الشائعات والأقاويل عن وجود حيوانات ضخمة تعيش في البحيرة قد وُجدت منذ قرون، وبعض المؤمنين بوجود وحش البحيرة يعتقدون أن المشاهدات وفّرت أدلة ظرفية في صحة وجود نيسيي. يُشكك قسم من المهتمين بالموضوع بصحة المشاهدات ويبينون أن المشاهدات لم تكن معروفة في قديم الزمان وأنها اشتهرت في مطلع الستينيات من القرن العشرين مع ظهور الاهتمام الواسع لأسطورة نيسيي، ومثال ذلك الرؤية المزعومة في أكتوبر 1871 من قبل الدكتور ماكينزي الذي وصف رؤية "شيء يتحرك ببطء ثم أصبح يتحرك بشكل أسرع فأسرع". فقد تكررت أوصاف هذه المشاهدة مراراً دون وجود سجل للرؤية بواسطة الدكتور ماكينزي مما يدل على أن هذه المشاهدة قد تكون غير صحيحة. يُقدّر عدد المشاهدات المسجلة لوحش البحيرة بحوالي 5000 مشاهدة منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى الأيام الحاليّة، والكثير منها مشكوك فيه لأسباب عديدة منها بعد المسافة التي شوهد منها الكائن أو ظروف الطقس السيئة التي ولّدت ضبابا كثيفا لا يسمح لأي شخص أن يحكم بشكل صحيح على طبيعة ما رآه، بالإضافة لعوامل أخرى طبيعية أو من صنع الإنسان ، حيث تبيّن أن الكثير من المشاهدات كانت لأيائل أو موجات من قوارب كانت قد مرّت في نفس المنطقة قبل فترة وجيزة، وبطبيعة الحال أيضا كان هناك العديد من الخدع. ومن جانب أخر يظل جزء من المشاهدات لا يمكن تفسيره بسهولة، وقد يكون البعض منها صحيحا بالفعل
مع وصول الرومان في القرن الأول الميلادي إلى إسكتلندا وجدوا فيها شعباً قبيلياً يسمى شعب البيكت يتميز بوشم الجسم. وكان هذا الشعب معجباً بالحيوانات وكان يدون على الصخور الحكايات والأساطير المتعلقة بها. كانت بعض النقوش التي عثر عليها ذات أوصاف شبيهه بأوصاف وحش البحيرة نيسيي والبعض يرجح احتمالية أن تكون أول سجل على وجود هذا الكائن والتي يعود تاريخها إلى حوالي ألفين عام.
وردت أول مشاهدة مزعومة لوحش لوخ نس عام 565م، من القديس كولومبا (بالإنكليزية: Saint Columba)، الذي يعتبر من أوائل المبشرين بالمسيحية في إسكتلندا، وقد دوّنت هذه المشاهدة بواسطة القديس أدومنان اليوني (بالإنكليزية: Saint Adomnán of Iona) في القرن السابع. يصف أدومنان في روايته هذه، التي كتبها بعد قرن من وقوع أحداثها، كيف استطاع القس الإيرلندي، القديس كولومبا، الذي كان يقطن أرض شعب البيكت في ذلك الوقت مع مرافقيه، كيف استطاع إنقاذ حياة أحد الأشخاص من أولئك الناس عندما مرّ بهم وكانوا يدفنون شخصا بالقرب من نهر نس، فقالوا له أن هذا الميّت كان يسبح في النهر عندما هاجمه "وحش مائي" وقام بنهشه وسحبه تحت الماء، فحاولوا إنقاذه في قاربهم ولكنهم لم يفلحوا إلا باسترجاعه جثة هامدة. فقام كولومبا بعد أن سمع هذه القصة، بإذهال قوم البيكت، عن طريق إرسال تابعه "لوين موكو مين" ليسبح في النهر، فظهر الوحش وطارده، ولكن كولومبا أدلى بعلامة الصليب وأخذ يبتهل إلى الله ويأمر الوحش بأن يذهب في سلام، فقال: "لا تتقدم أكثر، لا تلمس ابن آدم، إرجع حالا" فامتثل الوحش في الحال وكأن "حبالا سحبته إلى الخلف"، وهرب مذعورا وتم إنقاذ الشخص. فأخذ رجال كولومبا والبيكت الوثنيون يحمدون الله على حصول هذه المعجزة
يسنتد المؤمنون بوجود الوحش إلى هذه القصة، التي تدور أحداثها في نهر نس عوضا عن البحيرة ذاتها، ليقولو بأن هذا الكائن كان ولا يزال موجودا منذ القرن السادس. أما المشككون فيقولون بمصداقيتها، إذ أن قصص الوحوش المائية كانت مألوفة للغاية في السير الذاتية للقديسين من القرون الوسطى؛ وبالتالي، فإن قصة أدومنان قد لا تكون سوى نسخ لقصة شائعة من تلك المنطقة.يقول المشككين أيضا أن قصة القديس كولومبا هي قصة مستقلة تماما عن أسطورة وحش بحيرة لوخ نس الحاليّة، وإنها لم تُربط بها إلا مؤخرا من قبل المؤمنين بوجود الكائن الراغبين بدعم أقوالهم. يقول المؤرّخ "أنطوني تشارلز طوماس" في إحدى مقالاته، أنه بحال كان هناك شيئ من الصحة في هذه الرواية، فإنه يُحتمل ان يكون قد تمّ تفسيره بشكل خاطئ، فالقديس كولومبا ربما كان قد رأى خنزيرا بريّا أو فظا أو أي حيوان أخر كان يسبح في النهر، بما أنه لم يحدد طبيعة الوحش.بالإضافة لذلك مشاهدة القديس كانت قرب نهر لوخ نس وليس البحيرة، كما أن القديس ذاته روى مشاهدات مختلفة لكثير من الوحوش في مناطق مختلفة من إسكتلندا. يقول المؤرخ "ر. بينز" أن هذه الرواية هي أكثر الروايات القديمة جدية عن الوحش.
ويُضيف أن جميع الروايات الأخرى التي تعود لقبل عام 1933 لا يُمكن الاستناد إلى صحتها، إذ أنها لا تُثبت أنه كان هناك أي علم واسع عن هذا الكائن أو أي ثقافة محلية ناشئة عنه.
