Tuesday, October 30, 2018

اسطورة حورية البحر


تبدو حورية البحر في عديد من الأفلام السينمائية وافلام الكرتون التي تنتجها اشهر مؤسسات الإصدار السينمائي كل عام , فما اصل ذلك الكائن الأسطوري وما هو تاريخه وكيف تطورت شخصية حورية البحر وهل كانت في الطليعة عنوان للخير والبراءة والجمال كما اعتقاد في الوقت الحاليّ ام انها كانت على ضد هذا , الأمر الذي لا يوجد شك فيه ان حوريات البحر لم تبلغ الى شهرة بعض الكائنات الأسطورية التي ظهرت على مدار التاريخ ولكنها حظيت بحرص ملائم من البحارة والصيادين في عديد من بحار العالم وفي عديدة مناسبات ظهرت ادعاءات برؤية هذه الكائنات بل وإقامة صلات معها.

الحورية هي كائن اسطوري قصد في الحُسن ورد ذكره لأول مرة في الحضارة الاغريقية ككائن معاون للإلهة , وقد اعتبرت تلك الكائنات الأسطورية تجسيدا لأرواح بعض الجمادات مثل المباني والأشجار المعمرة , وقد كان منها الذكر والانثى كما انها لم تكن خالدة وقد كان ينتهي وجودها على الأرض وفق الاساطير الاغريقية بتدمير الصرح الذي تمثله او بقطع الشجرة التي تجسد روحها ان كانت مصحوبة بروح الشجرة, وقد صرحت الاساطير اليونانية عن وجود عديدة أشكال من الحوريات منها ما كان يقطن في البحر ومنها ما كان يقطن في أعالي البحار وبعضها كان مجنحا .

الحورية البحرية هي نوع من أشكال الحوريات كانت تقطن في البحار وهي على هيئة 1/2 انسان ونصف سمكة بحيث لديه نصفها العلوي مقومات الانسان التامة في حين يتألف نصها السفلي من ذيل سمكة مغطى بالحراشف ولها زعانف تساعدها على السباحة والغوص كما انها قادرة على العيش والتنفس تحت الماء بأسهل ما يمكن

ورد أوضح حوريات البحر في الادب العربي باسم ابنة البحر او عروسة البحر او ابنة الماء او خيلان وكل تلك المسميات هي لكائن بحري يكون في الغالب انثى يكون نصفها العلوي انساني في حين لديها ذيلة سمكة غرض في الحُسن , وقد أوضحت ابنة البحر في قصص الف ليلة وليلة الأسطورية

ان اول حورية بحر تم الجديد عنها كانت في الحضارة الاغريقية , فقد كانت الحوريات بكافة اشكالها سواء كانت بحرية او برية من الكائنات التي يرد ذكرها كثيرا في الاساطير اليونانية القديمة , وقد اعتبرت الحوريات مساعدات للآلهة كما انهن لم تكن خالدات كما الالهة .

ظهور الحورية لم يقتصر على حضارة الاغريق فهناك حكاية عن الهة اشورية تدعى اتاجاريس وقعت في حب انسان لكنها قتلته بواسطة الخطأ وعقابا لنفسها قد قررت ان تتحول الى سمكة إلا أن ذلك التغير لم يكن كاملا فبقي نصفها العلوي ادمي في حين تغير الجزء السفلي الى ذيل سمكة

الفراعنة وغيرهم من الشعوب تركوا خلفهم عديد من الاثار التي توضح اعتقادهم بوجود حورية البحر او الانسان السمكة فقد وجدت رسومات فرعونية لحوريات البحر كما وجدت بعض المنحوتات المصنوعة من البرونز في بلاد الشام والعراق لحورية البحر وقد تم تقييم عمر بعض تلك المنحوتات بأكثر من ثلاثة الاف عام .

في بعض الثقافات الأوروبية القديمة حكايات وقصص شعبية عن حورية بحر شريرة تقوم بالتحايل على البحارة ثم تختطفهم وتبدو على حقيقتها كوحش بشع كما يرد في بعض الحكايات الشعبية الإيطالية وأيضاً في بعض الروايات الإنجليزية اما في الحكاية الشعبية الفرنسية فإن صياد فرنسي قد اصطاد حورية بحر بشباكه في بدايات القرن العشرين و بالنظر لجمالها فقد تزوج بها واخفاها عن عيون الناس وانجب منها سبعة أولاد إلا أن غيرته العنيفة عليها وخوفه من ان يستولي عليها صياد غيره دفعته الى قتلها واخفاء جثتها وبالتأكيد لم يستطع احد إيجاد الجُسمان كما لم تذكر الحكاية شكل الأولاد وهل فيهم من يحمل صفات امه ام لا .

