Tuesday, October 23, 2018

الغدة الصنوبرية وتاثيرها على رؤية الجن


أستطيع أن أقول من خلال ما جمعت وقرأت ومن تجارب الناس حول رؤية الجن أو الأشباح أو المخلوقات الفضائية ومهما اختلفت التسميات بأن تلك الرؤية مقتصرة على أناس معينين دون سواهم وإن تواجد معهم آخرين في نفس المكان ونفس الزمان حيث يندر جداً أن يشاهدها أكثر من شخص في نفس الوقت والمكان مما يعني أن رؤية الجن هي في الواقع رؤية ذهنية وليست فيزيائية نراها بأعيننا (وإن حدث ذلك في حالة اليقظة التامة) نظراً لطبيعتهم الإشعاعية لأنهم مخلوقين من نار وليست من مادة أرضية محسوسة ، والملاحظ أن رؤى الجن والأشباح يزداد حدوثها لدى الإنسان في أعمار صغيرة كسنين المراهقة المبكرة وأيضاً لدى النساء أكثر من الرجال ومع أننا لا نستطيع تحديد ماهية الجن مادياً وفقاً لعلوم اليوم إلا أنه من الثابت والواضح أن لهم تأثيرات ملحوظة على الحقول المغناطيسية والحرارة الإشعاعية ، وهذا ما أثبتته تجارب فرق التحقيق العديدة في الأماكن التي توصف بأنها مسكونة بالأشباح أو عمار المكان (تبعاً لثقافة الناس)، إذ سجلت الأجهزة والكاميرات أطيافاً وشذوذات في فيض الأشعة تحت الحمراء وفي الحقول المغناطيسية عند بقع مكانية محددة ، واتضح حديثاً ومن خلال الإحصاءات أن للحقول المغناطيسية تأثير على ما نراه من أحلام غريبة (إقرا عن صلة الأحلام بالحقول المغناطيسية )   وهي أحد أشكال الأحلام التي وصفت في عدد من الأحاديث الشريفة على أنها رؤى من الشيطان والشيطان من الجن كما نعلم.


إذن يمكن القول بأن الجن مخلوقات ذكية تملك تحكماً كاملاً بتلك الأمواج أوالذبذبات لتؤثر بها على ما يراه الإنسان طالما أنها بالأصل مخلوقة من النار والنار في النهاية هي أمواج مغناطيسية تقع تردداتها في مجال الأشعة تحت الحمراء والطيف المرئي. ولكن كيف تؤثر تلك الأمواج التي تتلاعب بها تلك المخلوقات الذكية في ما يراه الإنسان ؟ قد تكمن الإجابة في الغدة الصنوبرية الموجودة في دماغ الإنسان.


ظلت الغدة الصنوبرية والتي تعرف علمياً باسم Pineal Gland والواقعة في جذع المخ بين نصفي الكرة المخية لغزاً محيراً للعلماء و الفلاسفة القدامى ليس فقط لموقعها المتميز في منتصف مخ الانسان بل و أيضاً لصفاتها التشريحية المتميزة فأطلق عليها العلماء اليونانيين القدامى : مركز الاتصال بين العالم الحسي و عالم الخيال ، و قال عنها رينيه : أنها مستقر الروح الانسانية حتي أتي العالم أرون ليرنر الذي صنع طفرة باكتشافه هرمون الميلاتونين و الذي تفرزه تلك الغدة و اكتشف وظائفه داخل الجسم. ومن وظائفها المعروفة نذكر:


1-     تحكم بحقل الرؤية : تتحكم الغدة الصنوبرية في ايقاع الجسم بصورة عامة .وهي تعمل في تناغم شديد مع مهاد المخ ( الهيبوثلامس ) حيث يتحكم الضوء في كم وافراز هذه الغدة فتفرز هرمون الميلاتونين كما تحتوي الغدة الصنوبرية علي خريطة كاملة لحقل و مجال الرؤية من كلا العينتين مما ينبهها للتحكم في افراز الميلاتونين عن طريق كمية الضوء الداخلة اليها لذا تعارف العلماء علي تسميتها بالعين الثالثة.


2-     ساعة بيولوجية: تعمل الغدة الصنوبرية كساعة بيولوجية داخل جسم الانسان تنظم له وقت النوم و الاستيقاظ و هذا يفسر لنا لماذا يحتاج الفرد لعدة أيام للتأقلم مع فرق التوقيت عند السفر من دولة إلى أخرى ، فبتغيير وقت النوم و الاستيقاظ يضطرب افراز الميلاتونين المعتاد .


3-     تحكم بالرغبات : تنظم الغدة الصنوبرية الجسم بشكل عام فيما يتعلق برغبات الإنسان من العطش أو الجوع أو الرغبة الجنسية فهذه الاحتياجات كلها تتأثر بمستوي الميلاتونين في الدم ، ولوحظ أيضاً أن الغدة الصنوبرية تتحكم بمواسم التزاوج عند الحيوانات والتي تحدث على فترات منتظمة


لدى دراسة الملامح المشتركة لحالات المس من الجن والقصص التي تدور حول مشاهدة الجن يمكن القول بأن الغدة الصنوبرية قد تكون المدخل المفضل للجن للتلاعب بسلوكيات الإنسان ورغباته والرؤى التي تراوده (فقط إن توفرت لديها الأسباب والمحفزات) لتتدخل في حياة بعض الأشخاص الذين يوصفون بأن لهم شفافية عالية أو قدرات فوق حسية Psychic تمكنهم من الإتصال مع ذلك العالم المجهول دون سواهم من البشر الآخرين فيطلقون عليهم اسم "وسطاء روحانيون" ،و قد يكون للعلم كلمته في هذا الشأن عندما تجرى أبحاث موسعة تدرس تأثير الحقول الكهرومغناطيسية الخارجية على الغدة الصنوبرية.


