ينتشر بين الكثير من أوساط الناس وجود كميات كبيرة من الكنوز القديمة
المدفونة تحت الأرض وأنها محروسة من الجن وقد شاع بينهم أيضاً قدرة الدجالين
والمشعوذين على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز . وقد ارتبطت هذه الاعتقادات
بـ " الزئبق الأحمر " الذي تختلف التكهنات بحقيقة وجوده ويلكن ؤكد البعض
قدرته الهائلة على تسخير الجان لاستخراج هذه الكنوز وسرقة الأموال من خزائن البنوك
، وظهر تبعاً لذلك ما سمي بـ " التنزيل " وهو ما يمارسه الدجالون
والمشعوذون من تنزيل الأموال المسروقة للزبون عن طريق استخدام الجن
.
يقول حامد آدم وهو مشعوذ تاب إلى الله وتحول إلى داعية :إن تلك حقيقة وإن
الجن يطلبون الزئبق الأحمر ، من الإنسان وهو غالي الثمن وقد يصل سعره إلى مئات
الألوف بل ملايين الدولارات ، لأن الواحد من الجن يتغذى به ويساعده في إطالة عمره
، ويجعله شاباً ويعطيه قوة ، هذا الزئبق الأحمر لن يكون له أي مفعول على الجان إلا
إذا حصل عليه من إنسان . ومن دونه لا يؤثر فيه ، ولهذا يطلب الجان من الدجال
والمشعوذ الذي يتعامل معه أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة بقوة ونقاء
يصلان إلى ( 93،7 % ) ومقابل هذا يعطي الجان الإنسان أموالاً ضخمة يسرقها من
البنوك ومن مطابع العملة في البلدان المختلفة .
وقد يخدع الجان الإنسان بأن يعطيه هذا المال لاستخدامه فترة معينة لا
تتعدى أسابيع أو أياماً حسب إنفاقه مع حارس المال من الجن والآخرين الجن . وهكذا
تتم عمليات " التنزيل " المعقدة وفق اتفاقيات بين الجن والإنسان ، والجن
والجن . ويعترف حامد آدم بأنه قام بهذا العمل لصالح أحد الأشخاص عام 1995 وكانت
الكمية ( 800 ) جرام ، وقد نفذت العملية وأحضر الجان لصاحب الزئبق مالاً من فئة
الدولار الواحد . ويضيف حامد عن أساليب الشعوذة وتغيير الأشياء إلى مال ويقول إنه
كان يحول أوراق الشجر إلى مال وفق تعاويذ معينة ، بعضها لفترة معينة وأخرى لمدة
طويلة . وقد سألت الجن مرة من أين يحضر هذه الأموال ، فقال : إنها من كندا من
مطبعة العملة لديهم . ويؤكد حامد إن هذا العمل لا علاقة له بالدين أو القرآن
.
ويعترف أنه تعلم هذا السحر من شيخ هندي قابله في منطقة على الحدود
التشادية النيجيرية ، وهو من أشهر الذين يدعون أنهم يعلمون الشخص الكمال أو ما
يزعمون أنه التعامل مع الله سبحانه وتعالى والرسول مباشرة . ويستخدم هؤلاء
الدجالون أسماء غريبة يدعون أنها سريالية وهي في الحقيقة أسماء لسفهاء الجن الذين
يتعاملون معهم ، وحتى يعطي هؤلاء لأنفسهم هالة يدعون أنهم في حضرة روحية.
من أحدث قضايا الزئبق الأحمر تلك التي أمر اللواء أحمد شفيع مساعد وزير
الداخلية المصري لأمن الجيزة بتحويل المتهمين فيها للنيابة للتحقيق معهم . وكانت
مباحث الجيزة قد ألقت القبض على طالب اسمه أحمد محمد أحمد ومدرس في مدرسة أوسيم
التابع لمحافظة الجيزة اسمه صابر السيد ، وبحوزتهما قارورة تحتوي على الزئبق
الأحمر ، زعما أنهما بواسطته استدلا على آثار مدفونة تحت الأرض ، وعثرت المباحث
معهما بالفعل على قطع أثرية تنتمي لعصور مختلفة وتقدر قيمتها بسبعة ملايين جنيه
إضافة إلى سائل أحمر اللون ، قالا أنه ساعدهما في العثور على الكنز وقالا في
التحقيقات أن شخصاً ثالثاً استعمل هذا الزئبق الأحمر في تحضير الجان ، وأن هذا
الجان قادهما إلى الآثار المدفونة تحت منزل أحدهما .
