الكثيرون ممن يدعون القدرة على ممارسة السحر
لا يعرفون شيئاً عن حقيقته، لأن السحر الحقيقي والعميق الأثر لا يتم إلا بمساعدة
شيطانية محضة، ومن البديهي أن لا يقدم الشياطين للبشر تلك الخدمات بشكل مجاني ما
لم يلتزم البشر بالمقابل بتقديم خدمات إلى الشياطين لا تنتهي إلا بموت الساحر.
ومع ذلك فتوجد عدة طرق يمكن للساحر أن يتبعها
لمقابلة الشيطان (على غير صورته الأصلية طبعاً)، بعد أن يكون قد استعد لذلك وانتهى
من مطالعة كتب السحر التي يعتقد صوابيتها وقام بتنفيذ تعاليمها كلها.
وبطبيعة الحال فإن ما سنورده في هذا البحث،
والمنقول عن (الموسوعة العالمية للسحر)، ليس بالضرورة أن يكون دقيقاً، فقد يكون
نوع من هلوسات السحرة الذين أدلوا باعترافاتهم تحت وطأة التعذيب) إلا أن من
يقدم الأضاحي البشرية من أجل السحر، ويهب نفسه للشيطان، يمكن له أن يكون على هذه
الدرجة التي سنراها من الانحطاط. فمن بين الطرق الكثيرة للقاء السحرة بالشيطان،
نذكر هنا بعض الطرق الغريبة التالية:
يخرج الساحر في ليلة مقمرة بعيداً عن العمران
عند انتصاف الليل، ويختار أحد البيوت أو الخرائب المهجورة والأشد وحشة، فيخلع
ملابسه حتى يصبح عارياً كما ولدته أمه، ثم يرسم دائرة كبيرة وينقش داخلها وخارجها
وفي محيطها أشكالاً و رموزاً و طلاسم و أسماء الأرواح الخبيثة والشياطين التي قرأ
عنها. ثم يوقد شمعتين ويسرق إناء فضياً ويشوه منظره ويلوثه ويضعه وسط الدائرة، وبه
حبوب نباتات معينة، فينحني ويقفز داخل الدائرة كالقرود وهو قابض على الشمعتين
بكلتا يديه، وينشد أناشيد الشياطين و يتلو التعويذات الجهنمية كما قرأها حتى يبلغ
غاية التعب فيجلس القرفصاء داخل الدائرة وهو يقرأ أو يتلو التعاويذ و ينشد, ويلوح
للشيطان في الفضاء بالعقد ويقرأ نصوصه ويجتهد ويلح ويكثر من القفز والقراءة
والتلاوة ويكمل بقية الطريقة.
وفي هذا الوقت يكون مندوب الشيطان مراقباً له
حتى يتأكد من أن الساحر جاد حقيقة في أتباع الشيطان فيظهر له على شكل أو صورة ما،
ويستلم منه العقد ويأمره بالحضور إلى حفلة تعميده في الليلة التي سيحددها له (عمدة
السحرة).
طريقة 2
وهي حضوره كما أسلفنا في مكان مهجور موحش
ويصطحب معه حيوانات معينة ويجلس عارياً ويذبح تلك الحيوانات بترتيبها المذكور في
الكتب وهو يتلو التعاويذ والأناشيد أثناء الذبح ويجمع دماءها في زجاجة قذرة ثم
يلقي بجدي ذبحه معها في الخلاء بالقرب منه كهدية للشيطان، ثم يستعطف ويلح في طلب
عبادة الشيطان حتى يظهر له أخيراً ويسلمه العقد مكرراً إخلاصه، فيستلمه منه وينبه
عليه بمقابلة (العمدة) في منطقته لتحديد ليلة التعميد.
