في صيف عام 1985 انتشرت مزاعم تفيد أن تماثيل منحوتة تصور السيدة مريم
العذراء عليها السلام كانت تتحرك من تلقاء ذاتها ، حدث ذلك في أيرلندا إلى درجة
أنها أصبحت تعرف بظاهرة "التماثيل المتحركة"، آنذاك وصفها الكثتيرون بـ
المعجزة ، ففي شهر يوليو (تموز) من عام 1985 زعم أحد المراقبين في بلدة ريفية تدعى
"بولنسبيتل" أنه رأى تمثالاً للسيدة العذراء يتحرك من تلقاء ذاته على
جانب الطريق ، وبعد فترة قصيرة توالت حوادث أخرى مشابهة في بلدة "ماونت
ميلوري" و "كاونتي وترفورد" ومناطق أخرى.
تجمع آلاف الناس قرب تلك التماثيل ليؤدوا صلاتهم لكن الكنيسة الكاثوليكية
بقيت متحفظة ومتشككة بذلك الأمر ، كما أن التمثال في بلدة "بولنسبيتل"
تعرض لأضرار متعمدة من قبل معارضين كانوا ضد فكرة عبادة الأوثان أو تمجيد التماثيل
لكن آخرين استطاعوا ترميمه وإصلاحه. يتمركز التمثال الذي يأخذ حجم امرأة على مسافة
1.6 كيلومتر
من "بولنسبيتل"عبر طريق كينسايل في وادي صغير وعلى قمة تلة ترتفع 4 أمتار فوق الطريق ومحاطاً
بسور صغير (درابزين) مصنوع من حجارة إسمنتية كبيرة مزرقة ومنقوش عليها عبارة
"الحامل التقية " وعبر الوادي هناك منحدر عشبي مع بعض المقاعد وفي
المقدمة هناك صندوق لجمع الهبات والتبرعات ، وملاحظة مطبوعة قرب الغار تقول
:"الهدف من المحافظة المستمرة على التمثال هو لحث سكان "بولنسبيتل"
على تبجيل السيدة العذراء ولإشاعة الإيمان في نفوس من يمروا عبرها".
تقول
سيدة تدعى "كاثي اوماهوني" أنها كانت تمشي ليلاً باتجاه التمثال أعلى
التلة في 22 يوليو وخلفها ابنتيها وعندما اقتربت من التمثال شاهدت الحياة تدب في
التمثال فتحركت يدي السيدة العذراء وبيدها السبحة كما تقول، وعندما سئلت عن ردة
فعلها أجابت أنها شعرت بالأمان و السلام ، انتشرت قصة التماثيل في أنحاء أيرلندا
وبدأ الناس يتوافدون إلى بلدة "بولنسبيتل" آتين من العاصمة دبلن ومدينة
بلفاست وبأعداد تصل إلى ربع مليون شخص، بعضهم أتى بدافع الفضول وأخرون بدافع
الإيمان ، فتجمهروا في المكان وأعينهم متجهة نحو الأعلى لملاحظة أي حركة في
التمثال، وزعم 7 أشخاص من أصل 10 أتوا للمكان أنهم لاحظوا حركة في التمثال .
في يومنا هذا نسي أغلب الناس قصة تلك التماثيل أو صرفوا النظر عنها
باعتبار أنها كانت حالة من الهستيريا الجماعية سيطرت على الجموع الغفيرة فقد يكون
الإنسان أسير ما يعتقد به فيهيأ له ما لا وجود له، بينما اعتبر آخرون أن الرؤى
حدثت قرب وقت الغسق الذي يسهل فيه خداع النظر حيث يحيط برأس التمثال عدد من
المصابيح الزرقاء على شكل هالة النور. ولا يخفى أن للتماثيل المتحركة استخدامات
أخرى كالإعلان التجاري وأحد الأمثلة على ذلك هو حلقة من مسلسل سيمبسون الشهير التي
كانت بعنوان "ليزا المتشككة" حينما استخدم تمثال بشكل ملاك بهدف تسويقي
في مناسبة افتتاح مركز للتسوق. تستخدم تلك التماثيل عادة في مناسبات كروبوتات تمثل
شخصيات كرتونية أو أيقونات تجسد لشخصيات مشهورة .
No comments:
Post a Comment