تعود المشاهدات الأرضية لمخلوق غريب حول بحيرة لوخ نس في العصر الحديث إلى القرن السادس عشر إلا أن ما أطلق شرارة الاهتمام بوحش البحيرة كان حادثة آل سبايسر بتاريخ 22 يوليو 1933، عندما شاهد جورج سبايسر وزوجته "مخلوقا غريبا" يعبر الطريق أمام سيارتهم. وصف الزوجان المخلوق على أنه ذو جسد ضخم، يبلغ مترا في ارتفاعه (4 أقدام) ويتراوح طول جسمه ما بين 1.5 إلى 8 أمتار (25 قدما)، له عنق مموج الشكل أثخن بقليل من خرطوم الفيل ويتراوح عرضه ما بين 3.0 و 3.7 أمتار (10-12 قدما) كما عرض الشارع. لكنهم لم يتمكنوا من رؤية أي أطراف للمخلوق لأنه كان في مستوى منخفض من الأرض. عبر المخلوق الطريق أمامهم بسرعة باتجاه البحيرة، التي تبعد عنه 20 مترا (20 ياردة) مخلفاً أثر لجسمه على النبات الخفيض المتكسّر
وفي أغسطس 1933 ادعى سائق دراجة نارية يُدعى آرثر غرانت أنه كاد يرتطم بالمخلوق بينما كان يقود دراجته قرب الشاطئ الشمالي الشرقي للبحيرة عند حوالي الساعة الواحدة ليلاً، وادعى غرانت أنه رآى رأسا صغيرا متصلا بعنق طويل، وإن المخلوق رآه فعبر الطريق هاربا إلى البحيرة. أضاف غرانت بأنه ترجّل عن الدراجة وتبع المخلوق ولكنه لم يرى سوى تموج عند ساحل البحيرة.إلا أن البعض يقولون أن هذه الحادثة ليست سوى تبرير فكاهي لحادثة تصادم وقعت لغرانت بالقرب منه
وفي مشاهدة أخرى من عام 1934، ادعت الخادمة الشابة "مارغريت مونرو" أنها شاهدت المخلوق لمدة 20 دقيقة، قرابة الساعة السادسة والنصف صباحاً من 5 يونيو، وكانت مارغريت تبعد حوالي 180 متر (200 يارده) عن المخلوق. ووصفته بأن له جلد شبيه بجلد الفيل، طويل العنق، وصغير الرأس وله اثنان من الأرجل الأمامية القصيرة أو الزعانف، وانتهت المشاهدة بعودة المخلوق إلى الماء. استمرت المشاهدات الأرضية حتى عام 1963 عند ظهور فيلم قليل الجودة يصور المخلوق من بعي
في مايو 1943 ادعى شخص من فيلق المراقبة الملكية (بالإنكليزية : Royal Observer Corps) أنه رأى مخلوقا مزعنفا "كبير العينين" في البحيرة يبعد عنه 230 مترا (250 ياردة)، ويتراوح طوله من 6 إلى 9 أمتار (20 إلى 30 قدما)، ذو عنق طويل تراوح طوله ما بين 1.2 إلى 1.5 أمتار (4– 5 أقدام) عندما أخرجه من الماء
في شهر ديسمبر من عام 1954 استطاعت سفينة الصيد المسماة "الند الثالث" (بالإنكليزية: Rival III)، والمزودة بنظام سونار من التقاط حركة لجسم غريب يواكب القارب تحت الماء على عمق 146 مترا (480 قدم) وقد استمرت برصد هذه الحركة لمسافة 800 متر قبل أن ينقطع الاتصال بهذا الجسم. كان العديد من الناس قد حاول العثور على الوحش عن طريق السونار من قبل، لكن معظم هذه المحاولات كانت غير حاسمة أو سلبية النتيجة.
في 17 يونيو 1993 أبلغ عن مشاهدة من قبل شخصين وهم ماكيننيس وديفيد ماكاي حيث قإلا أنهما شاهدا مخلوقا غريبا يصل في طوله لحوالي 40 قدم، بني اللون يجري باتجاه البحيرة.وفي مساء نفس اليوم تم الإبلاغ عن مشاهدة من قبل جيمس ماكنتوش وابنه الصغير لمخلوق غريب يجري باتجاه البحيرة.أما المشاهدة الأخيرة فكانت من لورين ديفيدسون والتي لم ترى المخلوق ولكنها رأت موجة كبيرة غريبة في البحيرة توحي بأن هناك مخلوق كبير يسبح تحتها
التُقطت أوّل صورة للوحش عام 1933 من قبل "هيو غراي"، الذي قال "ما أن رأيت ذلك الشيئ الذي كان يعلوا حوالي قدمين أو ثلاثة عن سطح الماء حتى أحضرت آلة تصويري والتقطت صورته. لم أرى له رأسا، واعتقد أن أطرافه كانت كلها تحت الماء، كما لم يكن هناك أي حركة تذكر من الذيل"
تُعتبر "صورة الجرّاح" (بالإنكليزية: Surgeon's Photograph) التي التقطها الطبيب النسائي الدكتور روبرت ويلسون اللندني، من أشهر الصور التي أظهرت وحش لوخ نس على الإطلاق، وكان المؤمنون بوجود الكائن يستندون إليها في السابق كدليل قوي على وجود الوحش. برزت أهمية هذه الصورة كونها الوحيدة التي أظهرت "الرأس والعنق" – على العكس من جميع الصور السابقة التي لم تُظهر سوى حدبات أو اضطرابات في الماء.ظهر بأن الصورة كانت خدعة في عام 1994
ألتُقطت الصورة عام 1934، ونُشرت في صحيفة "الدايلي مايل" بتاريخ 21 أبريل 1934، وكان ويلسون قد رفض تسمية الصورة كنية به، فأطلق عليها "صورة الجرّاح" عوضا عن ذلك تُطابق التموجات في الصورة حجم ونمط التموجات الصغيرة الدائرية، المتعارضة مع الموجات الضخمة التي تظهر عند التصوير عن قرب، كما أن تحليل الصورة الأصلية غير المقصوصة يُثير تساؤلات عديدة أخرى. قام صانعوا برنامج قناة ديسكفري كوميونيكيشنز الوثائقي "أكتشفت لوخ نس" (بالإنكليزية: Loch Ness Discovered) بإجراء تحاليل على طبيعة الصورة الأصلية والأبعاد التي فيها وحجم الأمواج المحيطة بالجسم الموجود داخلها، فوجدوا أن هناك جسما أبيض بارزا في كل نسخة منها، مما يعني أنه كان موجودا على الصورة السلبية. يقول الراوي في تلك الحلقة من البرنامج : "يبدو بأن هذا الجسم هو مصدر التموجات في المياه، وكأن هناك شيئا يقطر شكل الوحش، ولكن العلم لا يستطيع أن يستبعد فكرة كون هذا البياض مجرّد عيب من الصورة السلبية". أفاد التحليل الكامل للصورة بأن الجسم الظاهر فيها لايتعدى طوله المتر الواحد