طريقة 3
وهي أن يقصد الساحر قبل شروق الشمس إحدى
الغابات أو الحدائق ويختار شجرة عقيمة لا تثمر نباتاً ويقطع منها غصناً بمبراة
جديدة لم يسبق استعمالها من قبل. وفي اليوم التالي يقصد غرفة خاصة له في منزله
ومعه هذا الغصن وحجر دم صغير ويخلع ملابسه جميعها ويرسم مثلث متساوي الساقين ويضع
شمعة سوداء على زاوية قاعدة المثلث ويكمل هذه الطريقة حتى يسمع صوت الشيطان ولكنه لا
يراه، حيث يأمره بإعادة كتابة العقد بمادة نتنة، ويكرر ما فعله في هذا اليوم حتى
إذا انتصف ليل اليوم الثالث حضر واستلم العقد وأمره بمقابلة العمدة. وفي صباح
اليوم التالي لاستلام الشيطان العقد من الساحر يتوجه هذا الأخير لمقابلة (عمدة)
السحرة والساحرات كما أمره الشيطان فيجد الأخير في انتظاره فيحدد له ليلة ومكان
الاحتفال بتعميده ويلقي إليه ببعض النصائح والتعليمات الواجب مراعاتها حرفياً ليلة
التعميد.
وفي الليلة المحددة يحضر جميع السحرة المراد
تعميدهم من رجال ونساء وعلى هؤلاء النسوة أن يتزين استعداداً لهذه الحفلة خصوصاً
وأن هذه ستكون آخر مرة تبتل أجسادهن بالماء أو يمسهن الصابون وغيره من أدوات
النظافة،وتقام ليلة التعميد دائماً في إحدى الجهات الخالية الموحشة أو الغابات
المخيفة أو في المغارات أو شواطئ البحار أو الصحاري المقفرة وغيرها من الأمكنة
التي يخشى فيها المرء العادي على نفسه في وضح النهار.
-
وعلى كل ساحر أو ساحرة مراد
تعميده أن يحضر معه صليباً خشبياً وقطعة من القربان المقدس, حتى إذا ما اجتمع
الجميع خلعوا ثيابهم ورسموا الدوائر السحرية بالألوان المطلوبة وقاموا بعمل النقوش
والرموز واستدعاء الشيطان والأبالسة والأرواح الشريرة الخبيثة والجان والعفاريت،
حتى إذا ما اجتهدوا في الغناء والإنشاد, والاستعطاف والإلحاح، ظهر لهم مندوب
الشيطان في شكل حيوان أو إنسان أو نصف إنسان ونصف حيوان فيقابله السحرة بالتهليل
والتبجيل ويتنافسون على تقبيل حوافره أو أي جزء من أجزاء جسده القذر. ثم يبدأ
(العمدة) في تقديم السحرة واحداً تلو الآخر لإجراء تعميدهم، ويتقدم الساحر ومعه
قطعة القربان المقدسة فيبصق عليها ويهرسها بأقدامه ويطأ الصليب أو أي كتاب سماوي
مقدس بقدميه، وهنا يُخرج العمدة حمامة أو طيراً صغيراً يتلو عليه بعض التلاوات
فينقلب الطير إلى غلام صغير, وهذا الطفل أعده العمدة قبل ليلة التعميد ليقدمه
قرباناً للشيطان ليلة الاحتفال بتعميد السحرة الجدد، ويمسك الساحر الطفل ويذبحه
وسط تهليل واستحسان السحرة ثم يلوث بدماء الطفل البريء الأجزاء الحساسة من جسده
وجسد مندوب الشيطان وباقي السحرة حتى إذا نزفت دماء الطفل جميعها ألقوا به في وعاء
كبير جداً ليستوي مع باقي المأكولات القذرة التي أتى بها السحرة لالتهامها ليلة
التعميد.
ثم يكرر الساحر لمندوب الشيطان ولاءه لسيده
وثباته على إخلاصه والإبقاء بكل ما ورد في العقد من شروط.
دمغة العهد
وهنا يبدأ مندوب الشيطان في اختبار قوة
احتمال الساحر وصدق عزيمته و واياه نحو إبليس, فيأمره بشتم الأديان علناً فيطيع
الساحر الأمر فوراً, ثم يأمر مندوب الشيطان الساحر الجديد بالركوع أمامه فيركع
وهنا يركله في رأسه ووجهه ركلة شيطانية تطيح بعقل الساحر وتسيل منها دماؤه وتختلط
بالتراب فيأمره الشيطان أن يمسح بهذا التراب الملوث بدمائه وجهه ويسلمه العقد
للتوقيع عليه بهذه الدماء فيطيع الساحر الأمر صاغراً, ويوقع على العقد ويعيده
للشيطان الذي يستلمه منه بكل ازدراء ثم يبصق على الساحر بصقة جهنمية تلتصق بأي
مكان من جسد الساحر وتكون علامة ظاهرة بحجم (قطعة النقود) غامقة اللون أو قرمزية
بارزة عديمة الحساسية حتى أن القضاة عند تعذيب السحرة كانوا يغرسون الدبابيس
الكبيرة المحماة في هذه العلامات فلا تدمى ولا يشعر الساحر بأي ألم، وإن كانت
المعمدة أنثى بصق الشيطان على أحد أجزاء جسمها في مكان حساس فتتكون نفس العلامة
كالتي عثروا عليها في ظهر الساحرة الشهيرة (أنابولين) زوجة هنري الثامن بعد
إعدامها.
