Wednesday, October 17, 2018

دائرة ديلفوس المشتعلة



تعتبر الحالة التي وقعت أحداثها عام 1971 في بلدة ديلفوس والكائنة في ولاية كنساس الأمريكية إحدى أفضل الحالات توثيقاً في تاريخ ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) نظراً لتوفر الدليل المادي ، ورغم مرور الزمن بقيت تلك القضية فريدة بخصائصها المميزة:


بينما كان (رون جونسون) البالغ من العمر 16 عاماً برفقة كلبه المسمى (سنو بول) في مهمة لتفقد شاة شردت عن القطيع في مزرعة العائلة أصيب بالدهشة لمشاهدته يوفو على هيئة نبات الفطر في الليل. كان هذا اليوفو المعدني يحلق على بعد 23 متر تقريباً من (رون) الذي كان واقفاً وسط بعض الأشجار القريبة.


كانت توجد أنوار متعددة الألوان على الجسم الذي كان متوقفاً دون حراك على ارتفاع 50 سم عن الأرض تقريباً. حاول (رون) إلقاء نظرة قريبة، لكن الأنوار المنبعثة من المركبة كانت شديدة التوهج لدرجة إنه لم يستطع تحديد أية تفاصيل دقيقة عن اليوفو. وصرح (رون) بأن كان الجسم يصدر صوتاً وصفه بأنه يشبه هدير الإرتجاج الذي تحدثه غسالة ملابس قديمة الطراز ، بدأ اليوفو بالارتفاع نحو السماء، وبينما كان يفعل ذلك كان الضوء يزداد سطوعاً أسفله إلى درجة أن (رون) كاد يصاب بالعمى من شدة توهج الأنوار.


ما أن استطاع (رون) الرؤية بوضوح من جديد هرب راكضاً إلى منزله ليخبر والدته (إرما) ووالده (دوريل)، آنذاك أصبح اليوفو عالياً جداً ، ثم هرع والدي (رون) إلى الخارج لرؤية اليوفو واستطاعا رؤيته بلمحة خاطفة قبل أن يختفي حيث كان حجمه يماثل الحجم الظاهري القمر تقريباً. أصيب (رون) وأهله بالدهشة الشديدة لرؤيتهم دائرة (بشكل حلقة) متوهجة على الأرض تحت مكان وقوف وتحليق اليوفو تماماً. كانت بعض الأشجار في تلك المنطقة متوهجة أيضاً على نحو غريب.


تحسس أفراد العائلة المنطقة الساطعة على الأرض و وصفوها على أنها:"شيء غريب يشبه طبقة ملساء ولزجة كما لو أن التربة تبلورت مثل الكريستال"، وعندما كانت (إرما) تحاول إزالة الأتربة من على ساقها أصاب الخدر أصابعها وامتد الخدر كذلك إلى ساقها عند المنطقة التي لمستها، وقالت أنها شعرت كمن أصيب بفقدان الحس. إنتظرت عائلة (جونسون) لبعض الوقت حتى يعرفوا فيما ما إذا كان اليوفو سيعود مجدداً أم لا، لكن اليوفو لم يعد بعد ذلك أبداً. فنام أفراد العائلة في تلك الليلة حتى فجر اليوم التالي ومن ثم عادوا لمكان الحلقة ووجدوا إنها ما زالت كما كانت في الليلة السابقة. كانت الأجزاء السطحية والعميقة للتربة داخل الدائرة رطبة بسبب الأمطار التي هبطت في تلك الليلة بينما كانت التربة في جزئها الخارجي (خارج الدائرة) جافة (يابسة) على نحو يدعو للإستغراب.


قابلت عائلة (جونسون) السيدة (ثاديا سميث) وهي مراسلة صحفية لصحيفة The Delphos Republican المحلية . رافقت المراسلة عائلة (جونسون) إلى مكان الحلقة وكتبت التقرير التالي:


"كانت الدائرة جلية ومن السهل رؤيتها بكل وضوح. كما كانت التربة جافة وشكلت طبقة. بلغ قطر الدائرة أو الحلقة 2.50 متر تقريباً، وكانت التربة في منتصف الدائرة والمنطقة الخارجية طينية بسبب الأمطار الأخيرة. وبلغ عرض المنطقة الجافة من الدائرة حدود 31 سم تقريباً ولونها فاتحاً جداً. ويبدو من آثار الشجرة المحطمة القريبة أن الجسم الغريب صدمها وحطمها بالكامل خلال هبوطه أو إقلاعه".