قيل عام 1979 أن هذه الصورة ليست سوى صورة لفيل يسبح ولا يظهر منه سوى جزء من رأسه وخرطومه. وقال مشككون أخرون في الثمانينات أن الصورة تعود لطائر يغوص في الماء أو لقضّاعة ، ولكن بعد أن أدلى كريستيان سبيرلنغ باعترافه، إتفق معظمهم على ما قاله الأخير - أن الوحش في الصورة ليس إلا لعبة غواصة موصول فيها رأس بلصور منحوت. وقد وردت تفاصيل صنعها في كتاب خاص. اعترف كريستيان سبيرلنغ وهو على فراش الموت بأن هذه الصورة مزيفة، وأنه قد صنع نموذجا لرقبة الوحش مع الرأس من الخشب البلاستيكي ووضعه في البحيرة بالاتفاق مع الدكتور روبرت ويلسون، الذي توفي قبل عدة سنوات من هذا الاعتراف، والذي قام بدوره بتصوير النموذج وعرض الصورة على وسائل الإعلام مدعيا أنه التقط صورة حقيقية لوحش لوخ نس وقال كريستيان سبيرلنغ بأنه قد قام بذلك ليخدع الصحافة ووسائل الإعلام وخاصة صحيفة "الدايلي مايل" انتقاما منهم على مافعلوه بعائلته. إذ أن زوج والدته، كان قد قام بتزوير بصمات أقدام على شاطئ البحيرة وادعى أنها آثار أقدام وحش بحيرة لوخ نس، إلا أن الخبراء من الدايلي مايل الذين كانوا قد طلبوا منه دليلا على وجود الوحش اكتشفوا أن آثار الأقدام مزيفة، الأمر الذي أثار وسائل الإعلام، لتفضح كذبة زوج الوالدة وبأسلوب مستفز ساخر جعل من الأخير مثار سخرية الناس. يقول العالم النمساوي "هنري باور"، أن فضح هذه القصة دليل على التحيز لجهة المشككين، ويتسائل عن السبب الذي جعل المتآمرون لا يكشفون خدعتهم في تاريخ سابق كي يحرجوا الصحيفة. كما ادعى أن الخشب البلاستيكي لم يكن موجودا عام 1934، على الرغم من انه كان متوافرا كمادة للنمذجة والصناعة المنزلية في أوائل الثلاثينات
في عام 1938 استطاع سائح من جنوب أفريقيا، يُدعى ج.إ تيلور، أن يُصوّر مشاهد لمخلوق لمدة 3 دقائق على فيلم ملوّن 16 ميليمتر، هو الآن بحوزة الدكتور موريس بيرتون والذي يرفض السماح للمحققيقين والمهتمين بوحش البحيرة، مثل بيتر كوستيلو أو مكتب أبحاث بحيرة لوخ نس، بالإطلاع على الفيلم. ظهر مشهد وحيد من الفيلم في كتاب بيرتون "الوحش المراوغ" (بالإنكليزية: The Elusive Monster)، قبل أن يتقاعد الأخير. يقول الدكتور روي ماكال، وهو عالم أحياء وباحث قدير في علم دراسة الحيوانات الخفية، على أن الفيلم يُمثل "دليلا إيجابيا"عُرض الفيلم في وقت لاحق على المعهد الوطني لعلم المحيطات، الذي يُعرف الآن بمركز ساوثهمبتون الأوقيانوغرافي، حيث شاهده عدد من الخبراء واتفقوا على أن ما يظهر فيه ليس سوى جسم جامد يطوف في البحيرة.
في عام 1960 استطاع مهندس طيران يُدعى "تيم دينسدايل" أن يُصوّر جسماً غريبا يعبر البحيرة مخلفاً ورائه موجات تختلف عن تلك التي تخلفها الزوراق العادية. افترض المجلس الوطني لنشر الصور في المملكة المتحدة أن الجسم المصوّر كان "على الأرجح حيّا". بينما قال المشككون أن هذه الأمواج يمكن أن تكون من زورق وأن "الحدبة" البارزة لا يمكنها أن تستبعد كون هذا الجسم قارباً. آخرون رجّحوا أن ما تمّ تصويره هو موجة تسببت من مصدر غير معروف وسارت في البحيرة، وأنه عند تسريع الفيلم، يُمكن رؤية رجل بوضوح، وهو جالس في القارب.
قامت قناة ديسكفري كوميونيكيشنز عام 1993 بإنتاج برنامج وثائقي عنوانه "أكتشِفَت لوخ نس" (بالإنكليزية: Loch Ness Discovered) ظهر فيه الفيلم سالف الذكر معززاً بالتقنية الرقميّة، وأفاد الخبير الذي فحص الفيلم أن هناك ظلاّ في الصور السلبيّة للفيلم لا يظهر في الصور الإيجابيّة، وبعد تحسين وتطوير الفيلم وتركيب الإطارات، ظهر ما يبدو أنه القسم الخلفي من الجسد، بالإضافة للزعانف الخلفيّة وما بين حدبة أو حدبتين اثنتين على جسد شبيه بجسد البلصور. يقول هذا الخبير: "كنت أعتقد أن الحديث عن وحش لوخ نس لم يكن سوى مجموعة تفاهات، قبل أن أرى الفيلم، أما الآن فلم أعد متأكدا".عارض البعض هذا التحليل وقالوا أن الزاوية التي صُوّر فيها هذا الفيلم كانت سينيّة متقاطعة مع زاوية ورود أشعة الشمس في ذلك اليوم مما يجعل من المستحيل ظهور ظلال تحت الماء في ذلك الوقت. يقول المؤمنون وبعض المشككين، أن هذا الشكل المصوّر يُحتمل أن يكون مياهاً غير معكرة شكّلت مظهراً يشبه مؤخرة جسد البلصور من قبيل الصدفة. لكن نفس الأشخاص يقولون أيضا أنه قد يكون هناك جسم صغير، كرأس أو حدبة، يقع أمام الحدبة الأولى التي سببت بروز هذا الشكل.ومع ذلك، فإن تحسين الفيلم أظهر ما يبدو أنه حدبة ثانية وحدبة ثالثة أيضاً على الأرجح
في 26 مايو 2007 استطاع أحد الفنيين المخبريين البالغ من العمر 55 عاماً، المدعو "غوردون هولمز"، استطاع أن يلتقط فيلما لمخلوق "أسود كالفحم يصل في طوله إلى 14 مترا (45 قدما) يسير بسرعة نحو الماء". يقول العالم البحري في مركز لوخ نس 2000 في قرية "درومنادروشيت" الاسكتلندية، "أدريان شاين"، أنه شاهد الفيلم وينوي تحليله، كما قال أن الفيلم يُشكل أفضل المشاهدات المصورة على الإطلاق. قام فرع قناة البي بي سي في اسكتلندا ببث الشريط في 29 مايو 2007، واستضاف برنامج "أخبار إس تي في" هولمز بتاريخ 28 مايو 2007، وعُرضت الصور خلال هذه المقابلة، التي ظهر فيها أيضا أدريان شاين وقال بأن الصور قد تكون في الواقع لقضّاعة ، فقمة، أو طائر مائي.