فقد كانت أشهر ساحرات ذلك العصر، واستطاعت أن
تقتل كل من عارض زواجها واحدا تلو الآخر، وكانت هذه الساحرة بارعة الجمال من أكثر
الساحرات اللواتي تحدث عنهن التاريخ البريطاني، فقد كانت تقتل كل من يعارضها ولا
ينفذ أوامرها، وكانت غالباً ما تقوم بقتل ضحاياها بواسطة سموم لا يظهر لها أعراض.
لذلك كان يقال أن هذه السموم تصنع بواسطة الشياطين وهم من يقومون بدسها للضحية.
ويقال إنها في ليلة واحدة قامت بقتل 12 ساحرا وكاهناً وقسيساً. وبعد ما ينتهي
مندوب الشيطان من تعميد جميع السحرة والساحرات و يدمغهم بهذه الدمغة الإبليسية وهي
أما أن تكون على شكل قرص بارز مستدير أو رجل أرنب أو برص صغير أو عنكبوت أو ذبابة
أو ضفدعة حقيرة.
وكانت هذه الدمغة عند القبض على السحرة
ومحاكمتهم دليلاً كافياً لحرقهم وإعدامهم مهما أنكروا وكابروا, وبعد التعميد يطلق
مندوب الشيطان على كل منهم اسماً جديداً يعرف به وسط زملائه ويقيد في سجل السحرة،
والأسماء غريبة مضحكة فمن أسماء الرجال ( أمبجلي, كركع، ذيل التيس, وأبو جلمبو).
ومن أسماء الإناث (مهلوكة, أم بريز, كوع القرد،
وفلوطة) وبعد هذه التسمية يحضر أحد أعوان الشيطان على شكل حمار كبير أو دب أو ثور
عفن الرائحة فيبول على الساحر الذي يدهن كل جسده بهذه القاذورات مع إظهار الارتياح
التام لهذه الحفاوة والمقابلة الطيبة, وكل هذا يحدث وسط تصفيق وطرب وسرور الجميع الذين
يقبلون على زميلهم الجديد مهنئين.
ولإظهار شعورهم نحوه, ولزيادة الترحيب به
والمبالغة في إكرامه يحيطون به فيصفعونه على قفاه ويركله آخر في بطنه بينما ينتف
له الآخر رموش عينيه.
كل هذا يدور ويحدث للساحر وهو راكع ولا يتضجر
بل من الواجب عليه الابتسام والارتياح دليل متعته بهذه الإكراميات العديدة ويتقبل
الصفح و الركل ونتف شعره بمزيد من الاغتباط. والحق أن الركلة الأولى التي يركلها
له مندوب الشيطان تفقده الوعي بما يدور حوله ويهم مندوب الشيطان وهو يتأبط صور
العقود التي وقع عليها السحرة الجدد أمامه بالانصراف, وقبل انصرافه يكيل لكل منهم
ركلة أخرى على سبيل التحية والمبالغة في الكرم, وبعد انصراف المندوب يبدأ جميع
السحرة بالاحتفال الكبير هم ومن معهم من الشياطين والأرواح الخبيثة يأكلون ويشربون
ويسكرون ويسودهم الهرج ويرتكبون من الآثام والمعاصي ما تأنف منه أحط العاهرات حتى
تنتهي الحفلة قبل الفجر بقليل, وهي في العادة تبدأ من الساعة العاشرة ليلاً فينصرف
الجميع عائدين إلى ديارهم بعد ارتداء ملابسهم وهم مخمورين مطوحين وفي غاية المتعة
و البهجة والانشراح لأن كل منهم صار ساحراً حقيقياً يمكنه أن يقوم بخدمة الشياطين
وإطاعة أوامرهم و إلحاق الأذى والضرر بأكبر عدد من الأبرياء. ومن صباح اليوم
التالي لهذا الحفل يكون كل ساحر أو ساحرة مستعداً للعمل تماماً فيتخذ الإجراءات
الخاصة من تفصيل ملابس معينة مرسوم عليها رموز وأشكال خاصة وإحضار معدات وأدوات
السحر كما تفرضها القوانين واللوائح الشيطانية وكلها مذكورة في كتب السحر والسحرة,
ويحتفظ الساحر أو الساحرة بصورة من العقد المبرم بينهما وبين الشيطان وعليه توقيعه
في حرز أمين لا يطلع عليه أحد بتاتاً و يحافظ عليه محافظته على حياته.
