تعتبر وجوه بلمز Bélmez من قبل العديد من
الباحثين في علم الباراسيكلوجي (ما وراء علم النفس) أهم ظاهرة خارقة للعادة في
القرن العشرين حظيت بأفضل توثيق، حدثت تلك الظاهرة في منزل عائلي يقع في شارع ريال
5 في بلمز في أسبانيا كما جلبت عدداً كبيراً من الزوار إلى بلمز منذ عام 1971 حيث
كان الناس يشاهدون صوراً لوجوه تتشكل وتختفي باستمرار دون تفسير على أرضية منزل
بيريراس Pereiras
. كانت تلك الوجوه (إضافة إلى العديد الذي اختفى منها) تظهر في فترات غير منتظمة
طوال 35 سنة وتم تصويرها من قبل الصحف المحلية والزوار المهتمين، يعتقد العديد من
المقيمين في بلمز أن الوجوه لم تتشكل بفعل بشري مما دفع ببعض المحققين في الظاهرة
إلى الاعتقاد أن تلك الظاهرة تم انتاجها من قبل مالك المنزل بشكل غير واع منه فيما
يدعى تشكيل الأفكار عبر الرسم Thaughtography
وهي قدرة تحويل الأفكار إلى رسوم بدون تدخل مباشر عبر اليد. (ورد ذلك في فيلم Ring 2).
ومن جهة أخرى اعتبر المتشككون من الباحثين أن
تلك الظاهرة هي مجرد خدعة على عكس وجهة نظر الباحثين في الباراسيكلوجي. ولما كانت
تلك الوجوه تظهر على أرضية اسمنتية استطاع العلماء دراسة وتحليل التغيرات التي
تطرأ على جزيئات المادة على تلك الأرضية، ووصلت إختباراتهم إلى القول بأن هناك
خدعة ما.
بدأت ظاهرة "وجوه بلمز" في 23
أغسطس عام 1971، عندما زعمت ماريا جومز كامارا أن وجوهاً بشرية تظهر على أرضية
المطبخ الاسمنية من تلقاء نفسها، قام كل من خوان بيريرا زوج ماريا وميغويل ابن
ماريا بتدمير صورة الوجه بفأس فظهرت طبقة اسمنتية أخرى تحتها، وبعدها ظهر وجهاً
جديداُ على الأرضية حيث تم إبلاغ عمدة بلمز فطلب منهم اقتطاع القطعة الاسمنتية
التي تحوي الوجه بهدف إخضاعها للدراسة بدلاً من تدميره كما حصل للوجه السابق. روج
لمنزل ماريا للسياح على أنه "منزل الوجوه" حيث بني في القرن التاسع عشر
والحفريات تحت موقع المنزل تشير إلى وجود بقايا بشرية تم انتشالها إلا أن ذلك لم
يوقف تلك الظاهرة المزعومة، وفي عيد الفصح عام 1972 تجمع المئات من الناس حول المنزل
لرؤية الوجوه، وعلى مدى 30 عاماً استمرت الوجوه بالظهور، تمثل وجوه رجال ونساء
وبأحجام مختلفة وبتعابير وجه مختلفة أيضاً.
يعتقد لويس نوجويز أن أقرب تفسير للتأثيرات
المرئية لوجوه بلمز هو ما اقترحه جوردان من استخدام مركب كيماوي قابل للأكسدة مثل
النترات أو كبريتات. كما تم تقديم تفسير آخر يتعلق باستخدام مادة حساسة للضوء
كنترات الفضة التي تتحول إلى ألوان قاتمة عند تعرضها للأشعة ما فوق البنفسجية أو
الأشعى المرئية. وعلى ضوء تلك النتائج نصل إلى نتيجة مفادها أنه من الممكن أن يتم
اختلاق بعض الظواهر "الغامضة" بهدف الترويج السياحي لمكان معين أو
المنفعة التجارية. وعلى غرار ذلك ما زالت صورة الشبح الأزرق الذي التقطته عدسات
كاميرا الأمن في محطة بنزين في أمريكا تثير تساؤلات، هل هو فعلاً بغرض الترويج
الإعلاني غير التقليدي Viral
Marketing لخدمة معينة أم هو فعلاً ظاهرة حقيقية تستحق الدراسة
؟!
No comments:
Post a Comment