أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، ومن السحر الأخذة التي تأخذ
العين حتى يُظن أن الأمر كما يرى وليس كما يُرى .ثم هو رقى وعقد وكلام يتكلمُ به
الساحر أو يكتبه فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة
، منه ما يقتل ، ومنه ما يمرض ، ومنه ما يأخذ الرجُل عن امرأته فيمنعه وطئها ،
ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، ومنه ما يبغض أحدهما على الآخر
.
هناك على الأغلب إلتباس بين السحر و خفة اليد و الشعوذة ويستعمل كلمة
السحر كمرادف لجميع هذه المصطلحات التي تختلف عن بعضها البعض. فخفة اليد هو فن
ترفيهي يقوم بإيحاء إن شيئا مستحيلا قد حدث علما ان التغيير كان مصدره مهارة وخفة
في اليد. الشعوذة من جانب آخر يعتبر مايعتقد القائمين به قدرتهم على إستحظار قوى
غير مرئية لتساعد في حدوث تغييرات يتمناها شخص ما وتكون تلك الأمنيات على الأغلب
تخلص من خصم او الحصول على قوة ويتم عملية الشعوذة عادة في طقوس خاصة.
ذكرَ العلماء أنواع السحر وزعموا أنها ثمانية أنواع ومنهم من قال أنـها
ثلاثة أنواع وهي السحر الحقيقي والسحر التخيلي والسحر المجازي
.
ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي :
1- السحر الهوائي : يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت
الريح زاد تأثير السحر.
2- السحر المائـي : يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه
3- السحر الناري : يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن
.
4- السحر الترابي : يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت
.
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة :
1-المأكول والمشروب : ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر
تأثيراً على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.
2-المشـموم : ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
3-المعقـود : كل ما يمكن عقده والنفث عليه.
4-الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور ويعمل منه السحر .
5-المنثـور : كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
6-المرشوش : كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب
أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره . 7-الطلسمات: أسماء وكلمات
وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة .
8-المرصـود : يرصد لطلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم.
أعراض السحـر
أعراض المس الشيطاني (لوجود شيطان السحر) في غالبية أنواع السحر.
تغير مفاجئ في طباع المسحور من الحب إلى الكراهية ومن الصحة إلى المرض ومن
العبادة إلى المعصية ومن الفرح والسرور إلى الحزن والضيق ومن الحلم إلى الغضب وإلى
غير ذلك من أوامر السحر وتفلت الشياطين .
المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال .
تزداد الحالة أو يتنقل المرض عند محاولة العلاج أو بعدها عبر قراءة القرآن
مثلاً .
يشعر المسحور وكأنه مدفوعٌ بقول أو فعل بغير إرادته ، وغالباً ما يندم على
ما فعل
آلام في الرحم .
آلام في أسفل الظهر
يُرى في عيني المسحور بريقا زائداً وملحوظا وغالبا ما تجده لا يستطيع
تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر إلى أعلى وإلى أسفل ، هذه
الملاحظة ذُكرت في كتاب دليل المعالجين والصواب أنها تنطبق في الغالب على من به
سحر مأكول أو مشروب أو مشموم وبلغت عقد السحر إلى العينين ، أو كان هناك حضور جزئي
على عين المسحور.
رائحة كريهة تخرج من فم أو من جلدة الرأس أو من الرحم أو من جسد المسحور
عموما وهذه الرائحة يشمها المريض وغيره ومهما اجتهد في غسل جسده بالشامبو والصابون
فإن الرائحة تعود في نفس اليوم خصوصا عندما يعرق جسده ، وهذا يحصل في بعض حالات
السحر المأكول والمشروب وليس كل الحالات .
أهداف السحر
التفريــق
هذا النوع من السحر هو الأكثر شيوعا بين الناس وهو الغالب استخدامه من قبل
السحرة على مر الأزمان بهدف تفريق الزوجين ، يقول الله تعالى : " فَيَتَعَلّمُونَ
مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ
بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ
يَنفَعُهُمْ ".
الربـط
هو أخذ الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها وبالتالي يُعَد من أشد أنواع
الإيذاء للرجل والمرأة.
المرض (سحر الجوارح)
يعتبر السحر بجميع أنواعه مرض ولكن عندما تكون أوامر السحر إصابة الإنسان
بمرض معين أو امراض متنقله أو امراض متعددة يقال أنه مصاب بسحر الجوارح.
الخوف
إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء ، يجعله
يستوحش المكان الذي هو فيه ، ويخوفه من الموت ، ويخوفه من أبيه ومن مدير عمله ، أو
يخوفه من الوحدة فتجده يحتاج لمن يكون بجواره دائما ، ويوسوس له الشيطان حتى يجعله
يظن أنه مراقب من كل الناس ، ومن رجال الشرطة ، فتجده دائما في هلع وفزع وخوف وقد
يخوفه الشيطان من أقرب وأحب الناس إليه ، وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل
جرس الباب والتلفون ، يخاف من المجهول أن يهجم عليه في أي وقت
.
الفشـل واليأس والفقـر
يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل ، فإن كان طالبا يكون كثير الرسوب
وليس له القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة ، وإن كان موظفا
فتجده لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير ثم يبحث عن غيرها، وتجده
فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس ، يائسا من المستقبل
يائسا من الحياة ، مبذراً لماله بل المال لا يستقر في يده ، ينفقه على أشياء تافهه
ويعطيه لمـن لا يستحق له .
الجنــون
يقول الشيخ عبد الخالق العطار إذا تمركز واستقر شيطان السحر بمخ الإنسان
فإن الله قد يمكنه من التعرف على خلايا المخ ووظائفها واستخدامها ، فإن كان
الإنسان لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان والعصيان ، فهو اقتران جزئي
دائم، أما في الاقتران الكلى الدائم تظهر الروح متقمصة وممثلة شخصية الهبل والخبل
والجنون .. وقد يكون خادم السحر المقترن بالمسحور من طبعه الخبل وضعف الذاكره ،
ومن مكونات شخصيته أنه مجنون، وإن كان تسلط الشيطان على عقل المسحور متقطعا ؛ بأن
يفيق ويعقل ويفهم ويتعامل الإنسان بشكل طبيعي أحيانا ويغيب أحيانا فهذا اقتران
طارىء.
الوقف (تعطيـل الزواج)
في هذه الحالة يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج ، حيث
أنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح
صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما
بعدم التكافؤ بينها ، أو يوسوس للفتاة بطريقة أو بأخرى بأنها ليست بكرا فتخاف من
الفضيحة وترفض الزواج ، أو يزهد المرأة أو الرجل عن الزواج دون سبب وقد يرفض أهل الخاطب
أو المخطوبة دون سبب منطقي ، وليس بالضرورة أن يكون خادم السحر مربوطاً في جسد
المسحور
المحبة ( التـولة )
من أعراضه: الشغف والمحبة الزائدتان، الرغبة الشديدة في كثرة الجماع، عدم
الصبر عنها ، التلهف الشديد لرؤيتها، طاعته لها طاعة عمياء.
نجد أن أهداف السحر كلها تأتي في ضرر للإنسان وإيذائه ولكن الصلة مع الله
والاستعانة به هي الحماية الوحيدة من كل شيطان أوشر، ففي الحديث الشريف :عن أبى
العباس عبدالله بن عباس رضى الله عنهماقال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً
فقال "ياغلام إنى أعلمك كلمات :أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا
سألت فسأل الله إذا أستعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك
بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك وإن أجتمعواعلى أن يضروك بشئ لن يضروك
إلابشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
No comments:
Post a Comment