علماً أن العقد المبرم بين الساحر والشيطان
هو عقد حقيقي وليس ضرب من الخيال وهو يعقد بين طرفين لإثبات بيع الساحر للشيطان
روحه ونفسه ومتاعه نظيرما يمنحه الشيطان له من القوة والمقدرة لإتيان السحر، وقد
ذكر المحامي الكبير (موريس جارسون) وهو أحد أقطاب المحاماة في فرنسا وهو مرجع
موثوق به في عالم السحر والسحرة، أن كل الالتزامات الواردة في العقد من الطرف
الأول وهو الساحر يقوم بها دون أي التزام نحو الطرف الثاني وهو الشيطان حتى لا
يرجع الطرف الأول في حالة إخلال الشيطان بمساعدته وأضاف المحامي قائلاً: (إن لدي
أحد هذه العقود).
عقود مبرمة عبر التاريخ
في عام 1619 أعدمت الساحرة الكبيرة ( ستيفون
دي أوديرت ) المشهورة بساحرة (البرنية ) وأظهرت للقاضي صورة عقد أبرمته مع الشيطان
وهذا العقد عبارة عن قطعة قذرة من جلد القط أو الكلب ملوثة ومحررة بدماء الحيض
وغيرها من القاذورات التي يستحيل على الإنسان أن يتحمل رؤيتها أو رائحتها الكريهة.
في عام 1934 تم إعدام الساحر الكبير (أوربان
جواندييه)، وقدم للمحكمة أقذر وأخبث عقد بينه وبين الشيطان وما زالت صورة هذا
العقد محفوظة بالمكتبة العمومية بباريس، ويوجد بمكتبة أبسالا صورة العقد المبرم
بين الشيطان والساحر (دانيال سالثنوس) أستاذ اللغة العبرية، ولكنه باع روحه و نفسه
فلقي حتفه سريعاً.
وبدفتر خانة كاتدرائية (جرجينتي) عقد عجيب
يقولون أنه ممهور بتوقيع من الشيطان الكبير نفسه، وقد حرره أحد القساوسة مع إبليس
بالذات، وبلغة معقدة جداً عجز عن حلها أساتذة اللغات أو ترجمتها أو معرفة أي نص من
نصوصه، وهو مكتوب سطور منحدرة هائلة ولم يفهم من العقد إلا اسم القس الذي وقع
عليه. وقد شغل هذا العقد الكثيرين من رجال الدين والقضاء وما ورد فيه من شروط
ونصوص والتزامات كما جاء في كتاب الأسقف فرانسيسكو ماريا جوتش وعنوانه: ميثاق
الساحر مع الشيطان. وقد ترجم هذا المؤلف إلى الإنجليزية ونشر بإنجلترا عام 1929.
الطريقة الرابعة
وقد نقلناها عن كتاب المعتقدات السحرية في
المغرب لمؤلفه مصطفى واعراب حيث يقول:
ينسحب الراغب بالاتصال مع الشياطين من الحياة
العادية لينغمس في حياة أخرى مسكونة بالأرواح، وهناك يختار الجني (الخادم) الذي لن
يفارقه بعد ذلك، أبداً, ولكي يرتبط بالجني لا ينبغي على الطالب أن يرى أحداً طيلة
مائة يوم ويوم، ولا أن يحلق وجهه أو يغتسل, ولا يأكل طيلة تلك المدة سوى التمر
والحليب وخبز الشعير المعجون بدون خميرة, وعليه أن يحرق عند كل مطلع ومغرب شمس
خليطاً من الملح والحرمل والشب وجلد الثعبان.