تمّ التشكيك بمصداقيّة هولمز في مقالة على موقع "كريبتومندو"، الذي ينص على أن للأخير تاريخ بالمشاهدات المزعومة للمخلوقات غير مؤكدة الوجود، وأنه قام ببيع كتاب قام بنشره بنفسه ينص فيه على الدليل على وجود الجنيّات. كما أن هذا الفيلم ليس به أي غرض أخر لتبيان حجم الوحش عن طريق مقارنته به. قام فريق برنامج "السعي إلى الوحش" (بالإنكليزية : The Monster Quest) بالتحقيق في هذا الفيلم في حلقة "موت لوخ نس" (بالإنكليزية: Death of Loch Ness)، حيث يفحصون الدلائل على موت نيسي، بالإضافة لعدد من الصور الأخرى
أدّعى أحد الحرّاس الأمنيين، المدعو "جايسون كوك" أنه عثر على وحش لوخ نس باستعمال برنامج الخرائط "غوغل الأرض ". تُظهر هذه الصورة جسدا ضخما بأربع أطراف، ويقول المشككون أن هذه الصورة تعود لقارب، إلا أن الباحثون المختصون بمسألة الوحش يخططون لدراسة الصور بشكل أكثر تفصيلا
كان السير إدوارد ماونتين، مؤسس شركة "إيغل ستار" للتأمين، قد قرأ الكتاب الذي ألّفه الملازم روبرت طوماس غوولد عن وحش البحيرة، وقرر أن يمّول بعثة مناوبة يشترك فيها 20 رجلا مزودين بمناظير وكاميرات ، يتوزعون حول البحيرة من الساعة التاسعة صباحا حتى السادسة مساءً، بدأ من 13 يوليو 1934 وعلى مدى 5 أسابيع. تمّ التقاط 25 صورة طيلة هذه الفترة المحددة، لكن أيّا منها لم يكن حاسما. كان القبطان "جيمس فرايزر" قد انضم إلى فريق البعثة أيضا، وبقي قرب البحيرة بعد انتهاء فترة الخمسة أسابيع، حيث التقط فيلما لكائن ما بتاريخ 15 سبتمبر 1934. وعندما فحص الخبراء هذا الفيلم، المفقود حاليّا، اكتشفوا أن الكائن لم يكن سوى فقمة، ولعلّها فقمة رمادية.
اقترح الباحث الميداني في معرض نيويورك المائي، "أندرو كارول"، عام 1969 إجراء مسح للبحيرة بواسطة سونار جوّال، وقد تمّ تمويل المشروع عن طريق مؤسسة غريفس، المسماة تيمنا بنيكسون غريفس، مدير المعرض المائي آنذاك. كان هذا المشروع الجزء الأخير، والأكثر نجاحا، من برنامج مكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس لعام 1969، والذي شمل بحوثا عن طريق الغاطسات ذات الحربات الخزعية. بدأ مسح البحيرة عن طريق الجر في أكتوبر من نفس العام، والتقط السونار في إحدى هذه المسوحات صدىً حيويّا لحوالي 3 دقائق في شمال البحيرة، وما زال مصدر هذا الصدى غير معروفا حتى اليوم. أظهرت الدراسات اللاحقة أن حدّة الصدى المرتد كانت تبلغ ضعفيّ الحد المتوقع صدوره من حوت مرشد يصل في طوله إلى 3 أمتار (10 أقدام)، وهو أضخم الحيوانات التي يمكن أن تدخل البحيرة. خضعت معلومات السونار لتدقيق أكبر عند إرساله إلى جامعة شيكاغو، بواسطة عالم الأحياء روي ماكال وزملائه، وأكدوا أن أبعاد الجسد التي ارتد عنها الصوت تصل إلى 6 أمتار (20 قدما).
في عام 1970، وخلال ما سُمّي "بالحملة الكبيرة"، قام عالم الأحياء "روي ماكال"، الذي عمل مدرّسا لمدة 20 عاماً في جامعة شيكاغو بالبحث عن وحش البحيرة عن طريق استخدام نظام الهيدروفونات، وهو نظام تسجيل تحت الماء للأصوات، حيث تمّ وضع مجموعة منها على عمق 210 أمتار (700 قدم) في خليج "أوركهارت"، ووُضع اثنين أخرىن على عمق 180 و 360 متر على التوالي (300 و 600 قدم). تم استرجاع شريط التسجيل، الذي كان موضوعا داخل برميل مع باقي الأجزاء الحسّاسة من هذا النظام السمعي، بعد ليلتين من وضعه في البحيرة، وتمّ تقديمه لمكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس.
قال الخبراء بعد سماعهم للتسجيل أن الصوت الذي التقطه الهيدروفون الأكثر عمقا كان عبارة عن "زقزقة كزقزقة العصافير"، وتدل حدّة هذه الأصوات على أن مصدرها كان من عمق أكبر. وفي أكتوبر من نفس العام تمّ تسجيل "طرقات" و"نقرات" من هيدروفون أخر في الخليج ، قال الخبراء أنها يُحتمل أن تكون تحديدا للموقع بواسطة الصدى، وتلا هذه الأصوات "حفيفا اضطرابيّا" يدل على حركة دفع بالذيل يقوم بها كائن مائي. قال العلماء أن هذه الأصوات والحركة التي تلتها وسببت اضطرابا قد تكون صادرة من كائن وهو يقوم بتحديد موقع فريسته عن طريق الصدى قبل أن يقوم باللحاق بها ومحاولة افتراسها
. لاحظ العلماء أن الأصوات كانت تتوقف عند تحرك الزوارق على سطح البحيرة، ثم تعود لتصدر ما أن يبتعد الزورق إلى مسافة آمنة. كانت التجارب السابقة قد أظهرت أن كثافة الأصوات وحدّتها تبلغ أقصاها على عمق أقل من 30 مترا (100 قدم). قرر المسؤولون في مكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس القيام بمحاولة للاتصال بالمخلوق عن طريق بث تلك الأصوات التي تمّ تسجيلها سابقا في قاع البحيرة وانتظار النتيجة، التي برزت مختلفة في كل مرة، إذ أنه في أحيان تمّ سماع وتسجيل أصوات ذات أنماط وحدّة مختلفة عن تلك السابقة، وفي أحيان أخرى كانت مشابهة لها تماما. قال ماكال أن الأصوات المسجلة كانت مختلفة عن مئات الأصوات الأخرى الخاصة بالحيوانات المائية المعروفة بإصدارها لأصوات مماثلة، وأضاف أن "السلطات المختصة تؤكد أن أيّا من الكائنات قاطنة البحيرة قادرة على إصدار أي نداءات كهذه"
إبتدع الصحافي ومأمور المياه لبحيرة لوخ نس، ألكس كامبل، كلمة "وحش" (بالإنكليزية : Monster)، بتاريخ 2 مايو 1933، في مقاله بصحيفة ساعي إينفيرنيس (بالإنكليزية: Inverness Courier). وبتاريخ 4 أغسطس 1933، نشرت الصحيفة مقالا يتحدث عن مزاعم رجل من لندن يُدعى "جورج سبيسر"، يُفيد بأنه عندما كان يتنزه حول البحيرة هو وزوجته منذ بضعة أسابيع، رؤا "أقرب ما يكون تنينا أو مخلوق قبتاريخي إثارة للدهشة رأيته في حياتي"، يسير على جانب الطريق وهو يحمل "حيوانا في فمه. وبعد نشر هذ المقالة، أخذت الرسائل تتوافد على الصحيفة، وغالبا ما كان أكثرها من أشخاص مجهولين، يقولون بأنهم شاهدوا الوحش على البر أو في المياه، على أراضيهم أو أراضي عائلاتهم، معارفهم، أو يخبرون أحداث رواها لهم أشخاص أخرون. سرعان ما وصلت هذه القصص إلى جميع الصحف والمطبوعات الوطنية البريطانية، وفي وقت لاحق الصحف العالمية، فأخذ الناشرون يتحدثون عن "سمكة وحشيّة"، "أفعى بحرية"، أو "تنين" يراه الناس في اسكتلندا، قبل أن يستقروا أخيرا على تسمية موحدة هي "وحش لوخ نس". بتاريخ 6 ديسمبر 1933، تم نشر أول صورة مزعومة للوحش، ألتقطت على يد "هيو غراي"،وكان ذلك بعد أن تمّ الاعتراف رسميّا بالوحش من قبل وزير الدولة لشؤون اسكتلندا، الذي طالب الشرطة بمنع حصول أي اعتداء على الكائن. وفي عام 1934، ازداد الاهتمام بالقضية أكثر من الأول، بعدما برزت "صورة الجرّاح" (بالإنكليزية : The Surgeon's Photograph) إلى حيّز الوجود، وفي نفس السنة نشر الملازم في البحرية الملكية البريطانية، روبرت طوماس غوولد، كتابا تلاه الكثير من الكتب المشابهة، يتحدث فيه عن تجربته الشخصية في تجميع الأدلّة عن هذا الكائن، والتي تعود لما قبل صيف سنة 1933. زعم كتّاب أخرون أن المشاهدات العينية للوحش تعود حتى القرن السادس.
