قام الأستاذ الدكتور خليل مسيحه الطبيب وعالم الاثار المصري بدراسة على الهرم الأكبر لاكثر من اربع سنوات منها عام ونصف باستخدام أجهزة خاصة تعمل بنظرية الأشعة الكتلية ، وكتب في مذكراته الشخصية ويوميات الحفائر التي أجراها رسميا في الهرم الأكبر بداية من 2 مارس 1967 وحتى 13 مارس 1967 انه كان دائما لديه قناعه بأن غرفة دفن خوفو الحقيقية لا تزال لم يعثر عليها بعد وانها لابد ان تكون موجودة في هرم خوفو بالجيزة وذلك لأسباب منها ان بناة الاهرام في الاسرات الرابعة والخامسة والسادسة اختاروا ان تكون غرف الدفن تحت الأرض بعكس غرفة خوفو الحالية التي تقع في أعلى البناء كما انه حسب نصوص الأهرام فان الملك بعد وفاته يذهب عبر السماء في قارب الاله رع ولذلك وجدت مراكب الشمس حول الهرم وان الملك يصعد للسماء ليصبح نجمة بجوار نجوم اوزوريس في مجموعه الجبار وهذا ما تحققه انفاق التهويه بغرفه خوفو التي تشير لنجوم الجبار بدقة مذهلة
وان الملك بعد وفاته يتشبه باوزوريس ملك العالم الاخر ويعتقد الدكتور خليل في صدق رواية هيرودوت مؤرخ القرن الرابع قبل الميلاد عن غرفة اسرار خوفو التي اخبره المصريون وقتها انها تقع تحت الهرم وان قبر خوفو في جزيرة تحيط بها المياه من كل الجوانب وتصلها عن طريق قناة تمد المياه من نهر النيل وهو نفس ترتيب الاوزيريون أو مقبرة اوزوريس المعروفة بأبيدوس وهناك العديد من الادلة على صدق رواية هيرودوت برغم بعض التناقضات والاشاعات الكاذبة التي كتبها نقلا عن معاصريه
وقد اختار الدكتور خليل غرفة الملكة بالهرم كبداية للبحث بسبب تصميمها الفريد ووقوعها في منتصف الهرم تماما ، وعندما قام بتحليل الفراغات باستخدام الاشعة الكتلية تمكن من تحديد موقع مدخل غرفة كنوز خوفو اسفل أرضية الغرفة ، وقد وافقت مصلحة الآثار المصرية رسميا على طلب الدكتور خليل والدكتور حشمت مسيحه أمين عام منطقة أثار الهرم في ذلك الوقت بعمل تنظيف لارضيه غرفة الملكة وبدأ العمل بمساعدة فريق من العمال المهرة وقاموا بتنظيف أرضية الحجرة من التراب المتراكم على مر السنين الذي وصل سمكه لنحو عشرة سنتيمترات وكأنه شمع مفروش فظهرت الأرضية الحجرية الأصلية للغرفة وهذا يعتبر كشفا جديدا في حد ذاته ،
وقد عثروا على قطع من أدوات الحفر البرونزية التي كان يستخدمها العمال في بناء الهرم الأكبر عند إنشائه وقد وضعت في حرز وأرسلت لمعامل مصلحة الآثار لتحليلها وظل العمل مستمرا في التنظيف حتى 10 مارس 1967 وقد حدد يومها الدكتور خليل بالضبط موقع الحجر الذي يغطى باب الممر السري ، واكتشفوا ان الحجر ملتصق بمونة شديدة الصلابة فلم يتزحزح من مكانه رغم المجهود الضخم الذي بذل ، ولحرصهم على احجار الأرضية قام العمال في 13 مارس 1967 بعمل مجس عبارة عن ثقب لا يزيد قطره عن 2 بوصة في المكان الذي حدده الدكتور خليل ،
وتم إدخال سلك من الصلب فنفذ تحت الحجر وامتد لمسافة طويلة لأكثر من عشرين مترا فتأكدوا أن هذا فعلا هو الممر الذي يبحثون عنه ، كما أستخرجوا مادة طباشيرية ملونة بلون بمبي من تحت الحجر تم إرسالها لمعمل المتحف المصري بالقاهرة لتحليلها وجاء تقرير المعمل بأنها مادة فريدة لم تصادفهم من قبل. ويذكر الدكتور خليل في مذكراته انه في نفس هذا الوقت تأجلت الحفائر حسب طلب المصلحة ، لإفساح المجال لبعثة أمريكية طلبت استخدام الأشعة الكونية للبحث عن الغرفة السرية ،
ولم يدخلوا الهرم الأكبر بل انهم توجهوا للهرم الثاني وباءت كل جهودهم التي استمرت 4 سنوات بعد ذلك بالفشل ، وطلبت مصلحة الآثار من الدكتور خليل والدكتور حشمت تأجيل الحفائر لمدة ستة شهور ولكنها لم تستأنف من وقتها حتى اليوم. ومما يؤكد صحة كشف الدكتور خليل أن عالم المصريات البريطاني ادواردز وهو أشهر من كتب عن الأهرامات المصرية ، ذكر في طبعة من كتابه صدرت في عام 1946 " أن الفراعنة لم ينهوا عملهم في غرفة الملكة في الهرم الأكبر والدليل على ذلك أن أرضية الحجرة لم تستكمل ببلاطات حجرية مثل باقي الحجرات والممرات بالهرم الأكبر .