وفي تمام اليوم الواحد بعد المائة، ينظر
الساحر في معزله إلى مرآة على ضوء شمعة، فيرى بدل انعكاس صورة وجهه فيها، صورة
الجني " الخديم " , ويكون ذلك تتويجا له كفقيه معالج، وإيذاناً له
بالبدء في تدريب ميداني يتمرس خلاله على العيش مع شيطانه الذي لن يتكلم معه إلا لغة
خاصة تتضمن صيغاً لغزية. ويختتم الساحر تدريبه بدراسة العلامات التي سيستعملها في
إعداد الطلاسم، خلال حياته المهنية المستقبلية.
إن هذا المسار التكويني الغرائبي، الذي ما
زال يمارس حتى اللحظة الراهنة في بعض المدارس السرية بمدينة " سوس"
المغربية، يشبه في بعض تفاصيله طريقة أخرى لتسخير الجن في خدمة الساحر،
رواها أحد السحرة المغاربة للطبيب الفرنسي موشون، فضمنها هذا الأخير ملاحظاته حول
السحر في المغرب بدايات القرن الماضي.
فلكي يصبح المرء ساحراً (أو «طالباً» بتعبير
موشون) يطلب من الشياطين أن يبلغوا رغبته إلى السلطان الأكبر (للجن)، ثم ينسحب إلى
أحد الأودية بعيداً عن المدينة، حاملاً معه مرآة إطارها من خشب الأبنوس.
يأخذ طالب السحر تلك المرآة في يده بينما
يتمتم بأدعية والبخور يتصاعد من موقد مجاور، ويقوم بتغيير ملابسه على رأس كل ساعة
زمن، ويكتفي بأكل الخبز الذي تم إعداده من دون ملح وبقليل من الخميرة، مع التين
المجفف والزبيب. وفي غضون أيام قليلة، يظهر «الخديم» في المرآة، فيخاطب الساحر
قائلا:
لقد أزعجت كل الدار السفلي (أي عالم الجن)،
ثم يردف ناصحاً إياه: سوف ترى مرور الجيوش السبعة للسلطان سلطان الجن، طبعاً وهي
مكونة من الأفاعي والعقارب والحيوانات المتوحشة, فلا تخف وحاذر أن ترد على من
يكلمك منهم».
الكتائب السبع
وبعد أن ينسحب «الخديم» يشاهد الساحر الكتائب
السبع، يليها السلطان فوق جواده، فيكون عليه أن يمسك بالدابة التي يركبها سلطان
الجن من لجامها ثم يقدم ملتمسه, وفي الغالب يمنح السلطان للساحر خادماً يكون عليه
أن يقيم معه أواصر علاقة حميمة ستجمعهما للأبد, ولهذه الغاية، يوقد البخور فيتصاعد
عمود من الدخان، يتحول إلى قطعة خشب تتمدد شيئاً فشيئا لتتحول من جديد وتصبح
ثعبانا، لا يلبث أن يتحول بدوره مرات عدة، ليأخذ أشكالاً مختلفة، فيصبح في النهاية
شابا جميل الخلقة، يحمل في يده سكينا دامية: إنه الخادم.
يتبادل الساحر و(خادمه الجني) التحية من خلال
التصافح بظاهر يديهما، ثم يتملك كل منهما الآخر، ويأخذ الساحر المكرس علبة صغيرة
يقدمها للشاب الذي يشرع في تقصير قامته إلى أن يتمكن من دخولها، فيغلقها عليه
الساحر، ويحملها معه، بعد ذلك باستمرار.
أما إذا كانت المرأة هي التي تريد أن تصبح
ساحرة، فإن عليها أن تصبح عاهرة وتمارس أقذر الطقوس، إلى أن يقتنع «الخادم»
بالارتباط بها، وعدم مفارقتها طيلة حياتها.
تبدأ المرأة بعرض نفسها على أي كان، خلال فترة
الحيض ( إنسان كان أو حتى حيوان)، وتستحم كل صباح ببولها لتصبح غير طاهرة مطلقا،
ثم توقد للشيطان الذي سيصبح عشيقها وخادمها الأبخرة، إلى أن يظهر لها فتمنحه نفسها
ليفعل بها ما يشاء، كما ستفعل هي به ما تشاء!
ونلاحظ هنا اختلاف هذه الطريقة عما عرضه لنا
سحرة أوروبا، ويبدو أن الطريقة المغربية أخذت أثناء البوح بها الكثير من التهذيب
وتجميل الصورة.
No comments:
Post a Comment