دوائر المحاصيل هي تشكيلات هندسية تظهر على الحقول الزراعية كالقمح
والشعير والصويا والشوفان، كان الباحث كولين أندروز أول من استخدام مصطلح
"دوائر الحقول" أو Crop Circles ليصف
تشكيلات الدوائر الغامضة على الحقول الزراعية. شهدت بداية التسعينيات تشكيلات
هندسية معقدة أكثر حيث اختلفت النظريات في تفسير تلك الظاهرة و راحت تتراوح
التفسيرات بين علماء الطبيعة وبين الآخروين ممن وجد أنها رسائل من المخلوقات
القادمة من الفضاء الخارجي !
تعود جذور تلك الظاهرة إلى منتصف السبعينيات في جنوب إنجلترا ، حيث وجدت
بعض تشكيلات الدوائر في حقول زراعية متنوعة من الأراضي، وتبر بلدة ويلشاير مركز
تلك الظاهرة التي تضم أيضاً بعض من أهم الأماكن المقدسة في أوروبا القديمة حيث
بنيت قبل 4600 سنة وموقع ستون هينج الأثري من بينها، لاقت ظاهرة دوائر الحقول انتباه
الرأي العام و بدأت دوائر جديدة بالظهور سنة بعد أخرى، ترافق ذلك مع تطور متزايد
وتعقيد في التشكيلات حيث اهتم الكثير من الناس في دراسة تلك الظاهرة وايجاد
التفسيرات المحتملة لها. ولحد الآن يظهر أكثر من 100 تشكيل كل سنة في حقول جنوب
إنكلترا، ولقيت تلك الظاهرة زخماً واسعاً في العالم حيث تحدثت التقارير عن تشكيلات
في أستراليا وجنوب أفريقيا و الصين و روسيا والعديد من البدلان الأخرى وفي الأمامن
القريبة من مواقع قديمة اثرية. أ ثار فيلم Signs "اشارات" لـ ميل جيبسون اهتمام الناس مجدداً بالظاهرة
وبدأت النقاشات تزداد حدة بين فريق الفنانين الذين يعمدون إلى صنع تلك التشكيلات
على الحقول والآخرون الذين يعتقدون بوجود مؤثرات من عوالم أخرى. وأصبح السؤال :هل
تلك الدوائر عبارة عن نوع جديد من الفن الذي يتم تشكيله على مساحات شاسعة من
الأراضي من قبل مجموعة من الفنانين أم هو نتيجة تأثير هبوط مركبات المخلوقات
الآتية من الفضاء الخارجي ؟ ويمكن أن يكون الجواب من هذا وذاك ، حيث أنه من
المعلوم أن معظم تلك التشكيلات الفنية قام بها فنانون ولكن في المقابل إزاحة
الستار عن غموض البقية!
وفي عام 1991 أعلن كل من دوغ باور ديف تشورلي مسؤوليتهم عن تشكيلات دوائر
الحقول على مدى 20 سنة مضت، ويقول جون لندبرغ مصمم الغرافيكس : " أعتقد أن
دوغ باور هو أعظم فنان في القرن العشرين، حيث فتح الأبواب أمام مجال جديد، وكان
يعمل طيلة تلك الفترة خارج صالات الفن المعروفة " وعلى مدى 25 سنة تطورت تلك
التشكلات الفنية من دوائر بسيطة ومتعددة إلى تصاميم هائلة وأشكال معقدة غير خطية
في علم الرياضيات ، ففي أحد التصاميم التي ظهرت في أغسطس 2001 في ميلك هيل في
ويلشاير كانت هناك 409 دائرة غطت 5 هكتارات من الأراضي وكانت بطول 243 متراً
يقوم المزارعون بتقديم "الكانفا" Canvas أو قطعة أرض لفنانين الذين يقومون بتحويلها إلى قطعة فنية في
الليل، حيث يقوم الفناون ببسط مسارات من المحصول لتكوين تشكيلاتهم الفنية، وبهذه
الطريقة يعود على المزارعين بمنفعة كبيرة حيث يتوافد السياح بهدف رؤيتها ، يضخ
ملايين الجنيهات في اقتصاد ويلشاير وحدها كما يقول لندبرغ، حيث يقوم السياح بجولة
سياحية بالباصات وعلى ظهر المروحيات (الهيلوكوبتر) وتباع قمصان تي-شيرت وغيرها.
وقامت بالفعل العديد من الشركات بالترويج لمنتجاتها أو خدماتها عبر استخدام فنانين
لتشكيل إعلانات أرضية على مساحات شاسعة من الأراضي منها شركات برمجيات وانتاج فني
أو تلفزيوني وغيرها مثل مايكروسوفت، مواصلات السويد، Nike ،
والسلام الأخضر وبيبسي وبي بي سي ..
وفي المقابل هناك وجهة نظر أخرى تهتم بتفسير دوائر المحاصيل التي لم تكن
نتيجة صنع الفنانين أو حتى أي جهد بشري ، يتبنى تلك النظرة جماعة المهتمين بدراسة
الظواهر الخارقة، وبرأيهم أن جماعة الفنانين هم مخادعين ولا يخدمون إيجاد تفسير
لتلك الظاهرة ويتهمونهم بأنهم يحاولون صرف نظر الناس عن التشكيلات الغامضة
الحقيقية بدفع من الحكومة التي تريد التكتم عنها (نظرية المؤامرة). وأن التشكيلات
الأصلية ربما كانت رسائل مكتوبة من قبل المخلوقات الفضائية أو ناتجة عن حقول
مغناطيسية إشعاعية خلفتها الأطباق الطائرة عند هبوطها.
No comments:
Post a Comment