قبل طلوع الفجر في 12 سبتمبر 1995 قام رجل هندوسي في معبد كائن في جنوب
مدينة نيودلهي في الهند بجلب حليب ليكون تقدمة إلى صنم غانيشا (له شكل الفيل)
والذي يعتبره الهندوس أحد ألهتم الكثيرة ، حيث ملأ من الوعاء ملعقة من الحليب
وقدمها باتجاه فم التمثال وحدث أن الحليب اختفى من الملعقة وكأنه جرى ارتشافه من
قبل الصنم! وعند منتصف النهار كان ذلك الخبر قد انتشر في جميع أنحاء الهند و كذلك
في المعابد الهندوسية في بريطانيا وكندا والنيبال وفي مدينة دبي. وحاول الهندوس
تكرار ما حدث عبر تقديم الحليب إلى أصنامهم وكان الحليب فعلاً يختفي ! وأعلن
المجلس الهندوسي العالمي حينها أنها معجزة! وعلى إثر ذلك اندفعت أفواج كبيرة من
الهندوس حاملين معهم الحليب باتجاه معابدهم مما أدى إلى إختناق مروري في مدينة
نيودلهي حيث شهدت مبيعات الحليب ارتفاعاً حاداً وفي نيودلهي وحدها تم بيع أكثر من
25000 كرتون من الحليب، ووصلت ألأعداد الغفيرة من الهندوس لتمتد لأكثر من ميل
واحد. بعض الهندوس أكدوا بأن تلك الظاهرة قد توقفت قبل انتهاء النهار وأن أصنامهم
رفضت تقدمات الحليب حسب ما يزعمون. بينما الظاهرة استمرت لعدد من الأيام في
المعابد الواقعة خارج الهند.حيث لم يتم الإخبار عن أي ظاهرة من تلك النوع بعد
بداية شهر أكتوبر.
بهدف السعي لتفسير تلك الظاهرة قام وفد من العلماء الهنود من وزراة العلوم
والتكنولوجيا بزيارة المعبد في نيودلهي وقدموا حليباً يحتوي على ملونات غذائية إلى
الصنم ولاحظوا بوضوح أنه عندما يقل مستوى السائل في الملعقة ويختفي فإن السائل
يغطي/يبلل الصنم في مكان وضع الملعقة وووصلوا إلى استنتاج مفاده أن التوتر السطحي
للحليب يقوم بسحبه للأعلى وخارج الملعقة قبل أن تقوم الجاذبية الأرضية بإنزاله على
مقدمة الصنم وهي خاصية معروفة في علم فيزياء السوائل تعرف بالأنبوب الشعري أو
الأواني المستطرقة.لم يثني ذلك التفسير العلمي همة الهندوس ولم يقلل من عدد
المتدافعين إلى المعابد.
فسرت مجموعة من الباحثين أسباب تلك الظاهرة إلى الهستيريا الجماعية كما
حدث في عام 2001 ، حينها انتشر خبر "الرجل القرد" وتناولت الصحف تلك
الحادثة وروجت لها وأصبحت حديث العالم من خلال طرحها في شبكات الأخبار كـ
CNN و BBC و نيويورك
تايمز، وغيرها، واتضح أن نيمي تشاند جاين والمعروف بـ جاندراسوامي روج لتلك
الإشاعة بهدف لفت انتباه العالم عن الاتهامات الموجهة إليه وقتها.
عادت الظاهرة مجدداً في 20 و 21 أغسطس من عام 2006 وحدثت بنفس الأسلوب
وأوضحت التقارير أنها حدثت فقط لأصنام غانيش، شيفا و دورغا (آلهة عند الهندوس) ،
حيث بدأ ذلك مساء في معبد أتار براديش وانتشر الخبر منه في انحاء الهند، كما أصر
المتشكيين على ظاهرة الأنبوب الشعري كتفسير وحيد لتلك الظاهرة، عادت تلك الظاهرة
مجدداً بعد عدة أيام من تقارير تحدثت عن تحول ماء البحر إلى مذاق حلو مما خلق
هستريا جماعية في مدينة مومباي.
No comments:
Post a Comment