كانت الشائعات والأقاويل عن وجود حيوانات ضخمة تعيش في البحيرة قد وُجدت منذ قرون، وبعض المؤمنين بوجود وحش البحيرة يعتقدون أن المشاهدات وفّرت أدلة ظرفية في صحة وجود نيسيي. يُشكك قسم من المهتمين بالموضوع بصحة المشاهدات ويبينون أن المشاهدات لم تكن معروفة في قديم الزمان وأنها اشتهرت في مطلع الستينيات من القرن العشرين مع ظهور الاهتمام الواسع لأسطورة نيسيي، ومثال ذلك الرؤية المزعومة في أكتوبر 1871 من قبل الدكتور ماكينزي الذي وصف رؤية "شيء يتحرك ببطء ثم أصبح يتحرك بشكل أسرع فأسرع". فقد تكررت أوصاف هذه المشاهدة مراراً دون وجود سجل للرؤية بواسطة الدكتور ماكينزي مما يدل على أن هذه المشاهدة قد تكون غير صحيحة. يُقدّر عدد المشاهدات المسجلة لوحش البحيرة بحوالي 5000 مشاهدة منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى الأيام الحاليّة، والكثير منها مشكوك فيه لأسباب عديدة منها بعد المسافة التي شوهد منها الكائن أو ظروف الطقس السيئة التي ولّدت ضبابا كثيفا لا يسمح لأي شخص أن يحكم بشكل صحيح على طبيعة ما رآه، بالإضافة لعوامل أخرى طبيعية أو من صنع الإنسان ، حيث تبيّن أن الكثير من المشاهدات كانت لأيائل أو موجات من قوارب كانت قد مرّت في نفس المنطقة قبل فترة وجيزة، وبطبيعة الحال أيضا كان هناك العديد من الخدع. ومن جانب أخر يظل جزء من المشاهدات لا يمكن تفسيره بسهولة، وقد يكون البعض منها صحيحا بالفعل
مع وصول الرومان في القرن الأول الميلادي إلى إسكتلندا وجدوا فيها شعباً قبيلياً يسمى شعب البيكت يتميز بوشم الجسم. وكان هذا الشعب معجباً بالحيوانات وكان يدون على الصخور الحكايات والأساطير المتعلقة بها. كانت بعض النقوش التي عثر عليها ذات أوصاف شبيهه بأوصاف وحش البحيرة نيسيي والبعض يرجح احتمالية أن تكون أول سجل على وجود هذا الكائن والتي يعود تاريخها إلى حوالي ألفين عام.
وردت أول مشاهدة مزعومة لوحش لوخ نس عام 565م، من القديس كولومبا (بالإنكليزية: Saint Columba)، الذي يعتبر من أوائل المبشرين بالمسيحية في إسكتلندا، وقد دوّنت هذه المشاهدة بواسطة القديس أدومنان اليوني (بالإنكليزية: Saint Adomnán of Iona) في القرن السابع. يصف أدومنان في روايته هذه، التي كتبها بعد قرن من وقوع أحداثها، كيف استطاع القس الإيرلندي، القديس كولومبا، الذي كان يقطن أرض شعب البيكت في ذلك الوقت مع مرافقيه، كيف استطاع إنقاذ حياة أحد الأشخاص من أولئك الناس عندما مرّ بهم وكانوا يدفنون شخصا بالقرب من نهر نس، فقالوا له أن هذا الميّت كان يسبح في النهر عندما هاجمه "وحش مائي" وقام بنهشه وسحبه تحت الماء، فحاولوا إنقاذه في قاربهم ولكنهم لم يفلحوا إلا باسترجاعه جثة هامدة. فقام كولومبا بعد أن سمع هذه القصة، بإذهال قوم البيكت، عن طريق إرسال تابعه "لوين موكو مين" ليسبح في النهر، فظهر الوحش وطارده، ولكن كولومبا أدلى بعلامة الصليب وأخذ يبتهل إلى الله ويأمر الوحش بأن يذهب في سلام، فقال: "لا تتقدم أكثر، لا تلمس ابن آدم، إرجع حالا" فامتثل الوحش في الحال وكأن "حبالا سحبته إلى الخلف"، وهرب مذعورا وتم إنقاذ الشخص. فأخذ رجال كولومبا والبيكت الوثنيون يحمدون الله على حصول هذه المعجزة
يسنتد المؤمنون بوجود الوحش إلى هذه القصة، التي تدور أحداثها في نهر نس عوضا عن البحيرة ذاتها، ليقولو بأن هذا الكائن كان ولا يزال موجودا منذ القرن السادس. أما المشككون فيقولون بمصداقيتها، إذ أن قصص الوحوش المائية كانت مألوفة للغاية في السير الذاتية للقديسين من القرون الوسطى؛ وبالتالي، فإن قصة أدومنان قد لا تكون سوى نسخ لقصة شائعة من تلك المنطقة.يقول المشككين أيضا أن قصة القديس كولومبا هي قصة مستقلة تماما عن أسطورة وحش بحيرة لوخ نس الحاليّة، وإنها لم تُربط بها إلا مؤخرا من قبل المؤمنين بوجود الكائن الراغبين بدعم أقوالهم. يقول المؤرّخ "أنطوني تشارلز طوماس" في إحدى مقالاته، أنه بحال كان هناك شيئ من الصحة في هذه الرواية، فإنه يُحتمل ان يكون قد تمّ تفسيره بشكل خاطئ، فالقديس كولومبا ربما كان قد رأى خنزيرا بريّا أو فظا أو أي حيوان أخر كان يسبح في النهر، بما أنه لم يحدد طبيعة الوحش.بالإضافة لذلك مشاهدة القديس كانت قرب نهر لوخ نس وليس البحيرة، كما أن القديس ذاته روى مشاهدات مختلفة لكثير من الوحوش في مناطق مختلفة من إسكتلندا. يقول المؤرخ "ر. بينز" أن هذه الرواية هي أكثر الروايات القديمة جدية عن الوحش.
