على مر التاريخ لاحظ الناس ظواهر غريبة تتعلق بمشاهدة بأضواء تنبثق من
مناطق نائية في الأرض الطبيعية.ومنها حوادث تسمى "ويل – أو – زا – ويسبس
Will of The Wisp "، وهي حوادث معروفة
وتتميز بخروج شرارات نارية صغيرة من المستنقعات والغابات. وفي حين أن كرة البرق
شكل من ظواهر الأرصاد الجوية الغريبة إذ يتسبب الضغط الجوي في حدوث شحنة كهربائية
على شكل كرة إلا أن ظاهرة الأضواء الطبيعية الرائعة تعتبر أكثر غرابة حيث يذكر
الناس في جميع أنحاء العالم رؤيتهم لأجرام سماوية مضيئة غريبة ويبدو أنها تتجاهل
القوانين الموحدة للفيزياء وليس لظهروها أي تفسيرات محددة. تختلف النظريات الحالية
بخصوص تلك الأضواء الغريبة فإحدى النظريات تعتبرها مجموعة من المركبات الفضائية
(اليوفو) في حين تعتبرها نظرية أخرى شكل من الطاقة له أبعاد غير طبيعية. الرسم
المبين هو لفنان مجهول ويعود إلى تاريخ شهر يوليو من عام 1888 و يجسد كرات ضوء
كانت قد شوهدت بالقرب من مدينة سان بطرسبروغ في روسيا.
كل ما نعرفه عن تلك الأضواء أنها تخرج من داخل الأرض ، لذا سميت بـ أضواء
الأرض Earth Lights و شوهدت بعضها متوهجة
بألوان مختلفة ، من أبيض ناصع إلى لون أزرق وأحمر. وحجمها ليس ثابتاً إذ يمكن تكون
صغيرة بحجم كرة التنس ، أو كبيرة بحجم سيارة وبالرغم من أنها تأخذ شكلاً كروياً في
العادة إلا أن شهود العيان شاهدوا أضواء الأرض في تصميمات متنوعة منها شكل شائع
يأخذ شكل الشرغوف (فرخ الضفدع أو شكل نطفة الرجل). و يذكر الأشخاص الذين تمكنوا من
مواجهتها عن قرب حدوث تفاعلات داخلية يرافقها سماع أصوات فرقعة غريبة ، أو تحركها
في اتجاهات غير منتظمة ، وفي بعض الحالات شوهدت تنقسم إلى تشكيلات كان يمكنها أن
تنقسم إلى تشكيلات تشبه أجرام سماوية عائمة متعددة. ويبدو أن لأضواء الأرض صلة
قوية بخصائص جيولوجية وجغرافية إذ تكثر حول البحيرات والجبال والتلال الصخرية.
شاهد نماذج عن تلك الظاهرة الضوئية
تم الإبلاغ عن سلسلة من المشاهدات الرائعة التي حدثت في هاسدالن-النرويج
منذ أوائل عام 1980. حيث شاهد القاطنون في المنطقة أضواء غريبة تصدر من الوادي
وكان ذلك في نوفمبر عام 1981 ، كانت التشكيلات الضوئية تتراوح من كرات صغيرة إلى
مثلثات وكانت ألوانها عموماً تتراوح بين الأبيض والأصفر. وآخر التقارير التي ذُكرت
عن هذا الأمر هو أن الحكومة النرويجية أرسلت اثنين من ضباط السلاح الجوي لدراسة
تلك الأحداث. وبحلول بداية عام 1984 ، شرع عشاق (اليوفو) من السويديين والنرويجيين
في دراسة منطقة وادي هاسدالن، وبعد شهر من الدراسة العلمية المطولة للوادي ، تم
التوصل لبعض القراءات عن خصائص (أضواء الأرض) وكذلك النجاح في التقاط بعض الصور
لظاهرة (أضواء الأرض)على فيلم.