هناك رواية عن بنت تدعى سيرينا كانت تقطن مع والدتها في جزيرة غوام التي تقع قبالة السواحل الاسترالية في منتصف القرن السادس عشر , وتقول الرواية الشعبية في هذه الجزيرة ان سرينا تحولت الى حورية في أعقاب ان القيت عليها لعنة من قبل والدتها لأنها كانت تقضي زمانها في اللعب وترفض معاونة والدتها في العمل من المنزل اليومية , ويعتقد السكان ان بيت سيرينا ما يزال موجودا على ضفاف احد المجاري المائية في الجزيرة وهو على وضْعه كما كان عندما حدثت تلك الحكاية الغريبة.

الحكايات التي تتحدث عن إيجاد حورية البحر لم تقتصر على زمن بحد نفسه فحتى في الالفية الثالثة ورد أوضح حورية البحر ولكن الروايات تلك المرة كانت مدعمة بالصور التي لم يستطع احد التيقن من سلامتها ففي عام 2006 تم أصدر صور لجثة كائن حي يشبه حورية البحر الى حاجز بعيد وقد ادعى ناشروا تلك الصور ان جُسمان الكائن وجدت على احدى الجزر الماليزية إلا أن لم يتم التيقن من حقيقة تلك الصور او معاينة الجُسمان من قبل علماء متخصصين في ذلك الميدان وبقيت مجرد صور تعرض على مواقع الانترنت , وبنفس الكيفية ظهرت صور لحورية بحر في جزيرة شيناي الصينية عام 2008 وفي نفس الجزيرة تم إيجاد احفورة قيل انها ترجع لحورية البحر

الفرضية القديمة والتي خرجت بالكامل من عالم الخيال الاغريقي والتي تقول ان الحوريات مساعدات للإلهة غير ممكن تصديقها بأي حال من الظروف ايضاً حكاية اللعنات التي يلقيها بعض الإنس او السحرة على اشخاص والتي قد تودي بهم لأن يصبحوا حوريات بحرية هي أيضاً محض خيال لم تثبت سلامته اما الفرضيات الأكثر قربا الى الواقع فهي نوعين الأول هذه الفرضيات التي تربط بين تطور الكائنات البحرية والانسان حيث يعتقد العلماء المناصرون لتلك الفرضية ان هناك كائن واسطة بين الانسان وبعض الكائنات البحرية ومن الممكن انه وجد منذ الاف الأعوام ثم انقرض بإجراء التقدم وهو ما جعل القدماء يصورون وجود ذلك الكائن في معابدهم ويعتبرونه قسم من عقائدهم , إلا أن نظرية التقدم بكاملها هي مثار جدل بين العلماء منذ ان تتم عنها مبتدعوها الأوائل .

النوع الثاني من الفرضيات يربط بين خيال البحارة الذين كانوا يمضون عديدة اشهر في البحر بعيدا عن اليابسة وبين بعض الكائنات الحية الشبيه بالإنسان مثل الفقمات الدلافين , ويظهر ان حرمان الرجال للعديد من اشهر من إصطحاب السيدات فقد بنو في خيالاتهم صورا وقصصا لنساء جميلات وقد وجدوا في حوريات البحر ضالتهم .

يظهر ان خيال البحارة وهواة الغرائب والعجائب هو ما جعل حوريات البحر تقطن الى يومنا ذلك بحيث ما زلنا نسمع بقصص الحوريات الغامضة ونرى صورا غريبة تقدم دليلا مزعوما على وجود اما جسامين او هياكل عظمية لحوريات يدعي أصحابها انهم وجدوها مرمية على الشاطئ ويظهر ان ما ألهم الاغريق لابتداع شخصية السيدات الجميلات الإعانات للآلهة ليس نفس الداعِي الذي يجعل عدد من الأفراد يصدقون ان هناك امرأة بذيل سمكة او عدد من تلك الكائنات تقطن في موضع ما من ذلك العالم وان لم يستطيعوا الى اليوم اثبات صحة ادعاءاتهم حتى هذه المدعمة بالصور واشرطة المقطع المرئي, فكل من يعتقد بوجود الحوريات اليوم من غير شك لا يؤمن بوجود الهة الاغريق انما يعتقد ان تلك كائنات بحرية عاشت متخفية عن اعين الإنس لعشرات الاف الأعوام ويبدو بعضها في جميع عصر نتيجة وصول الإنس الى مواطن عيشها في بعض البحار او يقذف البحر جسامين الكائنات النافقة منها وكل هذا مجرد خيالات واوهام لم يستطع أنصارها اثبات سلامتها الى هذه اللّحظة

No comments:

Post a Comment