ويُضيف أن جميع الروايات الأخرى التي تعود لقبل عام 1933 لا يُمكن الاستناد إلى صحتها، إذ أنها لا تُثبت أنه كان هناك أي علم واسع عن هذا الكائن أو أي ثقافة محلية ناشئة عنه.
تعود المشاهدات الأرضية لمخلوق غريب حول بحيرة لوخ نس في العصر الحديث إلى القرن السادس عشر إلا أن ما أطلق شرارة الاهتمام بوحش البحيرة كان حادثة آل سبايسر بتاريخ 22 يوليو 1933، عندما شاهد جورج سبايسر وزوجته "مخلوقا غريبا" يعبر الطريق أمام سيارتهم. وصف الزوجان المخلوق على أنه ذو جسد ضخم، يبلغ مترا في ارتفاعه (4 أقدام) ويتراوح طول جسمه ما بين 1.5 إلى 8 أمتار (25 قدما)، له عنق مموج الشكل أثخن بقليل من خرطوم الفيل ويتراوح عرضه ما بين 3.0 و 3.7 أمتار (10-12 قدما) كما عرض الشارع. لكنهم لم يتمكنوا من رؤية أي أطراف للمخلوق لأنه كان في مستوى منخفض من الأرض. عبر المخلوق الطريق أمامهم بسرعة باتجاه البحيرة، التي تبعد عنه 20 مترا (20 ياردة) مخلفاً أثر لجسمه على النبات الخفيض المتكسّر
وفي أغسطس 1933 ادعى سائق دراجة نارية يُدعى آرثر غرانت أنه كاد يرتطم بالمخلوق بينما كان يقود دراجته قرب الشاطئ الشمالي الشرقي للبحيرة عند حوالي الساعة الواحدة ليلاً، وادعى غرانت أنه رآى رأسا صغيرا متصلا بعنق طويل، وإن المخلوق رآه فعبر الطريق هاربا إلى البحيرة. أضاف غرانت بأنه ترجّل عن الدراجة وتبع المخلوق ولكنه لم يرى سوى تموج عند ساحل البحيرة.إلا أن البعض يقولون أن هذه الحادثة ليست سوى تبرير فكاهي لحادثة تصادم وقعت لغرانت بالقرب منه
وفي مشاهدة أخرى من عام 1934، ادعت الخادمة الشابة "مارغريت مونرو" أنها شاهدت المخلوق لمدة 20 دقيقة، قرابة الساعة السادسة والنصف صباحاً من 5 يونيو، وكانت مارغريت تبعد حوالي 180 متر (200 يارده) عن المخلوق. ووصفته بأن له جلد شبيه بجلد الفيل، طويل العنق، وصغير الرأس وله اثنان من الأرجل الأمامية القصيرة أو الزعانف، وانتهت المشاهدة بعودة المخلوق إلى الماء. استمرت المشاهدات الأرضية حتى عام 1963 عند ظهور فيلم قليل الجودة يصور المخلوق من بعي
في مايو 1943 ادعى شخص من فيلق المراقبة الملكية (بالإنكليزية : Royal Observer Corps) أنه رأى مخلوقا مزعنفا "كبير العينين" في البحيرة يبعد عنه 230 مترا (250 ياردة)، ويتراوح طوله من 6 إلى 9 أمتار (20 إلى 30 قدما)، ذو عنق طويل تراوح طوله ما بين 1.2 إلى 1.5 أمتار (4– 5 أقدام) عندما أخرجه من الماء
في شهر ديسمبر من عام 1954 استطاعت سفينة الصيد المسماة "الند الثالث" (بالإنكليزية: Rival III)، والمزودة بنظام سونار من التقاط حركة لجسم غريب يواكب القارب تحت الماء على عمق 146 مترا (480 قدم) وقد استمرت برصد هذه الحركة لمسافة 800 متر قبل أن ينقطع الاتصال بهذا الجسم. كان العديد من الناس قد حاول العثور على الوحش عن طريق السونار من قبل، لكن معظم هذه المحاولات كانت غير حاسمة أو سلبية النتيجة.
في 17 يونيو 1993 أبلغ عن مشاهدة من قبل شخصين وهم ماكيننيس وديفيد ماكاي حيث قإلا أنهما شاهدا مخلوقا غريبا يصل في طوله لحوالي 40 قدم، بني اللون يجري باتجاه البحيرة.وفي مساء نفس اليوم تم الإبلاغ عن مشاهدة من قبل جيمس ماكنتوش وابنه الصغير لمخلوق غريب يجري باتجاه البحيرة.أما المشاهدة الأخيرة فكانت من لورين ديفيدسون والتي لم ترى المخلوق ولكنها رأت موجة كبيرة غريبة في البحيرة توحي بأن هناك مخلوق كبير يسبح تحتها
التُقطت أوّل صورة للوحش عام 1933 من قبل "هيو غراي"، الذي قال "ما أن رأيت ذلك الشيئ الذي كان يعلوا حوالي قدمين أو ثلاثة عن سطح الماء حتى أحضرت آلة تصويري والتقطت صورته. لم أرى له رأسا، واعتقد أن أطرافه كانت كلها تحت الماء، كما لم يكن هناك أي حركة تذكر من الذيل"
تُعتبر "صورة الجرّاح" (بالإنكليزية: Surgeon's Photograph) التي التقطها الطبيب النسائي الدكتور روبرت ويلسون اللندني، من أشهر الصور التي أظهرت وحش لوخ نس على الإطلاق، وكان المؤمنون بوجود الكائن يستندون إليها في السابق كدليل قوي على وجود الوحش. برزت أهمية هذه الصورة كونها الوحيدة التي أظهرت "الرأس والعنق" – على العكس من جميع الصور السابقة التي لم تُظهر سوى حدبات أو اضطرابات في الماء.ظهر بأن الصورة كانت خدعة في عام 1994
ألتُقطت الصورة عام 1934، ونُشرت في صحيفة "الدايلي مايل" بتاريخ 21 أبريل 1934، وكان ويلسون قد رفض تسمية الصورة كنية به، فأطلق عليها "صورة الجرّاح" عوضا عن ذلك تُطابق التموجات في الصورة حجم ونمط التموجات الصغيرة الدائرية، المتعارضة مع الموجات الضخمة التي تظهر عند التصوير عن قرب، كما أن تحليل الصورة الأصلية غير المقصوصة يُثير تساؤلات عديدة أخرى. قام صانعوا برنامج قناة ديسكفري كوميونيكيشنز الوثائقي "أكتشفت لوخ نس" (بالإنكليزية: Loch Ness Discovered) بإجراء تحاليل على طبيعة الصورة الأصلية والأبعاد التي فيها وحجم الأمواج المحيطة بالجسم الموجود داخلها، فوجدوا أن هناك جسما أبيض بارزا في كل نسخة منها، مما يعني أنه كان موجودا على الصورة السلبية. يقول الراوي في تلك الحلقة من البرنامج : "يبدو بأن هذا الجسم هو مصدر التموجات في المياه، وكأن هناك شيئا يقطر شكل الوحش، ولكن العلم لا يستطيع أن يستبعد فكرة كون هذا البياض مجرّد عيب من الصورة السلبية". أفاد التحليل الكامل للصورة بأن الجسم الظاهر فيها لايتعدى طوله المتر الواحد