وقد جاءت نفس هذه الأوصاف للأرضية التي لم تستكمل في كتاب الاثري وليم بتري عن أهرام ومعابد الجيزة، أي أن الهرم الأكبر ظل منذ فتحه لا يرى زواره أي بلاطات حجرية في أرضية غرفة الملكة إلى أن جاء الدكتور خليل مسيحه في عام 1967 وكشف عن أن الفراعنة كانوا قد انهوا أعمالهم بالكامل داخل غرفة الملكة وأن واحدة من بلاطات الأرضية الحجرية التي تزن الواحدة منها عدة أطنان هي الغطاء المؤدى إلى الغرفة السرية المحتوية على أسرار الفراعنة وقد جاءت بعد الدكتور خليل بعثات أخرى مثل البعثة الفرنسيه عام 1986 والتي استخدمت جهاز الجيورادار
ثم بعثة جامعة واسيدا اليابانية عام 1987 واستخدموا أجهزة تعمل بالاشعة الكهرومغناطيسية ورجحوا وجود فراغات بجوار الحائط الشمالي الغربي لغرفة الملكة وهو ما يؤكد صحة ابحاث الدكتور خليل وان كانت أجهزتهم قاصرة عن اسكتشاف عمق أكثر من خمسة امتار بحسب تقاريرهم المنشورة بعكس بحث الدكتور خليل الذي وصل لعمق أكثر من عشرين مترا باستخدام مجس من الصلب وبنظرية الاشعة الكتلية.
تبدأ قصة الغرفة السرية بالهرم الأكبر بالجيزة مع المؤرخ الإغريقي هيرودوت، عندما قال له الكهنة الذين رافقوه في الزيارة بالهرم إن جسد خوفو وضع في غرفة أسفل الهرم، وكانت تتصل بالغرفة قناة مائية حولت المقبرة إلى جزيرة.
هذا ما يؤكده الباحث الأثري الدكتور أحمد صالح مشيرا إلى أنه في القرن التاسع الميلادي أشار المؤرخ البيزنطي جورج سينسيلوس بوجود نص مصري مفقود يسمى "كتاب سوثيس - تحوت"، الذي تم تأليفه في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو يضم وثائق أحضرت إلى مصر "بعد الفيضان"، حيث أكد الكتاب القديم أن هذا النص محفوظ داخل غرفة سرية في الهرم.
ويرى البلجيكي روبرت بوفال في كتابه الذي سماه "غرفة سرية" أن هناك كتابات هرميسية تنسب إلى الإله تحوت، وفيها تحكي الإلهة إيزيس لولدها حورس عن المعرفة السرية للإله تحوت، وهي منقوشة على حجر ومخبأة في الهرم بالقرب من أسرار أوزوريس.
في عام 1993 قام المهندس الألماني رودولف جانتنبرج، بالتعاون مع المعهد الألماني بالقاهرة، بتنظيف فتحات التهوية في غرفة الملكة، ولذا صمم روبوت سماه "وب واوات" وفحص الفتحات الأربع في غرفة الملكة، وغرفة الملك وتوقف الروبوت بعد 65 مترا في فتحة التهوية الجنوبية بغرفة الملكة، ولسوء حظ المهندس الألماني نشر أعماله دون استئذان.
كان المهندس الألماني يعتقد، كما يؤكد صالح، أنه كشف باب غرفة سرية له مقابض معدنية، مشيرا إلى أن مؤسسة الجمعية الجغرافية الأمريكية، وبمشاركة المجلس الأعلى للآثار، قامت بفحص فتحة التهوية الجنوبية لغرفة الملكة التي كشفها المهندس الألماني جانتنبرج.
وفي عام 2002م، قبل ثورة يناير أدخلت المؤسسة الأمريكية روبوت صممته شركة من ولاية بوسطن، ومولت العمل شركة تليفزيون فوكس الأمريكية، بالتعاون مع الجمعية الجغرافية الأمريكية، كما يوضح أحمد صالح، لافتا إلى أن الأمر غريب ولم يعهده المجلس الأعلى للآثار عندما يتبنى العمل العلمي مع مؤسسات إعلامية تم اتهامها بأنها مشبوهة، على حد وصفه، وذات تعاون خطير مع منظمات صهيونية، لدور تليفزيون فوكس تجاه العرب.
قامت المؤسسة الإعلامية بإدخال روبوت الذي سموه "بيراميد روفر" داخل الفتحة من أسفل في غرفة الملكة، وثقبوا الباب الحجري الذي كشفه المهندس الألماني رودولف جانتنبرج، وأدخل من خلال الثقب كاميرا برأس مضيئة، وأعلن بأن وراء الباب بابا آخر، وبعد الروبوت واكتشاف الباب الثاني تساءل الدكتور زاهي حواس في مقال له نشر بـ"الأهرام ويكلي"هل الأبواب تمثل إعاقات لرحلة الملك في العالم الآخر كما هو مذكور في نصوص الأهرام".
