هي ظاهرة غريبة يزعم فيها رؤية شبح له نفس مواصفات شخص حي موجود وكأنه
مستنسخ عنه أو انعكاس الشخص نفسه، كلمة الشبيه Doppleganger هي كلمة ألمانية الأصل وتعني الشبيه. ولهذه الظاهرة صلة قريبة
بظاهرة أخرى تدعى التواجد المزودج Bilocation أو حتى
التواجد المتعدد Multilocation وهي عبارة عن رؤية شبيه
الشخص في أكثر من مكان وفي نفس الوقت.
وتشبه تلك الظاهرة ما يعرف باسم القرين في التراث الإسلامي.
إن فكرة وجود كائن آخر يحوم في الأرض له نفس مواصفات شخص موجود برهنت أنها
لم تكن مذهلة فحسب بل أيضاً مخيفة للبشر خلال مئات السنين الماضية. فالملكة
إليزابيت الأولى وقبل وفاتها بوقت قصير كانت تراودها رؤى ترى فيها نفسها أمامها
مستلقية وشاحبة الوجه
وكذلك الألماني يوهان ولفغانغ الواسع الثقافة يروي أنه عندما كان في طريقه
إلى دروسينهايم رأى نفسه (شبيهه) يلبس ملابس رمادية مزركشة بأطراف ذهبية وكان
الشبيه يتجه نحوه وبعد 8 سنوات من تلك الحادثة أدرك أنه كان يلبس نفس الملابس التي
كان قد رآها بالضبط قبل 8 سنوات وفي نفس الطريق إلى دروسينهايم. الملكة كاترينا في
روسيا القيصرية رأت صورتها تقترب منها فأصيبت بالهلع وأمرت جنودها بإطلاق النار
على الشبح الذي يشبهها عسى أن يختفي ولكن دون جدوى. يظن بعض الناس أن ذلك الشبيه
هو تجسيم لنفس الشخص أو نوع من Aura الهالة التي
تتولد في عالم ميتافيزيائي في بعد آخر من المكان. وبعضهم الآخر يعتبرها خرافة
ويربطها بالفلكلور والتراث الشعبي أو حالات نفسية أو فيزيائية. من المعروف أن
الشبيه لا يظهر له أي ظل على الأرض أو انعكاس، ولكن الكثير من الصور تظهر انعكاساً
شفافاً في زجاج النوافذ أو الماء. ومن غير الحكمة التحدث إلى الشبيه أو محاولة
الاتصال معه، يزعم إيب لينكولن أنه رأى وجهاً مزودجاً في المرآة أحدهما لشبيهه
والآخر له.
في شهر سبتمبر من عام 2006 نشرت مجلة Nature الشهيرة دراسة قام بها شهر أرزي وزملائه من مستشفى جامعة جنيف
في سويسرا، حيث قام الباحثون وبشكل غير مقصود بمحاكاة نفس تأثيرات ظاهرة الشبيه
Doppelganger Phenomena من خلال الاستثارة الكهربائية
لدماغ مريضة عبر الأمواج الكهرومغناطيسية وذلك في الجهة اليسرى لمنطقة تدعى
Temporoparietal Junction (وهي منطقة مرتبطة بأخذ وجهة
نظر الشخص الآخر – ومن المعروف أنها تكون أقل نشاطا ً بين الأفراد الذين يعيشون
بشكل منعزل مقارنة ً بالأفراد الاجتماعيين عند مشاهدتهم صور أشخاص في وضعيات غير
سعيدة)، أحست المريضة عند التجربة بوجود شخص خلفها مباشرة !وصفته بأنه صغير السن
وجنسه غير محدد وكان صامت وبلا حراك وجسمه يشبهها تماماً. وعندما أعيد تطبيق
الاستثارة الكهربائية لنفس المنطقة في دماغ المريض ولكن هذه المرة بشدة أعلى أحست
المريضة بشخص "رجل" كانت يلفها بذراعيه عندما كانت جالسة، وعندما طلب من
المريضة أن تخضع لاختبار لغوي من خلال مجمعوعة من البطاقات أمامها أحست ثانية بوجود
رجل آخر يحاول التدخل في الاختبار وكان إلى يمينها لحظة تطبيق الاستثارة
الكهربائية مرة أخرى. قالت المريضة للباحثين :" يريد أن يأخذ البطاقة ولا
يريدني أن أقرأها ". ونتيجة لذلك الاختبار وصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن
السر وراء الشعور بشبيه هو فشل منطقةTemporoparietel Junction من القيام بوظيفتها بدلاً من التفسير النفسي التقليدي المتعلق
بأوهام ذاتية.
No comments:
Post a Comment