إذا كان باستطاعتك تخيل مشهد يوفو هابطاً في
غابة ومخلوقات موجودة في فقاعات هوائية تتحرك حول اليوفو وأفراد من الجيش يحملون
آلات تصوير يبحثون وينقبون ويصورون الحلقة برمتها وسط تأثيرات ما هو مخالف للواقع،
فتكون حينها قد رأيت جزء فقط مما حدث واقعياً في غابة "ريندليشام" –
"سفولك" (Suffolk) - المملكة المتحدة.
تعرضت كلٍ من القاعدتين "بينتواترز (Bentwaters)" و "وودبردج (Woodbridge)" لغزو اليوفو في أواخر شهر 12 عام 1980 من داخل وخارج
الغابة الواقعة بين القاعدتين المؤجرتين للولايات المتحدة من قبل بريطانيا.
أظهرت شاشات الرادار بعد منتصف الليل بفترة
وجيزة بتاريخ 27 \ 12 في قاعدة "نورفولك" الجوية في "والتون"
جسم مجهول الهوية. لكن سرعان ما اختفى اليوفو عن شاشات الرادار فوق غابة
"ريندلشام." كذلك شُوهد الهدف على شاشات رادار قاعدة "بينتواترز"
بنفس الوقت.
تقع قاعدة "بينتواترز" في شمال
الغابة وقاعدة "وودبردج" في جنوبها. يُقال أن كلٍ من القاعدتين تمتلكان
مخزون كبير من الأسلحة النووية. كما تضم قاعدة "وودبردج" سرب العمليات
67 الخاصة للإنقاذ والإغاثة الجوية التابع فقط لوزارة الدفاع الأميركية في واشنطن
العاصمة.
اصدر عامل الرادار "مال سكوراه (Mal Scurrah)" البيان التالي والمتعلق بالتغذية الاسترجاعية للرادار:
لم يكن لدينا أدنى فكرة عما كان ذلك الشيء،
قمنا بتفحص سجلات رحلات جميع وكالات الطيران. لم يكن هناك أي شيء مقرراً للطيران
في تلك المنطقة بنفس ذلك الوقت. الشيء الوحيد الذي كان بإمكاننا فعله هو إرسال
طائرة لاكتشاف ماهية ذلك الشيء. ما أن وصلت الطائرة لبعد 400 متر تقريباً حتى بدأ
الطيار فجأة بالإبلاغ عن أنه يرى ضوءاً ساطعاً جداً في السماء أمامه."
كان أول من أبلغ عن المشاهدة ثلاثة من رجال
دورية الحراسة. حسب شهاداتهم، فأنهم كانوا قد شاهدوا "جسم عملاق مشع."
ابلغوا عن مشاهدتهم لقيادة القاعدة لاسلكياً وحصلوا على الإذن بإلقاء نظرة أكثر
قرباً على الجسم مجهول الهوية
بدأ الرجال بملاحقة الجسم في الغابة. اعتقدوا
في البداية إن الجسم لا بد أن يكون طائرة عسكرية أو تجارية هبطت هبوطاً اضطرارياً،
وعندما وصلوا لمكان الجسم، أصيبوا بالصدمة لرؤية جسم كروي الشكل الذي إما كان
محلقاً فوق الأرض قليلاً أو أنه هابط على أرض الغابة.
كذلك، شاهد رجال دورية الحراسة مخلوقات صغيرة
حول الجسم. بدوا كما لو أنهم كانوا يصلحون الطبق، كانت المخلوقات كالمعتاد يمتلكون
رؤوس كبيرة وأجسام نحيفة شبه بشرية.
لم يبدو على المخلوقات في البداية أنهم كانوا
مدركين لتواجد رجال دورية الحراسة؛ وبسبب خوفهم، كان رجال الأمن قد حافظوا على
البقاء بعيدين مسافة آمنة عن المخلوقات وطبقهم الطائر. أرسل رجال دورية الحراسة
بتقاريرهم إلى قيادتهم لاسلكياً عما كانوا يشاهدونه وطلبوا إرسال قوات إضافية
لموقع الهبوط.
