Tuesday, October 30, 2018

أشياء لا تتم إلا في أفلام الرعب




كل الأشياء الغير معقولة تتم في جزيرة هايتي فبالطبع ليس هناك دليلًا أقوى الأمر الذي يصدر هناك يؤكد على أن العالم لم يعد بخير، وأن الإنس لم يعودوا كسابقهم، وأنهم قد أصبحوا وحوشًا مسحورين يتم استغلالهم وإجبارهم على إجراء أشياء لا يُريدونها، أو بمعنى أدق، قد أصبحوا مُجرد جحافل من كائنات الزومبي التي كان يعتقد القلة أن وجودها يقتصر على الأفلام لاغير، إلا أن الكشف عن ما ينشأ في جزيرة هايتي شدد على أن ما نشاهده في هذه الأفلام لا يمر الواحد بالمئة من الواقع، فتعالوا لنعرف معًا ما ينشأ في جزيرة هايتي، هذه الجزيرة المسحورة.

جزيرة هايتي والغموض الذي يلف تلك البقعة

توضيح مفهوم جزيرة هايتي

في الطليعة، يجدر بنا أن نعرف العديد عن جزيرة هايتي الغريبة، ذلك قبل أن نعرف ما يصدر داخلها، فتلك الجزيرة التي تقع ضمن بلاد البحر الكاريبي مرت بعدة مراحل قاسية، بدأت بالاحتلال الفرنسي، ثم البريطاني مرورًا بالإسباني وانتهاء بالبريطاني، رغم هذا، نالت جزيرة هايتي استقلالها في مستهل القرن التاسع عشر، عام 1804 تحديدًا، وكلمة هايتي بالأصل تعني الجبال العالية أو المرتفعة عن البحر، وذلك هو ما ينشأ في الواقع، إذا ترتفع عن البحر بمساحة هائلة مضاهاةً مع بقية الجزر التي تتبع سلسلة الكاريبي. منطقة جزيرة هايتي لا تتجوز 27 ألف كيلو متر مربع، أما عاصمتها فهي مدينة برانس، وأقرب الدول إليها هي جمهورية كوبا، ولا يبقى تمثيل رياضي أو عالمي لهذه الجزيرة، والسكان هم العنصر الأضخم والأهم هناك، حيث يمر عددهم 10 مليون نسمة
.
المناخ ونظام الحكم

مناخ جزيرة هايتي مُناخ عادي جدًا ولا يتناسب أبدًا مع غرابتها، حيث أنه حار في الصيف وبارد في الشتاء ومُعتدل في بقية الفصول، أم اللغة الحكومية لجزيرة هايتي فهي لغة أول جمهورية قامت باحتلالها، اللغة الفرنسية، ونظام الحكم هناك نسق ملكي، حيث يقضي الملك البلاد حكمًا شرفيًا صوريًا، إلا أن في واقع الشأن هنالك والي فعلي لكل مقاطعة من المقاطعات العشرة المتواجدة هناك. كل ما في مرة سابقة يرتبط بالجانب الجغرافي ولتضاريسي والسياسي، أما ما يأتي ذلك هناك في هايتي من معجزات وغرائب فهو أمر آخر مُختلف، مُختلف تمامًا
.
ظهور الزومبي في هايتي

ظهر الزومبي في هايتي عام 1937، والزومبي بيسر هو لقب يُطلق على الموتى الأحياء، الذي يقومون عقب وفاتهم ويكسرون قبورهم ثم يخرجون لنشر الوضع الحرج والرعب بأشكالهم المخيفة، إلا أن الفارق الآخر بينهم وبينهم الأحياء أنهم لا يستطيعون تذكر أي شيء، حيث لا يملكون  ذاكرة تماما، كما أنهم مُطيعون جدًا للسحرة ويقومون بتطبيق مختلَف مطالبهم دون تفكير، ولا يُعرف حتى هذه اللحظة داع عدم تحلل جسامين بعض الأفراد حتى تأتي لتصبح زومبي، إلا أن الشيء المعلوم، أو الذي تم استنباطه على أقل ما فيها، هو الداعِي خلف تغير هذه الجسامين إلى زومبي
.
تقرير أول وضعية زومبي

تم تقرير أول وضعية زومبي في هايتي في شهر نوفمبر عام 1937، وقد كانت الوضعية لامرأة توفت عن عمر يناهز التاسعة والعشرين عامًا ودفنها قرينها بيديه، لكنه تفاجأ بها تبدو له مرة ثانية بعد عدة ايام من وفاتها، وقد اعتقد في الطليعة أنها شبح، بيد أنها كانت تبدو للجميع ليلا والنهار، لهذا تم الإمساك بها وإجراء فحص لدمها وعينة من شعره، وشددت النتيجة على أن هذه المرأة زومبي بشكل فعلي، وتلك المرة تم إعدامها بإذن قرينها ودفنها مرة ثانية والانتظار حتى تم تحلل جُسمان للتأكد من عدم عودتها مرة ثانية.

