أما المحور الثاني، فسوف نصل إليه عن طريق سلم وممرات تصل بنا إلى حجرة الدفن
.
وقد زينت المقبرة بكثير من النصوص التي تساعد الملك في الصعود إلى السماء ومقابلة الإله أوزوريس إله العالم الآخر.
أما أهم هذه النصوص فهي أناشيد الإله رع، وأخرى عبارة عن أناشيد موجهة لعين حورس، بالإضافة إلى سرد قصة هلاك البشرية. أما أهم الكتب التي سجلت داخل المقبرة، فهو كتاب الـ«إيمي دوات»؛ أي ما هو موجود في العالم الآخر، ويشير إلى رحلة الفرعون في هذا العالم وما يقابله من صعاب، بالإضافة إلى كتاب «البوابات» الذي نرى فيه الثعابين الضخمة تحرس كل بوابة، ويسأل الثعبان الملك في رحلته إلى العالم الآخر، وعندما يجيب عن كل الأسئلة يصل بأمان إلى الجنة
أما أهم ما هو موجود بالمقبرة ويميزها أيضاً عن المقابر الأخرى، فهو المناظر الفلكية، التي تظهر كواكب وأبراجاً ونجوماً، وتشير إلى عبقرية المصري القديم في الفلك ومعرفته بأسرار السماء. وسوف نجد داخل المقبرة أيضاً كثيراً من المناظر التي تظهر الملك واقفاً أمام كثير من الآلهة، مثل رع - حور - اختي وأتوم، ونشاهد داخل المقبرة مناظر الجان أو الشياطين. والفصل الرابع من كتاب «البوابات» يوجد فيه المنظر الشهير الذي يمثل أشكال البشر الأربعة ممثلة في المصري والليبي والآسيوي والنوبي
ومن أهم الحجرات الموجودة داخل هذه المقبرة، الحجرة التي تشبه حجرة الدفن، وهي الحجرة التي تظهر الملك وهو يقدم القرابين والولاء لكثير من الآلهة المصرية، مثل حاتحور إلهة الجمال، وإيزيس إلهة الحب، وأوزوريس إله العالم الآخر، وبتاح إله الفنانين. وآخر حجرة هي حجرة الدفن التي كان يوجد بها التابوت. أما التابوت فهو موجود حالياً بمتحف «سوان» في لندن، وهو التابوت الذي سرقه بلزوني بعد كشف المقبرة وحصل مقابله على مبلغ ألفي جنيه. وقد زرت «متحف مايكل كارلوس» في أتلانتا، وذلك كي أحضر مومياء الملك رمسيس الأول، والد الملك سيتي الأول، وهناك وجدت كثيراً من القطع التي سرقت من مقبرة سيتي، واستطعت أن أعيد هذه القطع إلى مصر، وكانت أسعد لحظات حياتي هي أن أحضر مجموعة من المرممين المميزين بالأقصر، ونقوم معاً بترميم هذه القطع وإعادتها إلى مكانها الأصلي. أما سر المقبرة؛ فسوف نجده داخل الممر الذي يبدأ من حجرة الدفن ويصل إلى مسافة مائة متر، وهو الممر الذي قام بحفره الشيخ علي عبد الرسول عام 1960.
مقبرة 17 وتعرف عالميا باسم KV17 وتشتهر بعدة أسماء أخرى منها مقبرة بلزوني ومقبرة أبيس وتقع في الوادي الشرقي بوادي الملوك بمصر، وتمثل المثوى الأخير لفرعون مصر سيتي الأول ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشر، وكانت واحدة من أجمل المقابر نقشا وتزيينا للجدران إلا أنها مغلقة حاليا وغير متاحة للزوار بسبب أعمال الحفظ والترميم الجارية بها حاليا، وقد دون بلزوني ملاحظاته عن المقبرة مؤكدا إنه عند دخوله إياها أول مرة وجد النقوش بحالة ممتازة كما أكد عثوره على بعض الفرش والألوان المستخدمة في النقش على الجدران.]
والمقبرة هي الأطول والأعمق بين كل مقابر وادي الملوك حتى الآن، حيث تمتد لمسافة 137 مترا تقريبا وتضم جميع غرفها الإحدى عشر نقوشا بارزة عالية الجودة تصور مشاهد كاملة من النصوص الجنائزية لعل أبرزها النقوش الموجودة على جدران إحدى الحجرات الداخلية بالمقبرة والتي تصور المشاهد الكاملة لمراسم فتح الفم وهي إحدى التقوس الدينية الضرورية والتي تصور مومياء المتوفي تتناول الطعام مما يدل على أن أعضاء جسد المتوفي تعمل بصورة جيدة وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة للعقيدة المصرية القديمة إذ يدل على قدرة المتوفي على البقاء بصحة جيدة في العالم الآخر، كما عثر على ممر طويل يمتد أسفل سفح الجبل من داخل حجرة الدفن حيث عثر على التابوت الخاص بالملك وهو ممر لم يسبق وجود مثله في أي من المقابر المكتشفة من قبل ولم يتم استكشافه بصورة كاملة حتى الآن.
وبعد فترة وجيزة من اكتشاف المقبرة وتحديدا عام 1824، أصدر القنصل العام البريطاني بمصر أوامره بنقل التابوت الملكي إلى إنجلترا وعرضه على المتحف البريطاني والذي رفض الاحتفاظ به مقابل دفع ألفي دولار أمريكي ومن ثم اشتراه السير جون سوان والذي قام بعرضه ضمن مجموعته الخاصة نفس العام، كما تعرضت المقبرة لدمار شديد عندما قام شامبليون باقتلاع رقعة من النقوش الجدارية الموجودة بالممر الهابط بطول 2.26 متر وعرض 1.05 متر وتصور مشهدا معكوسا على الجانبين خلال دراسته للمقبرة فيما بين عامي 1828 و1829، كما انتزعت متعلقات أخرى من المقبرة على يد رفيقه إيبوليتو روسيليني والبعثة الألمانية التي قامت بدراسة المقبرة عام 1845، وتعرض هذه المقتنيات المنتزعة في متحف اللوفر والمتحف الأثري الوطني بفلورنسا والمتحف المصري ببرلين، كما تصدعت العيدي من الجدران وعلت الشقوق البعض الآخر نتيجة عمليات البحث والتنقيب بالمقبرة خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي مما أدى لتغير منسوب الرطوبة بين الصخور وتهديد المقبرة بشكل مباشر.
أطلق على المقبرة اسم مقبرة بلزوني لاكتشافها لأول مرة على يد عالم المصريات الإيطالي جوفاني باتيستا بلزوني، كما أطلق عليها اسم مقبرة أبيس بسبب عثور بلزوني على مومياء لثور محنط موجودة بحجرة جانبية ملحقة بحجرة الدفن الرئيسية.
No comments:
Post a Comment