قيل عام 1979 أن هذه الصورة ليست سوى صورة لفيل يسبح ولا يظهر منه سوى جزء من رأسه وخرطومه. وقال مشككون أخرون في الثمانينات أن الصورة تعود لطائر يغوص في الماء أو لقضّاعة ، ولكن بعد أن أدلى كريستيان سبيرلنغ باعترافه، إتفق معظمهم على ما قاله الأخير - أن الوحش في الصورة ليس إلا لعبة غواصة موصول فيها رأس بلصور منحوت. وقد وردت تفاصيل صنعها في كتاب خاص. اعترف كريستيان سبيرلنغ وهو على فراش الموت بأن هذه الصورة مزيفة، وأنه قد صنع نموذجا لرقبة الوحش مع الرأس من الخشب البلاستيكي ووضعه في البحيرة بالاتفاق مع الدكتور روبرت ويلسون، الذي توفي قبل عدة سنوات من هذا الاعتراف، والذي قام بدوره بتصوير النموذج وعرض الصورة على وسائل الإعلام مدعيا أنه التقط صورة حقيقية لوحش لوخ نس وقال كريستيان سبيرلنغ بأنه قد قام بذلك ليخدع الصحافة ووسائل الإعلام وخاصة صحيفة "الدايلي مايل" انتقاما منهم على مافعلوه بعائلته. إذ أن زوج والدته، كان قد قام بتزوير بصمات أقدام على شاطئ البحيرة وادعى أنها آثار أقدام وحش بحيرة لوخ نس، إلا أن الخبراء من الدايلي مايل الذين كانوا قد طلبوا منه دليلا على وجود الوحش اكتشفوا أن آثار الأقدام مزيفة، الأمر الذي أثار وسائل الإعلام، لتفضح كذبة زوج الوالدة وبأسلوب مستفز ساخر جعل من الأخير مثار سخرية الناس. يقول العالم النمساوي "هنري باور"، أن فضح هذه القصة دليل على التحيز لجهة المشككين، ويتسائل عن السبب الذي جعل المتآمرون لا يكشفون خدعتهم في تاريخ سابق كي يحرجوا الصحيفة. كما ادعى أن الخشب البلاستيكي لم يكن موجودا عام 1934، على الرغم من انه كان متوافرا كمادة للنمذجة والصناعة المنزلية في أوائل الثلاثينات
في عام 1938 استطاع سائح من جنوب أفريقيا، يُدعى ج.إ تيلور، أن يُصوّر مشاهد لمخلوق لمدة 3 دقائق على فيلم ملوّن 16 ميليمتر، هو الآن بحوزة الدكتور موريس بيرتون والذي يرفض السماح للمحققيقين والمهتمين بوحش البحيرة، مثل بيتر كوستيلو أو مكتب أبحاث بحيرة لوخ نس، بالإطلاع على الفيلم. ظهر مشهد وحيد من الفيلم في كتاب بيرتون "الوحش المراوغ" (بالإنكليزية: The Elusive Monster)، قبل أن يتقاعد الأخير. يقول الدكتور روي ماكال، وهو عالم أحياء وباحث قدير في علم دراسة الحيوانات الخفية، على أن الفيلم يُمثل "دليلا إيجابيا"عُرض الفيلم في وقت لاحق على المعهد الوطني لعلم المحيطات، الذي يُعرف الآن بمركز ساوثهمبتون الأوقيانوغرافي، حيث شاهده عدد من الخبراء واتفقوا على أن ما يظهر فيه ليس سوى جسم جامد يطوف في البحيرة.
في عام 1960 استطاع مهندس طيران يُدعى "تيم دينسدايل" أن يُصوّر جسماً غريبا يعبر البحيرة مخلفاً ورائه موجات تختلف عن تلك التي تخلفها الزوراق العادية. افترض المجلس الوطني لنشر الصور في المملكة المتحدة أن الجسم المصوّر كان "على الأرجح حيّا". بينما قال المشككون أن هذه الأمواج يمكن أن تكون من زورق وأن "الحدبة" البارزة لا يمكنها أن تستبعد كون هذا الجسم قارباً. آخرون رجّحوا أن ما تمّ تصويره هو موجة تسببت من مصدر غير معروف وسارت في البحيرة، وأنه عند تسريع الفيلم، يُمكن رؤية رجل بوضوح، وهو جالس في القارب.
قامت قناة ديسكفري كوميونيكيشنز عام 1993 بإنتاج برنامج وثائقي عنوانه "أكتشِفَت لوخ نس" (بالإنكليزية: Loch Ness Discovered) ظهر فيه الفيلم سالف الذكر معززاً بالتقنية الرقميّة، وأفاد الخبير الذي فحص الفيلم أن هناك ظلاّ في الصور السلبيّة للفيلم لا يظهر في الصور الإيجابيّة، وبعد تحسين وتطوير الفيلم وتركيب الإطارات، ظهر ما يبدو أنه القسم الخلفي من الجسد، بالإضافة للزعانف الخلفيّة وما بين حدبة أو حدبتين اثنتين على جسد شبيه بجسد البلصور. يقول هذا الخبير: "كنت أعتقد أن الحديث عن وحش لوخ نس لم يكن سوى مجموعة تفاهات، قبل أن أرى الفيلم، أما الآن فلم أعد متأكدا".عارض البعض هذا التحليل وقالوا أن الزاوية التي صُوّر فيها هذا الفيلم كانت سينيّة متقاطعة مع زاوية ورود أشعة الشمس في ذلك اليوم مما يجعل من المستحيل ظهور ظلال تحت الماء في ذلك الوقت. يقول المؤمنون وبعض المشككين، أن هذا الشكل المصوّر يُحتمل أن يكون مياهاً غير معكرة شكّلت مظهراً يشبه مؤخرة جسد البلصور من قبيل الصدفة. لكن نفس الأشخاص يقولون أيضا أنه قد يكون هناك جسم صغير، كرأس أو حدبة، يقع أمام الحدبة الأولى التي سببت بروز هذا الشكل.ومع ذلك، فإن تحسين الفيلم أظهر ما يبدو أنه حدبة ثانية وحدبة ثالثة أيضاً على الأرجح
في 26 مايو 2007 استطاع أحد الفنيين المخبريين البالغ من العمر 55 عاماً، المدعو "غوردون هولمز"، استطاع أن يلتقط فيلما لمخلوق "أسود كالفحم يصل في طوله إلى 14 مترا (45 قدما) يسير بسرعة نحو الماء". يقول العالم البحري في مركز لوخ نس 2000 في قرية "درومنادروشيت" الاسكتلندية، "أدريان شاين"، أنه شاهد الفيلم وينوي تحليله، كما قال أن الفيلم يُشكل أفضل المشاهدات المصورة على الإطلاق. قام فرع قناة البي بي سي في اسكتلندا ببث الشريط في 29 مايو 2007، واستضاف برنامج "أخبار إس تي في" هولمز بتاريخ 28 مايو 2007، وعُرضت الصور خلال هذه المقابلة، التي ظهر فيها أيضا أدريان شاين وقال بأن الصور قد تكون في الواقع لقضّاعة ، فقمة، أو طائر مائي.