بعد عدة دقائق، وصلت إلى المكان دورية طوارئ
بكامل أسلحتها وعتادها. كان يوجد ضمن الدورية ضباط برتب عالية. على الرغم من وجود
تقارير أخرى عن اليوفو وأضواء فوق الغابة، إلا أن بقعة الهبوط هذه هي التي كانت
الأكثر أهميةٍ.
بحسب ما أدلى به الشهود، فأن المسؤولين من
كبار ضباط القاعدة الذين اقتربوا كثيراً من الجسم الغريب عانوا من أعراض غريبة
وغير مألوفة مثل تأثيرات "التمويه على الواقع" وعدم الإحساس بالوقت
وحوادث غريبة في الغلاف الجوي. كما يُقال أيضاً أن كبار ضباط القاعدة كانوا
يتواصلون مع المخلوقات، وكانوا على الأرجح يناقشون الإصلاحات التي يحتاجها اليوفو.
كان العقيد "تشارلز هالت (Charles Halt)" هو الشخص الرئيسي في حالة غابة "ريندليشام،" حيث
أٌستدعى من حفل لعيد الميلاد المجيد في الليلة الثانية للمشاهدة الغريبة التي حصلت
في الغابة. قاد "هالت" بنفسه الفريق إلى داخل الغابة وسجل أصوات مسموعة
لمجموعة المخلوقات في الغابة ، وقد قيل أيضاً إن "هالت" كان واحد من
كبار الضباط الذين تواجدوا قرب هبوط مركبة المخلوقات. كان ضمن المسؤولين في حالة
"ريندليشام" رجال دورية الحراسة "جيم بينيستون و جون بوروهس و لاري
وارين."
قال "وارين" الذي ألف كتاباً عن
ليلته في الغابة والمعنون "شمال البوابة الشرقية (Left at East Gate)" أنه قد أُستجوب وطُلب منه الحفاظ على سرية الموضوع في قبو
تحت قاعدة "بينتواترز". أُبعد كذلك شهود آخرين كانوا موجودين أثناء
مواجهة المخلوقات الغريبة واُصطحبوا إلى مبنى تحت الأرض من قبل رجال
"رسميون."
وعلى نحو يثير السخرية، فقد أدعوا أن ما
شهدوه هو فلم عن هبوط اليوفو اُلتقط في جميع أرجاء العالم وأنه جرى تهديدهم
وأجبروا على القسم للمحافظة على السرية.
بعدما قدم العقيد "هالت" تقريره عن
الحادثة، فإنه وضع شريطه المسجل في ملف للحفظ. حادثة "ريندليشام" لم
تعلن للرأي العام في معظم أجزائها حتى عام 1983.
وجد التقرير الذي ظهر في إحدى المجلات بعد
فترة وجيزة من المشاهدات اهتماماً بسيطاً ومن ثمَّ ماتت القضية في مهدها. لكن
"روبرت تود" العضو في جمعية "مواطنون ضد سرية اليوفو(Citizens Against UFO Secrecy – CAUS)" حصل على نسخة من تقرير رسمي عن
الأحداث عن طريق قانون "حرية الحصول على المعلومات لعام 1983." كان
التقرير قد صدر بتاريخ 13 \ 01 \ 1981 وأُرسل إلى وزارة الدفاع البريطانية من قبل
"هالت."
لاحقاً، أعلن "هالت" عن شريطه
المسجل للرأي العام. تقف حادثة غابة "ريندليشام" كدليل دامغ ليس على
وجود اليوفو فقط، ولكن على وجود تواصل ما بين البشر واليوفو أيضاً، تتشابه هذه
الحالة مع حالة "روزويل " من حيث أن كل الحالتين حصلتا فوق قواعد عسكرية
أميركية تخزن الكثير من الأسلحة النووية، ومن حيث التمويه والتغطية العسكرية لكل
من الحالتين.