لحد الآن لم يثبت وجود مادة تدعى "الزئبق الأحمر" حيث اختلفت
التفسيرات والتكهنات بشأنها، ولكن مما لا يدعو للشك أن الإجابة عن حقيقة وجود
"الزئبق الأحمر" موجودة في ملفات سرية للغاية لم يتم الكشف عنها وربما
تمس الأمن القومي لدول مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من تناول
وسائل الإعلام كقناة الجزيرة الفضائية لذلك الموضوع في برنامج "سري
للغاية" إلا أنه يطرح مجرد تكهنات وفيما يلي سرد لتلك التكهنات:
مادة الزئبق الأحمر موجودة فعلاً وتستخدم في صناعة القنبلة النووية :وهذا
التكهن يستند على ما يلي :وقع بين أيدي المحقق الصحفي البريطاني " غوين
روبرتس " تقرير أعد لعناية " يوجيني " وزير الخارجية الروسي الذي
كان وقتئذ على رأس جهاز الاستخبارات الروسية عن مادة الزئبق الأحمر .وقد ذكر ذلك
التقرير أن ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي بدأ بإنتاج هذه المادة عام 1968م في
مركز " دوبنا " للأبحاث النووية ، وأن الكيماويين المتخصصين يعرفون هذه
المادة بهذا الرمز ( H925 B206 ) وهي
مادة تبلغ كثافتها ( 23 ) جراماً في السنتيمتر المكعب، وقد أحدثت هذه الدرجة
الفائقة من الكثافة بلبلة في عقول العلماء الغربيين ، إذ أنها أعلى من درجة كثافة
أي مادة معروفة في العالم ، بما في ذلك المعادن النقية
ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم في قياس درجات الحرارة تبلغ (6,13 )
جراماً في السنتيمتر المكعب ، فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلاً من
(20) جراماً في السنتيمتر المكعب الواحد . ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة
جداً وثمنه قد يصل من 100 ألف إلى 300 ألف دولار أمريكي للكيلوغرام.
الزئبق الأحمر Red Mercury ليس
بمادة وإنما اسم سري (كود) لبرنامج عسكري نووي لإحدى الدول أو كود لإحدى نظائر
البلوتونيوم أو اليورانيوم السرية والمستخدمة أصلاً في صناعة الأسلحة النووية.
هو اسم لمادة تستخدم في طلاء الطائرات العسكرية لكي تتفادى رصدها من خلال
الرادار أو ما يسمى تقنية التخفي Stealth
هو مادة مزيفة يراد بها النصب والاحتيال على المجموعات الارهابية مثل
القاعدة أو بعض دول العالم الثالث التي تريد امتلاك اسلحة نووية. حيث يروج
البائعون لها من المافيا (ربما تعمل لصالح مخابرات دولة معينة) على أنها مادة
تساعد في صنع الأسلحة النووية ولذلك تباع بأسعار عالية جداً ولكنها في الحقيقة هي
مجرد مادة زهيدة الثمن من مزيج أوكسيد الزئبق وثنائي أيوديد الزئبق أو الزئبق
مخلوط بصباغ أحمر، وهذا التكهن يستند إلى ما استطاعت الشرطة أن تعثر عليه من قبل
المهربين الذين اعترفوا بتهريب "الزئبق الأحمر" لحد الآن
.
يتحدث زاهي حواس عالم الآثار المصري الشهير لجريدة الشرق الأوسط عن أصل
قصة الزئبق الأحمر المصري فيقول:في بداية الأربعينات من القرن الماضي تم اكتشاف
زجاجة تخص أحد كبار قواد الجيش في عصر الأسرة 27 " آمون.تف.نخت " الذي
تم تحنيطه في داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث
سياسية مضطربة في عصره .وقد بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر
الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء "
آمون.تف.نخت " قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة (27) ولا يزال هذا السائل
محفوظاً في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية ، وتوجد داخل متحف التحنيط في
مدينة الأقصر . وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى
بـ "الزئبق الأحمر المصري" .
وهذه المقبرة قد التها ولم تفتح منذ تم دفنها ، وعندما تم فتح التابوت
الخاص بالمومياء الخاص بـ " آمون.تف.نخت " وجد بجوارها سائل به بعض
المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن ( ملح نطرون ، ونشارة خشب ،
وراتنج صمغي ، ودهون عطرية ، ولفائف كتانية ، وترينتينا ) .
ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة ، حدثت عملية تفاعل
بين مواد التحنيط الجافة والجسد ، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة ،
وبتحليله وجد أنه يحتوي على ( 90،86 % ) سوائل آدمية ( ماء ، دم أملاح ، أنسجة
رقيقة ) و ( 7،36 % ) أملاح معدنية ( ملح النطرون ) و ( 0،12 % ) محلول صابوني و
(0،01 % ) أحماض أمينية ، و ( 1،65 % ) مواد التحنيط ( راتنج ، صمغ + مادة
بروتينية ) .
ويضيف زاهي حواس فيقول: " أدى انتشار خبر اكتشاف هذه الزجاجة إلى
وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال منها ما تداولته الصحف قبل عدة سنوات عن
تعرض شخصية عربية مرموقة لعملية نصب عندما نصب عليه البعض بيع زجاجة تحتوي على
الزئبق الأحمر المصري بمبلغ 27 مليون دولار ، وقد حرر محضر بهذه الواقعة تحت رقم (
17768 ) إداري قسم جنحة نصب ، بجمهورية مصر العربية ".
انتشر بين أهالي قرية شبرا شهاب بمحافظة القليوبية المصرية أن هناك ساحراً
من الكاميرون يقوم بتوليد الدولارات عن طريق استخدام الزئبق الأحمر، وقد ذهب
لمقابلة الساحر بعض شباب القرية الذين يحلمون بالثراء السريع وقد استطاعوا أن
يجمعوا ألف دولار بعد أن باعوا ما لديهم وقابلوا الساحر الكاميروني داخل أحد فنادق
القاهرة، وقام الساحر بدعوتهم للعشاء وحصل منهم بعد ذلك على مبلغ الألف دولار الذي
يأخذه قبل أن يولد الدولارات عن طريق الزئبق الأحمر،
وحكى الشباب الثلاثة أن الساحر وضع الدولارات ولصق بكل ورقة ورقة أخرى
بنفس حجم الدولار الأصلي وقام بوضعها في الماء، وبعد ذلك قام بوضع مادة حمراء على
الماء أوهمهم أنها الزئبق الأحمر، وبعد ثوان تحولت الورقة البيضاء إلى مائة دولار
وسط ذهول الشباب وقد سلم الساحر بعد هذه التجربة الشباب الثلاثة ألفي دولار وطلب
منهم أن يذهبوا إلى محل صرافة ليحولوا الدولارات إلى أي عملة أخرى لكي يتأكدوا أن
هذه الدولارات صحيحة وليست مزيفة، وفعلاً حولوا الألفي دولار إلى جنيهات مصرية وهم
لا يصدقون ما يحدث.. وبهذا استطاع الساحر أن يجعل الشباب على يقين أن الزئبق
الأحمر يولد الدولارات، وذهبوا إلى القرية ليحكوا القصة لكل من يقابلهم واستطاعوا
تجميع نصف مليون جنيه حولوها إلى دولارات بعد أن باع هؤلاء المخدوعين كل ما لديهم.
وجاء الساحر إليهم في منزلهم وقام بنفس العملية السابقة ولكنه كان يأمرهم بوضع
الأوراق المولودة داخل أكياس بلاستيك وعدم فتحها إلا بعد 12 يوما نظراً لكبر حجم
كمية الدولارات، وبعد ذلك انصرف الساحر وطبعاً كان معه الدولارات الحقيقة. وبعد
المدة المحددة فتح الرجال الأكياس المغلقة ولم يجدوا غير ورق أبيض ملون، وصدمتهم
المفاجأة وسقطوا فاقدي الوعي، وظلوا يقلبون الأوراق الملونة باللون الأحمر يميناً
وشمالاً لعلهم يجدوا أي بصيص أمل، ولكن للأسف أيقنوا أنهم ضحية نصاب عالمي استطاع
أن ينصب هذه المرة على بعض المصريين الذين اخترعوا أسطورة الزئبق الأحمر. وأصبح
هذا الموضوع حديث أهالي القرية وعلى المقاهي وفي كل مكان.
. وهؤلاء الشباب الذين خدعهم الساحر الكاميروني سقطوا ضحية الطمع الذي
أفقدهم كل ما يملكون من أراض وأموال، بل كانوا قد جمعوا بعض هذا المال من معارفهم
وأصدقائهم بالقرية وأصبحوا بذلك مدينين برد هذه الأموال، ولم يفلحوا بالطبع في
العثور على ذلك النصاب الكاميروني الذي أختفي تماماً ومن المؤكد أنه سيظهر في مكان
آخر ليمارس هوايته في النصب على ضعاف النفوس... هذا هو الزئبق الأحمر الجديد الذي
يولد الدولارات.
No comments:
Post a Comment