تمّ التشكيك بمصداقيّة هولمز في مقالة على موقع "كريبتومندو"، الذي ينص على أن للأخير تاريخ بالمشاهدات المزعومة للمخلوقات غير مؤكدة الوجود، وأنه قام ببيع كتاب قام بنشره بنفسه ينص فيه على الدليل على وجود الجنيّات. كما أن هذا الفيلم ليس به أي غرض أخر لتبيان حجم الوحش عن طريق مقارنته به. قام فريق برنامج "السعي إلى الوحش" (بالإنكليزية : The Monster Quest) بالتحقيق في هذا الفيلم في حلقة "موت لوخ نس" (بالإنكليزية: Death of Loch Ness)، حيث يفحصون الدلائل على موت نيسي، بالإضافة لعدد من الصور الأخرى
أدّعى أحد الحرّاس الأمنيين، المدعو "جايسون كوك" أنه عثر على وحش لوخ نس باستعمال برنامج الخرائط "غوغل الأرض ". تُظهر هذه الصورة جسدا ضخما بأربع أطراف، ويقول المشككون أن هذه الصورة تعود لقارب، إلا أن الباحثون المختصون بمسألة الوحش يخططون لدراسة الصور بشكل أكثر تفصيلا
كان السير إدوارد ماونتين، مؤسس شركة "إيغل ستار" للتأمين، قد قرأ الكتاب الذي ألّفه الملازم روبرت طوماس غوولد عن وحش البحيرة، وقرر أن يمّول بعثة مناوبة يشترك فيها 20 رجلا مزودين بمناظير وكاميرات ، يتوزعون حول البحيرة من الساعة التاسعة صباحا حتى السادسة مساءً، بدأ من 13 يوليو 1934 وعلى مدى 5 أسابيع. تمّ التقاط 25 صورة طيلة هذه الفترة المحددة، لكن أيّا منها لم يكن حاسما. كان القبطان "جيمس فرايزر" قد انضم إلى فريق البعثة أيضا، وبقي قرب البحيرة بعد انتهاء فترة الخمسة أسابيع، حيث التقط فيلما لكائن ما بتاريخ 15 سبتمبر 1934. وعندما فحص الخبراء هذا الفيلم، المفقود حاليّا، اكتشفوا أن الكائن لم يكن سوى فقمة، ولعلّها فقمة رمادية.
اقترح الباحث الميداني في معرض نيويورك المائي، "أندرو كارول"، عام 1969 إجراء مسح للبحيرة بواسطة سونار جوّال، وقد تمّ تمويل المشروع عن طريق مؤسسة غريفس، المسماة تيمنا بنيكسون غريفس، مدير المعرض المائي آنذاك. كان هذا المشروع الجزء الأخير، والأكثر نجاحا، من برنامج مكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس لعام 1969، والذي شمل بحوثا عن طريق الغاطسات ذات الحربات الخزعية. بدأ مسح البحيرة عن طريق الجر في أكتوبر من نفس العام، والتقط السونار في إحدى هذه المسوحات صدىً حيويّا لحوالي 3 دقائق في شمال البحيرة، وما زال مصدر هذا الصدى غير معروفا حتى اليوم. أظهرت الدراسات اللاحقة أن حدّة الصدى المرتد كانت تبلغ ضعفيّ الحد المتوقع صدوره من حوت مرشد يصل في طوله إلى 3 أمتار (10 أقدام)، وهو أضخم الحيوانات التي يمكن أن تدخل البحيرة. خضعت معلومات السونار لتدقيق أكبر عند إرساله إلى جامعة شيكاغو، بواسطة عالم الأحياء روي ماكال وزملائه، وأكدوا أن أبعاد الجسد التي ارتد عنها الصوت تصل إلى 6 أمتار (20 قدما).
في عام 1970، وخلال ما سُمّي "بالحملة الكبيرة"، قام عالم الأحياء "روي ماكال"، الذي عمل مدرّسا لمدة 20 عاماً في جامعة شيكاغو بالبحث عن وحش البحيرة عن طريق استخدام نظام الهيدروفونات، وهو نظام تسجيل تحت الماء للأصوات، حيث تمّ وضع مجموعة منها على عمق 210 أمتار (700 قدم) في خليج "أوركهارت"، ووُضع اثنين أخرىن على عمق 180 و 360 متر على التوالي (300 و 600 قدم). تم استرجاع شريط التسجيل، الذي كان موضوعا داخل برميل مع باقي الأجزاء الحسّاسة من هذا النظام السمعي، بعد ليلتين من وضعه في البحيرة، وتمّ تقديمه لمكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس.
قال الخبراء بعد سماعهم للتسجيل أن الصوت الذي التقطه الهيدروفون الأكثر عمقا كان عبارة عن "زقزقة كزقزقة العصافير"، وتدل حدّة هذه الأصوات على أن مصدرها كان من عمق أكبر. وفي أكتوبر من نفس العام تمّ تسجيل "طرقات" و"نقرات" من هيدروفون أخر في الخليج ، قال الخبراء أنها يُحتمل أن تكون تحديدا للموقع بواسطة الصدى، وتلا هذه الأصوات "حفيفا اضطرابيّا" يدل على حركة دفع بالذيل يقوم بها كائن مائي. قال العلماء أن هذه الأصوات والحركة التي تلتها وسببت اضطرابا قد تكون صادرة من كائن وهو يقوم بتحديد موقع فريسته عن طريق الصدى قبل أن يقوم باللحاق بها ومحاولة افتراسها
. لاحظ العلماء أن الأصوات كانت تتوقف عند تحرك الزوارق على سطح البحيرة، ثم تعود لتصدر ما أن يبتعد الزورق إلى مسافة آمنة. كانت التجارب السابقة قد أظهرت أن كثافة الأصوات وحدّتها تبلغ أقصاها على عمق أقل من 30 مترا (100 قدم). قرر المسؤولون في مكتب تحقيقات ظاهرة لوخ نس القيام بمحاولة للاتصال بالمخلوق عن طريق بث تلك الأصوات التي تمّ تسجيلها سابقا في قاع البحيرة وانتظار النتيجة، التي برزت مختلفة في كل مرة، إذ أنه في أحيان تمّ سماع وتسجيل أصوات ذات أنماط وحدّة مختلفة عن تلك السابقة، وفي أحيان أخرى كانت مشابهة لها تماما. قال ماكال أن الأصوات المسجلة كانت مختلفة عن مئات الأصوات الأخرى الخاصة بالحيوانات المائية المعروفة بإصدارها لأصوات مماثلة، وأضاف أن "السلطات المختصة تؤكد أن أيّا من الكائنات قاطنة البحيرة قادرة على إصدار أي نداءات كهذه"
No comments:
Post a Comment