على عكس ما كنا نتصور قد لا يكون تشكل الغلاف
الجوي والمحيطات ناتجاً بفعل الأبخرة المنبعثة من البراكين وذلك خلال فجر ولادة
كوكبنا بحسب ما درسناه أو علمناه، حيث يقترح الباحث ألباريد من مختبرات علوم الأرض
في جامعة كلاود برنارد في مدينة ليون الفرنسية أن الماء لم يكن في الأصل جزءاً من
المخزون الأولي للأرض لكن الماء انبعث نتيجة إضطراب سببته كواكب عملاقة من النظام
الشمسي الخارجي ، وهي نيازك مغطاة بالجليد وصلت الأرض منذ حوالي 100 مليون سنة بعد
ولادة الكواكب. لذلك قد يعتبر الماء في الأرض ذو منشأ خارجي وصل إليها في وقت
متأخر من تاريخ نشأة النظام الشمسي، ومهد حضور ذلك الماء لحركات صفائح الأرض حتى
قبل ظهور الحياة. نتائج تلك الدراسة التي قام بها الباحث (ألبريدي) منشورة في 29
أكتوبر الماضي على شكل مقال في مجلة الطبيعة Journal Nature .
ماتعلمه وكالات الفضاء جيداً أنه
:"حيثما توجد الحياة يوجد الماء "، فمنذ حوالي 4.5 بليون عام ورثت الأرض
ماءها من المحيطات التي وجدت فيه أشكال الحياة البدائية البيئة المناسبة للنشوء
والإزدهار وعلى القارات نتيجة تحرك صفائح الأرض (الحركات التكتونية) بالمقارنة مع
ما نلاحظه في بيئة القمر وعطارد الجافة والمشتملة على صحراء باردة و مميتة ، أو مع
بيئة كوكب المريخ الذي جف بسرعة أو سطح كوكب الزهرة الذي يشتعل كالفرن.
وفقاً لما درسناه في الكتب العلمية نجد أن
الغلاف الجوي والمحيطات تشكلا من الغازات البركانية ومن باطن الأرض الذي كان
مصدراً لخليط من عناصر النشطة والمتقلبة ، ولكن قشرة الأرض تشح بالمياه، حيث نجد
أمراً مشابهاً في أخوات الأرض من الكواكب مثل كوكبي الزهرة والمريخ. والسبب
الرئيسي الذي اعتمد عليه (البريدي) هو أنه خلال تشكل النظام الشمسي لم تنخفض
الحرارة بشكل كاف أبداً وذلك بين الشمس ومدار كوكب المشتري لكي تتمكن تلك العناصر
المتقلبة من أن تكون قابلة للتكثف في المادة الكوكبية وبالتالي تشكل الماء. حيث
توافق وصول الماء إلى الأرض مع الفترة الأخيرة من نماء تلك الكواكب.
كيف تشكلت الكواكب الخارجية التي أتت بالماء
؟
من المقبول به والرائج علمياًً أن الكواكب
الخارجية extraterrestrial
تشكلت نتيجة تكتل أو تراكم النيازك طوال عدة ملايين من السنين حيث يمكن أن يصل قطر
إحدى تلك النيازك إلى عدد من الكيلومترات ومن ثم تحولت إلى كواكب بدئية protoplanets (بشكل سحابة سديمية من
الغاز) قد يصل حجمها إلى حجم كوكب المريخ. وترافق وصول آخر تلك الأجسام الضخمة مع
التأثير القمري منذ 30 مليون سنة وبعد تشكل النظام الشمسي البدئي. وعلى خلاف الأرض
جف المريخ قبل أن يتسنى للماء التغلغل في أعماقه كما حدث لكوكب الزهرة التي اكتسبت
الماء قبل حدوث تغير عنيف على سطحها قبل 800 مليون سنة بتأثير الفعالية البركانية
الشديدة التي ما زالت أسبابها مجهولة.
نزول الماء بحسب القرآن الكريم
ورد ذكر الماء في القرآن الكريم بأنه نزل إلى
الأرض التي كانت هامدة أو خالية من أشكال الحياة ، و"النزول" هنا قد
يكون من الفضاء الخارجي وليس من أعالي الجبال (مثل الينابيع وروافد الأنهار) أو عن
طريق الأمطار الهاطلة من الغلاف الجوي مباشرة كما هو متعارف عليه عند تفسير أو
تأويل الآية (5) التي وردت في سورة الحج ، يقول الله تعالى : "..... وَتَرَى
الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ". وكما نعلم أن ذلك النزول أدى إلى
ولادة أشكال الحياة كما هو وارد في الآية المذكورة.
وأخيراً... الأرض هو المكان الذي نشأت عليه
الحياة وازدهرت على نحو غير مسبوق (على الأقل بحسب معارفنا الحالية ) فهل يكون
مفتاح الحياة مخبأ في تلك الكواكب الخارجية التي أتت بالماء إلى الأرض مما أدى إلى
ظهور الحياة ؟!
No comments:
Post a Comment