أشكال الجن في الرؤى


بحسب التقارير والتجارب الواقعية التي عاشها أناس والذين شاهدوا أشباحاً أو تجسدات غريبة لمخلوقات يمكن القول أن الجن لها أشكال عديدة ومختلفة فمنها ما يكون له أشكال بشرية وفي بعض الحالات قد تتجسد بهيئة أشخاص مقربين من الشخص الذي يشاهدها ، و منها ما يأخذ أشكال حيوانات سوداء اللون كالقطط والكلاب   والثعابين، وقد تتفاوت أحجامها أيضاً فمن الممكن أن تكون صغيرة جداً كالأقزام أو ما يسمى Fairies تشبه الفراشات مع أن لها شكل شبه البشر، أو قد تبدو عملاقة أو تتخذ حجما متوسطاً.


وهناك أيضاً أشكال تشبه ما اصطلح عليه اسم "المخلوقات الفضائية" التي تتميز برؤوس وعيون كبيرة كعيون الحشرات وفم صغير وأذن صغيرة والتي يزعم بعض الأشخاص أنهم تواجهوا معها وقامت بخطفهم ). وبعضهم يرى تلك مخلوقات لها أشكال بشرية شاذة كأن تكون مزيجاً من السحالي والبشر Repitalian ، أو أن تكون خالية من الشعر ولها آذان مدببة على غرار ما نشاهده في فيلم Lord of Rings ، أو تضخم في أحد أعضاء الجسم كالأنف والعينين ، أو أن يكون لها أرجل تشبه الحوافر على غرار الأساطير الشائعة كأم الدويس وعائشة قنديشة    وغيرها.


ومن الجدير بالملاحظة أن هناك إختلافاً في شكل الجن تبعأً لثقافة الشخص ففي الغرب تكثر قصص أصحاب الظلال السوداء والمخلوقات الفضائية . بينما تكون تلك الصور في الشرق بعيدة عن ذلك . فهل هذا بسبب إختلاف قبائل الجن والمكان ؟ أو أن الجن يعلم ثقافة الشخص فيسلك السبل الأقرب لكي يتلاعب في ذهن الشخص ؟ خصوصاً أن القرآن الكريم ذكر أن لكل إنسان قريناً من الجن ، ومن المعروف أن القرين يرافق الإنسان طيلة حياته فيعرف عنها الكثير ويحاول التأثير فيها وحتى إنتحال شخصيته المتوفاة أو الباقية على قيد الحياة في جلسة لإستحضار الأرواح !


مما تقدم يتضح أن للجن قدرة عظيمة على تغيير شكله الذي يظهر في الذهن وليس بالعين المجردة، وقد نجح فعلاً الأطباء في استثارة ذكريات قديمة لدى الشخص من خلال التنبيه الكهربائي الموجه إلى مناطق معينة في الدماغ حيث أخبرهم الشخص بأنه عاش وشاهد وأحس بأمور بعد إنتهاء التجربة. وقد تسلك الجن سبيلاً مشابهاً فتنبه تلك المناطق أو تتلاعب بها وتنقل لها صور وروائح واحاسيس ..الخ. وكما هو معلوم بأن الجن قبائل وأقوام متعددة كالبشر إذن ربما يختلف شكلها بحسب القبيلة التي تنتمي لها. ولكن لا أحد يعرف على وجه الدقة شكلاً موحداً أو نهائياً لهم إذ يجيدون بكفاءة فن التمويه وحتى إنتحال الشخصيات المعروفة والتاريخية منها خصوصاً في جلسات إستحضار الأرواح فهذه هي لعبتهم التي يبرعون فيها، قد يؤثر الجن سلباً أو إيجاباً فليست كل الرؤى مخيفة أو مرعبة بل قد تجلب في بعض الأحيان الطمأنينة والإرتياح كأن تظهر كمخلوقات وديعة أو توصف على أنها نورانية وفائقة الجمال.


علم النفس يرى أن تلك الرؤى إنعكاسات عن حياتنا اليومية أو مخاوفنا أو رغباتنا ولكنه لا يملك الجواب عن الشيئ الماورائي الذي أيقظها في عقولنا ، علم النفس يبحث في النتائج وأعتقد أن للموضوع وجهان في نفس الوقت : الأول "ما ورائي" ومرتبط بعالم الجن والشياطين التي يؤمن بها العديد من الناس والتي ذكرتها الكتب السماوية والثاني "نفسي" وهي نتائج أو مفاعيل ذلك العالم ويعبر عن النفس بمخاوفها ورغباتها .


ويبقى السؤال الأصعب هنا: كيف نستطيع الفصل بين رؤية سببها مخلوق ما ورائي (الجن) وبين الخيال الخصب لدى الإنسان والذي كان وراء إبداعه وتميزه في هذا العالم سواء أكان علمياً أدى إلى الإبتكار والإختراع أو أدبياً أو فنياً ؟


No comments:

Post a Comment