في عام 2003 نشرت هيئة الإذاعة البريطانية
ووسائل إعلام أخرى خبراً يصف حادثة ريندلشام بالأكذوبة ويضع تفسيرات طالما طال
إنتظارها وذلك بناء على إعترافات صرح بها ضابط الأمن المتقاعد (كيفن كوند):
تبين من كلام مسجل عن هالت قوله:"ما
زالت أضواء اليوفو الحمراء والبيضاء والزرقاء تحوم في المكان فوق ود بريدج Woodbridge". ولكن ضابط الأمن المتقاعد (كيفن كوند) اعترف أن الأضواء
المذكورة أتت نتيجة حركة مزاح لعبها على (هالت) القليل الخبرة كما وصفه، يقول
(كيفن كوند) :"قدت سيارة الشرطة إلى مكان بعيداً عن الإنظار وعن مكان البوابة
، وشغلت أضواء الطوارئ الزرقاء والحمراء وركزت أضواء بيضاء وماضة (فلاش) باتجاه
طبقة الضباب الرقيقة في الهواء ، أما عن ما يقبع فعلاً على الأرض فهو ليس يوفو
وإنما سيارة بلايموث فولير من إنتاج عام 1979". قام (كوند)بطرح أسئلة على
رجال القاعدة الجوية الذين كانت لهم علاقة بما حدث في ذلك الوقت ، ويقول:"إذا
كانوا في الغابة خارجاً يرون أضواء نابضة باللون الأحمر والأزرق وأنا رجعت هنا
أقوم بتلك الخدعة بأضواء حمراء و زرقاء فما الذي سيظنون أنهم يرونه ؟، عليك أن
تستجوب أولئك الضباط العسكريون وتحاكمهم لعدم مقدرتهم على التمييز بين يوفو وأضواء
سيارة الشرطة ".
دقق جيمس إيستون وهو كاتب متخصص في ظاهرة
الأجسام الطائرة المجهولة في تقارير شهود العيان السرية في ملف رسمي سمحت الحكومة
الأمريكية بتداوله بين الجمهور . يقول إيستون:"كانت قراءة جذابة فكل إفادة
تتضارب مع الأخرى ، لكن أكثر ما أثار إنتباهي هو أنهم كانوا على علم بأنهم يلاحقون
أشعة ضوئية صادرة من منارة أورفورد نيس، كما أن أحد رجال (هالت) قال أنه لمس
المركبة الفضائية للمخلوقات بينما نفى آخر ذلك على الإطلاق". ما زال هالت يصر
في إفادته على أن الضوء الذي شاهده بالقرب من البحر يخص جسمأً طائراً مجهولاً. لكن
إيستون يقول إنه حدده كضوء قادم من عوامة ترشد السفن خرجت من الخدمة الآن،
ومن الجدير بالذكر أنه في أواخر عام 1980
كانت قاعدة سفولك على أهبة الإستعداد للخطر نظراً لتدهور العلاقات بين الولايات
المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفييتي آنذاك".
على الرغم الإفادات المذكورة إلا أن المهتمين
بظاهرة اليوفو والمتحمسين لها ما زالوا يعتقدون بأن هناك مستوى من تعمية مقصودة
وإخفاء للحقائق. حتى أن بعضهم يرى أنه جرى تزييف شهادات الشهود وما زالت (برندا
بتلر ) تعتقد أن الظاهرة حدثت بالفعل إذ كانت أول شخص يحقق في تلك القضية
وتقول:"راندلشام مكان سحري جداً، يبدو أنه بمثابة بوابة تقود إلى بعد آخر ،
فقد رأينا أموراً كالأشباح والأطياف". لكن يبقى هناك أمراً مؤكداً وهو إعتراف
كوند بعد 23 سنة الذي قلب الحادثة المزعومة في راندلشام رأساً على عقب.
No comments:
Post a Comment