أبلغت المراسلة الصحفية (سميث) قسم دوريات شرطة الطرق السريعة في ولاية كنساس بالحادثة وقام العمدة (إنلو) ونائبه ورجل دورية الشرطة (ياغير) بالتحقيق في حادثة الدائرة، أصدر (إينلو) البيان التالي:


"شاهدنا الشكل الدائري الذي يشبه الكعكة المدورة مع وجود ثقب في وسطها. كانت الدائرة جافة بالكامل وكان يوجد خارج حدود الدائرة طين في كل مكان. كان هناك أغصان مكسورة من الأشجار وشجرة مقتلعة من مكانها بالكامل".


تقدم شاهد آخر ليؤكد صدق رواية عائلة (جونسون)، إذ قال العمدة (إينلو) للصحافة ما يلي:


بتاريخ 3 نوفمبر من عام 1971 صرح (ليستير إينزبيرغر) القاطن في عمارة رقم 416 من شارع (أرغيال) في مدينة (مينابولويس) لرئيس الشرطة (ليونارد سيمبسون) أنه شاهد عند حوالي الساعة 7:30 مساءٍ بتاريخ 2 نوفمبر من عام 1971 نوراً باهراً هابطاً من السماء فوق منطقة ديلفوس "


قام الباحث (تيد فيليبس) بأخذ وجمع عينات من التربة من منطقة الدائرة المتوهجة التي من المفترض أن اليوفو حط عليها وأخضعت للتحليل من قبل 7 مختبرات مستقلة وأظهرت جميع هذه الإختبارات وجود مادة تشبه تركيب مادة فطرية وللأسف لم تكن النتائج حاسمة للكشف عن طبيعة مكونات المادة في منطقة الدائرة وما زال الجدل دائراً حولها. ومع ذلك يرى بيلي بوث أحد الباحثين والمهتمين بدراسة ظاهرة اليوفو أن:"قصة الدائرة المتوهجة في (ديلفوس)- ولاية كنساس هي واحدة من أفضل الحالات لتعقب البرهان في تاريخ اليوفو كله حيث لا يمكن وضع اللوم على أي مسبب طبيعي لهذه الدائرة في مزرعة عائلة (جونسون)".


بعد إنقضاء 4 أيام على مشاهدة (رون) لليوفو ، أحس (رون) بألم في عينيه ولازمه صداع وعانى من كوابيس متعددة طوال أسبوع، وزعم بعدها بأنه اكتسب قدرة غير عادية (ما فوق حسية) منذ مواجهته مع اليوفو ، وزعم أنه بعد وقت قصير من مشاهدته لليوفو تواجه مع فتاة مستئذبة Wolf-Girl لها شعر أحمر بري وترتدي معطفاً ممزقاً كانت قد لاذت بالفرار عندما حاول الإقتراب منها وكانت تركض على قوائمها الأربعة !


من غير الواضح كيف أتت قدرات (رون) غير العادية التي يزعمها ؟! لكن إن كان صادقاً فعلاً في قوله فهل هي نفس الفتاة المستئذبة التي رأتها عائلة ستوتس وآخرون قبل ثلاث سنوات من حادثة اليوفو في نفس البلدة (ديلفوس)؟ وإن كانت هي نفس الفتاة فمن تكون ؟ هل هي طفل منبوذ ، متشرد أم مخلوق غريب له صلة بحادثة اليوفو ؟ أم أن كلاً من قصة الفتاة المتوحشة وحادثة اليوفو مجرد أكذوبتين ؟


أظهر آخر بحث أن قصة الفتاة الذئب جرى إختلاقها برمتها من قبل فتية من السكان المحليين (ربما ناجم عن شعورهم بالضجر) ومن ثم خرجت القصة عن السيطرة وتبلبلت في ألسنة الناس. وربما أيضاً استلهمت من قصة مواجهة (رون جونسون) مع الفتاة المستئذبة الشقراء التي إختلقها بدوره.


ويدور تقرير غريب آخر يعود تاريخه إلى أوائل ربيع عام 1971 حول مزاعم لدى القاطنين في مناطق مجاورة في ولاية ألاباما الأمريكية عن مواجهات مع امرأة مستئذبة Wolf-woman تتجول ليلاً حيث وصفت على أن القسم العلوي منها بشكل امرأة أما قسمها السفلي فهو على شكل ذئب. حاولت الشرطة تقصي أمر تلك التبليغات والتقارير إلا أنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة ومن غير المستغرب إعتبارها لتلك المشاهدات أكاذيب ملفقة أو مخلوقات راسخة في الذاكرة الشعبية (الفلكلور).



No comments:

Post a Comment