Wednesday, October 3, 2018

اسطورة كفن تورين

كفن تورينو هي قطعة كتانية يقال بأنها كانت الكساء الذي كفن به السيد المسيح أثناء دفنه. تم الإحتفاظ بهذه القطعة منذ عام 1578 في المصلى الملكي بكاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية. مقاسات القطعة 4.42 م × 1.13 م. تظهر القطعة، من الأمام والخلف، ما يشبه وجه رجل نحيف غائر العينين. تحتوي الصور على علامات لندبات ولطخات يعتقد بأنها دم. ظهرت القطعة لأول مرة في عام 1354.

في عام 1988 أقيمت بعض الاختبارات المستقلة بإستخدام الكربون الإشعاعي أثبتت بأن القطعة قد تعود للفترة بين 1260 و1390 مما أشار إلى عدم صحة ذلك الاعتقاد، ولكن التحليلات الكيميائية التالية والاختبارات الأخرى اللاحقة اقترحت بأن القطعة قد تعود للقرن الميلادي الأول. في ديسمبر 2009 قال باحثون من جامعة القدس العبرية إنهم وجدوا، وللمرة الأولى ما يعتقد بأنه قطعة من كفن من الحقبة التي عاش فيها المسيح، قائلين إنها "مهمة جدا،" لأن الفحوصات أثبتت أن الكفن الذي جاءت منه القطعة يعود لرجل مصاب بمرض الجذام.

ويقول العلماء إن نسيج قطعة الكفن تلك التي عثر عليها مقبرة على أطراف مدينة القدس القديمة، أثار شكوكًا وتساؤلات حول "كفن تورينو،" الذي يعتقد كثير من الناس أنه استخدم لتكفين جسد المسيح. علمًا أن الكنيسة الكاثوليكية لم تدعي رسمَيا أن جسد المسيح قد دفن بهذا الكفن، مفضلة التركيز على المعاني التي يستلهمها اولئك الذين يطلعون عليه.]

اثار جدلًا واسعًا بين الباحثين والمؤرخين فوفقًا إلى دراسة قام بها خبراء إيطاليين من جامعة البوليتكنيك في تورينو سنة 2014 وجدوا أن كفن تورينو إلى ان أي الكفن الذي دُفن فيه يسوع بعد صلبه بحسب المعتقد المسيحي ويحمل آثار الصلب وملامح المسيح كما يُطلق عليه، يعود بالفعل إلى يسوع المسيح. يشار إلى ان العلماء استبعدوا احتمال ان يكون الكفن مزيفاً، أو انه يعود لشخص آخر وفقاً لما تثيره بعض وسائل الإعلام بين الحين والآخر. وتركز عمل الخبراء على تحديد العمليات الفيزيائية والكيمياوية القادرة على انتاج لون مماثل للون الصورة المطبوعة على الكفن. وتوصلوا إلى ان بلوغ الدرجة نفسها من اللون والنسيج وعمق الآثار الموجودة على القماشة لا يمكن انتاجها إلا بمساعدة أشعة ليزر فوق بنفسجية وهي تكنولوجيا بالطبع لم تكن معروفة في القرون الوسطى.]

بالمقابل ووفقا لعدد من الباحثين الذين شاركوا في الحفريات التي تمت في القدس، والاختبارات التي تبعتها، يعطي اكتشاف قطعة الكفن دليلا أكثر مصداقية على أن "كفن تورينو،" لا يعود للحقبة الرومانية حيث عاش المسيح، بل إلى حقبة لاحقة.[ادعاء غير موثق منذ 2334 يوماً] وقال الدكتور شمعون غيبسون مدير بعثة الحفريات إن "بقايا الرجل الذي تم لفه بالكفن المكتشف تم تكفين جسده ورأسه بطرق تتفق مع شعائر الدفن التي كانت متبعة في تلك الحقبة،" لافتا إلى أن نسيج قطعة الكفن كان بدائيا ومختلف تماما عن نسيج كفن تورينو."



في مساء يوم 28 مايو من عام 1898 سُمح لمصور هاو اسمه سيكوندو بايا بتصوير الكفن الذي كان معروضاً في كاتدرائية تورين الواقعة في شمال إيطاليا، وعند تفحصه لصفيحة الصورة السلبية Negative اندهش لرؤية صورة وجه على الكفن عندها قام بتحطيم الصفيحة من شدة صدمته وخوفه. انظر صورة الوجه الذي عثر عليه على الكفن وهي تبين الفرق بين الصورة الإيجابية بلون سيبيا Sepia خافت والصورة السلبية (بالأبيض والأسود) حيث تظهر فيها ملامح وجه بشكل واضح. ومن المعلوم أنه تم جلب الكفن إلى الكاتدرائية بين عامي 1668 - 1649. يُعرف ذلك الكفن بـ "كفن تورين" وهو قطعة من قماش الكتان عليها صورة رجل مصلوب، ويعتقد الملايين من المسيحيين أن الكفن يخص يسوع الناصري، وكان جسده ملفوفاً بها، فما هي حقيقة ذك الكفن هل هو تزييف يعود إلى العصور الوسطى أم خدعة أحد الفنانين الأذكياء ؟ في عصرنا الحالي خضع الكفن للعديد من الدراسات والتحاليل المعمقة بهدف كشف غموضه ولعله أكثر قطعة قماش تمت دراستها بهذا الشكل المستفيض في التاريخ!

من الواضح أنه تم حل لغز الكفن في الثمانينيات فنتائج الكربون المشع (يستخدم في علم الآثار بهدف التأريخ) والتجارب العلمية الأخرى أثبتت أن الكفن الذي هو عبارة عن قطعة كتان صفراء هو في الحقيقة تزييف يرجع إلى العصور الوسطى !. أثبت العلماء أنه تم ابتداع الكفن في القرون الوسطى فصورة الدم المصبوغ على قطعة الكفن تظهر رجلاً ملتحياً بشكل خافت كما تبدو كآثار جروح على أنحاء أخرى لم تكن صورة آثار صلب المسيح لحظة انبعاثه من القبر حيث ترك آثاراً (حروق) على كفنه بشكل جسده كما يزعم وإنما هي بالحقيقة مادة مركبة من صباغ يرتقالي من الفيرميليون (كبريتات الزئبق HgS) و صباغ أحمر (أوكسيد الحديد).

إلا أن تلك النتائج لم توقف الجدل بشأن الكفن فلدى بعض الدارسين عدداً من البراهين والحجج لإثبات أن الكفن غير مزيف. ففي عام 1999 تحدث تقرير عالم النبات في الجامعة العبرية في القدس عن تحليل ذرات غبار الطلع لآثار النباتات التي كانت على الكفن وهو يشير إلى منشأه قرب مدينة القدس حيث كانت تنتشر نفس النباتات في القرن الثامن، فقد وجد البروفسور أفينعوم دانين 28 صنفاً من النباتات الأصيلة والتي تنبت حول منطقة القدس.كانت الأزهار موضوعة في قمة الكفن كما يقول. ويضيف:"أن أصل تلك النباتات بلا شك يرجع إلى تلك الأرض ". وبما يتعلق بدقة نتائج تحليل الكربون المشع فقد أثبتت جميع التحاليل من ثلاثة مختبرات مستقلة في عام 1988 (عبر تحليل قطعة من حافة الكفن)أن الكفن نسج بين عام 1260 بعد الميلاد وقبل ظهوره في مدينة ليري في فرنسا في عام 1390.



No comments:

Post a Comment