أحد مناطق حوادث (أضواء الأرض) الأكثر شيوعاً في بريطانيا هو وادي
لونجينديل في منطقة بيك ديستريكت. وقد شاهد شون وود وهو أحد السكان المحليين تلك
الأضواء أكثر من ثلاثين مرة على مدار 16عاماً وكما أن مجموعة المشاهد الخاصة به
التي قد قام برسمها هي لمناظر طبيعية محلية ، فإنه في جميع صوره تظهر صورة كرة
متوهجة صغيرة في ركن أحد الحقول أو على جانب الوادي وبالنسبة له ، فإن ظاهرة
(أضواء الأرض) تعتبر حدث طبيعي غير قابل للتفسير ولكنه مقبول.
على الرغم من أن عام 1960 شهد بروز نظريات تربط بين ظهور تلك الأضواء
بالزلازل والتصدعات إلا أنه في دراسة متعمقة وملفتة للنظر غالباً ما كانت فكرة
المخلوقات الفضائية واليوفو تطغى على الأمر ومع ذلك وخلافاً لليوفو ، فإن العلاقة
العلمية التي تم التحقق منها بين هذه الأضواء والأرض سمح بدراسة هذه الظاهرة بهدوء
ولكن على محمل الجد. والاسم الرائد في هذا المجال هو بول ديفيرو ، هذا الرجل صاغ
في الواقع مصطلح (أضواء الأرض) بعد أن جاب العالم لدراسة هذه الظاهرة وعزل جملة من
الحوادث المزيفة عن ظاهرة (أضواء الأرض) الحقيقية ، وكانت استنتاجه بأن هذه
الأضواء ظاهرة ثابتة وحقيقية.
ويعتقد ديفيرو ويشاركه نفس الإعتقاد العديد من الأوساط العلمية المهتمة
بهذا الأمر أنه ربما تكون تلك الأضواء ناشئة عن الطاقة المضغوطة والمتضاربة التي
توجد في القشرة الأرضية وذلك على نحو مشابه لما تتسبب فيه الضغوط الشديدة في الجو
من حدوث العواصف والبرق، فقد يسبب الضغط تحت سطح الأرض أيضاً تفاعلات مثيرة وبما
أن الصفائح التكتونية (حركة طبقات الأرض) ترتفع وتسقط ، فيقترح ديفيرو أن الطاقة
تتحرر من خلال نقاط ضعف خاصة مثل خطوط الصدع أو مناطق من المعادن العالية أو كثافة
الصخور. وتجدر الملاحظة هنا أن الكثير من الأحاديث التي تناولت الأضواء الغريبة على
مر العصور برزت في اكتشاف حديث لخطوط الصدع أو لحظات ما قبل تطور الزلازل.
هناك نظريات أخرى أيضاً ترجح أن تلك الأضواء الغريبة يمكن أن تكون سفن
قادمة من الفضاء الخارجي في حالة هبوط حيث أفاد بعض ضحايا الاختطاف من قبل
المخلوقات الفضائية UFO Abductees بمشاهدتهم
لملامح متوهجة مماثلة. وهناك أشخاص آخرون يعتقدون أن لديهم خصائص خارقة للطبيعة
ومدهشة ويربطون عالمنا مع بُعد آخر كما زعم بعض شهود العيان سماعهم لأصوات أشباح
ومشاهدتهم لتجسدات Apparitions بعد
ظهور (أضواء الأرض) مباشرة. وفي كلتا هاتين الحالتين برزت فكرة تتناول تأثير
التغير المغناطيسي القوي على عمل المخ حيث يعتقد الكثير من الخبراء بأن الاضطراب
المغناطيسي الشديد الناتج عن القوات التكتونية المتضاربة واللازمة لظاهرة (أضواء
الأرض)قد يتسبب أيضاً في إصابة المخ بالهلوسة وبالرغم من أن ذلك التأثير على شهود
العيان لم يكن خطيراً فإنه مع ذلك كان مدهشاً .
No comments:
Post a Comment