تأتي معظم التفسيرات الأقرب للواقع لأحداث الاختفاء الغامض في مثلث برمودا
متماشية مع ما أقرت به القوات البحرية الأمريكية وخفر السواحل، تتناول تلك
التفسيرات الخطأ البشري وظروف البيئة، لطالما شهدت تللك المنطقة معدلاُ مرورياُ
عالياُ من قبل الهواة والمبتدئين من ربان السفن وملاحي الطائرات ومن المنطقي أن
تؤدي زيادة الحركة المرورية إلى زيادة عدد الحوادث أو حالات الاختفاء.نورد فيما
يلي الأسباب المحتملة لتلك الحوادث والتي تعطي تفسيرات ممكنة لفك اللغز:
تتميز منطقة المثلث بأنها عرضة لعواصف عنيفة وغير متوقعة وتغيرات مناخية
مفاجئة، تلك العواصف الشديدة والقصيرة المدة في آن معاً تنشاُ في فترة زمنية قصيرة
كما تختفي بسرعة لدرجة عدم تمكن القمر الصناعي من رصدها بدقة حيث يمكن للدوارات
المائية العملاقة الكثيرة الشائعة الحدوث في المنطقة أن تغرق السفن بسهولة أو حتى
أن تدمر طائرة مارة بالقرب منها. والدوارة المائية عبارة عن إعصار يحدث على سطح
المحيط ويرمي بمياهه بعيداُ في السماء ولمسافة تتجاوز آلاف الأقدام، وبعض
التفسيرات الأخرى تلقي باللوم على المؤثرات البيئية كالزلالزل التي تحدث في أعماق
المحيط والتي يمتد تأثيرها لإحداث أمواج عملاقة بارتفاع 100 قدم! كما تلعب تضاريس
أعماق المحيط دوراُ مهماُ فهي تتراوح من انحدارات انسيابية وخفيفة في الطبقات
القارية إلى جروف شديدة الإنحدار. وفي الواقع يوجد في منطقة المثلث أكثر الأخاديد
عمقاُ في العالم ! لذلك يتعذر إيجاد الطائرات أو السفن الغارقة. وأيضاُ لا ننس
تيارات الخليج الكاريبي التي تحدث في منطقة المثلث فهي عنيفة ومضطربة تشكل تحدياً
في توجيه السفن والطائرات خاصة بالنسبة للملاحين القليلي الخبرة حيث سجلت سرعة
التيار بـ 5 أميال
في الساعة في بعض المناطق وهي سرعة كافية لرمي الملاحين مئات
الأميال إن لم يأخذوا الاحتياطات اللازمة ويمكن لذلك أن يمحي أي أثر كدليل على
الكارثة.
تلك النظرية تفسر على الأقل بعض حوادث الاختفاء في منطقة المثلث، حيث
اكتشف علماء من جامعة كارديف وجود قوي ومركز لغاز الميثان المحبوس في قاع المحيط،
ينتج ذلك الغاز نتيجة موت الكائنات البحرية وتحللها بفعل بكتريا تطلق ذلك الغاز
وبالنتيجة يتراكم بشكل طبقات صلبة تشبه الثلج تدعى الميثان"، تحبس طبقات
الثلج غاز الميثان بداخلها ويدرس العلماء حالياُ وسيلة لاستخدامها كطاقة بديلة.
باستطاعة مخزون الغاز أن ينطلق من القاع على شكل فقاعات إلى سطح المياه بغضون ثوان
قليلة ودون سابق إنذار فأن مرت سفينة في تلك المياه فأنها ستغرق على الفور بسبب
انخفاض كثافة الماء نسبة لكثافة السفينة ومن المعروف أن الأشياء تطفو على الماء
بسبب انخفاض كثافة أجسامها نسبة لكثافة الماء في وحدة الحجم، ويمكنك تجربة ذلك من
خلال ضخ الهواء في حوض ماء حيث ترى غرق الأشياء التي كانت طافية. كما يمكن لفقاعات
ذلك الغاز أن تشعل النيران في جسم الطائرات لدى انطلاقها من السطح باتجاه السماء.
كما فسر العالم الجيولوجي بيل ديلون حوادث غرق منصات التنقيب عن النفط في
المحيط إلى تلك الغازات.
على الرغم من أن القراصنة أمثال ذو اللحية السوداء وجاك سبارو (قراصنة
البحر الكاريبي) يعتبرون سبباُ بعيد الاحتمال وخيالياٌ لحوادث الاختفاء إلا أن
القراصنة الجدد يمكن أن يكون لهم دور في ذلك ،ففي السبعينيات والثمانينيات استخدم
القراصنة زوراق لتهريب المخدارت.
No comments:
Post a Comment