من أين يجيء الزومبي؟

يعتقد أكثرية أهالي جزيرة هايتي أن الزومبي يأتون من خلال سحر أسود أو تعويذة، يقوم بهما بعض السحرة والكهنة والمشعوذين، والسبب خلف هذا هو رغبة هؤلاء المشعوذين في إيجاد أفراد يقومون على خدمتهم دون أجر، وذلك لن يتوافر في الإنس العاديين، لهذا يلجئون إلى الموتى ويستخدمونهم ايضاً في ممارسات القتل وترهيب أهل المدينة، والغريب أن هذه العملية التي يتم فيها تغيير الموتى إلى زومبي لا تأخذ العديد من الوقت، إلا أن الأغرب هو ما قام به سكان هؤلاء الموتى في طريق تخليص ذويهم.

رد الأهالي والحكومة في هايتي

في هايتي أي فرد مُعرض لأن يكون زومبي، الفرد الميت تحديدًا، لهذا لجأ هايتي إلى إحراق جسامين ذويهم، بالرغم من أن هذا يتنافى مع عقيدتهم، سوى أنهم لم يجدوا طريقًا غير هذا، أما ذوي القدرة منهم فكانوا يمكثون بجوار قبور موتاهم لمدة هائلة حتى يتأكدوا من تحلل جثثهم، لأن الجسامين التي يتم تحليلها لا يُمكن تحويلها إلى زومبي، وذلك هو النهج الذي انتهجه العديد عقب هذا وقد أثبت فاعليته في تخفيف عدد الزومبي الموجودين في هايتي. أما السلطات فقامت كالعادة بسن القوانين التي تُجرم هذه الفعلة وأقرّت أقصى الجزاءات على مرتكبيها، وجعلت من تغيير الموتى إلى زومبي جناية مُماثلة لقتل الأحياء، إلا أن هذا، كالعادة أيضًا، لم يُجدي استفادةًا ولم يمتثل له واحد من
.
آراء العلماء في الزومبي

ذاع صيت زومبي جزيرة هايتي سريعًا، وتشعّب وتوسع النبأ في مختلف مناطق العالم حتى بدأت أفواج العلماء تتوافد على هذه الجزيرة لمعرفة ماهية تلك الكائنات التي بثت الزعر والخوف، وقد كان أول العلماء الذين حطوا الرحال في هايتي وبحثوا في الشأن العالم الأمريكي “ويد دافيز”.

يشاهد دافيز، الذي لديه خبرة هائلة في ميدان البحث والتنقيب، أن تغيير أي فرد إلى زومبي أمر محتمل لجميع من هم في جزيرة هايتي، وهذا بعدما يقوموا بحقن ضحاياهم بمادة تستخرج من سمكة المنفاخ، إلا أن دافيز ألحق شيئًا جعل من أسطورة الزومبي مجرد أسطورة مختلقة، بسهولة، لقد اكتشف دافيز أسلوب تغيير الأفراد إلى زومبي
.
كيف يتبدل الموتى إلى زومبي؟

أُولى المُفاجآت التي قام دافيز بكشفها في أعقاب وصوله إلى جزيرة هايتي كانت كالصاعقة التي ضربت العالم بأكمله، فبعد أن شدد دافيز على وجود الزومبي إجراءًا في جزيرة هايتي رجع يؤكد أن هؤلاء الزومبي الموجودين ليسوا نتيجة وثمرة تغيير أفراد موتى كما يُشاع هنا، بل هم مجرد أفراد في فترة مُتأخرة من الداء، يُمكن القول إنهم على حافة الوفاة.

في الغالب، يقوم الكهنة والسحرة بجذب المواد التي تُسهم في تغيير الأفراد إلى زومبي ثم يذهبون إلى المُستشفيات ويقومون بحقن السقماء الموجودين في المركز صحي بهذه المواد، فيتحولون إلى زومبي في وقتٍ طفيف، في حين يتم إبلاغ ذويهم أنهم قد ماتوا.

والواقع أن هذه الكيفية ما كانت لتنجح لولا طبيعة هايتي وتضاريسها، والتي تجعلها مرتفعة السخونة بصورة مُبالغ فيها، حتى يبلغ الشأن إلى وفاة السكان من شدة الحر، وذلك على وجه التحديد ما يستند عليه الكهنة والسحرة في إيجاد ضحاياهم.
رفع الغطاء عن هايتي

أتت النتائج التي خرج بها العالم دافيز كالإعصار، فقد هدمت هذه الأسطورة التي اتضح أنها كانت من اختلاق بعض أهالي الجزيرة لجذب الأنظار إليها، وفي الحقيقة استطاعوا تصرف هذا بنجاح، والسينما الدولية خير دليل على ذلك التوفيق، فقد أخذت منهم وروجت لهم بكل سذاجة، حتى أصبحت جزيرة هايتي معروفة للعالم على أنها أغرب جزيرة على وجه الأرض


No comments:

Post a Comment