هكذا قال الدكتور زاهي حواس في مقالته مشيرا إلى أن العودة إلى بردية "وستكار" الفرعونية تشير إلى أن الملك كان يبحث عن "وثائق الإله تحوت" لمساعدته في تصميم الهرم.
ويوضح صالح أن بردية وستكار تشير إلى أن الملك خوفو بحث عن وثائق الإله تحوت؛ لكي تساعده في تصميم الهرم الأكبر، وهي إشارة خطيرة لو فطن إليها الإسرائيليون، حسب رأيه، لأن هذه الوثائق أشار إليها المهندس البلجيكي روبرت بوفال، وذكر أن الوثائق تضم المعرفة الهرميسية، أو المعرفة التحوتية (نسبة إلي إله المعرفة تحوت) وهي تمثل أساس الحضارة الغربية.
البعض يعتبر البردية تأكيدا على مصداقية نظرية غرفة "السجلات"أو الغرفة السرية، التي أشار إليها المنوم المغناطيسي الشهير إدجار كيس، الذي يلقب في أمريكا بالنبي النائم، والتي بها وثائق تضرب أصول الحضارة المصرية، وتنسبها لآخرين، لذا يعتقد فيها البعض رغم هشاشتها العلمية.
ويؤكد صالح أن بردية وستكار لم تذكر شيئا عن وثائق الإله تحوت، إنما تتحدث عن أقفال معبد تحوت التي أعجب بها خوفو، وأراد أن يصنع أقفالا مثلها لهرمه، مشيرا إلى أن البردية تعرف بين الأثريين باسم "بردية خوفو والسحرة"، وهي موجودة في متحف برلين بألمانيا.
تحكي البردية عن الأمير حور جدف لأبيه الملك خوفو عن مواصفات ساحر يدعى جدي وقال لأبيه إن هذا الساحر "يعرف عدد الأقفال التي يحتوي عليها معبد الإله تحوت"، وطبقا للنص المصري القديم يقول كاتب البردية "إن جلالة الملك خوفو كان دائما يبحث عن أقفال معبد تحوت ليعمل لأفقه (هرمه) مثلها".
لكن الساحر جدي قال "معذرة (مولاي الملك)، إنني لا أعرف عددها ولكني أعرف أين هي"، وقال الساحر إن الأقفال "توجد في صندوق من الظران في حجرة تسمى "مستهل هليوبوليس"، ولما طلب الملك من الساحر إحضارها اعتذر بأنه لا يستطيع إحضارها، إنما الذي يستطيع هم ثلاثة أطفال لا يزالون في بطون أمهاتهم.
يوضح صالح أن وثائق تحوت لم تذكر إلا في نص أدبي يرجع إلي العصر المتأخر، ويعرف باسم قصة "ستني خعمواس"، التي ترجع للعصر المتأخر، ذكر كاتبها أن الأمير "نفر كا بتاح" قرأ كتاب أو "وثائق تحوت" وبعدها استطاع السيطرة والتحكم في السماء والأرض، وعرف لغة الطير والحيوان، ولذا فإن الأمير ستني خعمواس أراد الحصول على هذه"السجلات" وعرف أنها مدفونة مع الأمير "نفر كا بتاح" في مقبرته بمنف.
فذهب للمقبرة من أجل الحصول عليها، ولكنه تراجع؛ لأنه عرف أن هذه الوثائق تجلب المصائب لمن يحوز عليها، وعرف أن سبب وفاة نفر كا بتاح وأسرته هو حيازة هذه الوثائق، فتراجع عن أخذها من المقبرة المنفية.
هكذا نجد أن البردية الأولى تتحدث عن "أقفال معبد الإله تحوت"، والثانية تتحدث عن "سجلات تحوت" التي ما زالت موجودة في مكان ما في جبانة منف. هذا مايوضحه صالح للتفريق بينهما.
يقول الباحث الأثري: استمرت أسطورة الغرفة السرية بالهرم في أواخر عام 2004 عندما ادعى المهندسان الفرنسيان جيل دورم و جان-ايف فيردهارت أن هناك غرفة رابعة داخل الهرم، وتوجد أسفل الغرفة المعروفة خطأ باسم غرفة الملكة، ويعتبر المهندسان الفرنسيان أن هذه الغرفة هي الغرفة التي دفن فيها الملك خوفو، وبها كنوز تفوق كنوز مقبرة توت عنخ آمون.
لم تكن هذه هي المحاولة الأولى للمهندس الفرنسي جيل دورم في ادعاء وجود غرف سرية داخل الهرم الأكبر؛ ففي مارس عام 1985 زعم ومعه مهندس آخر يدعي جان باتريس جودان بوجود نظام سري لممرات وغرف داخل الهرم الأكبر.
وأشار الباحثان الفرنسيان إلى أن هذا النظام كان مقصودا لتعمية اللصوص؛ حتى لا يسرقوا غرفة الدفن، وتم تحديد هذه الغرفة – في هذا الوقت-بأنها تقع إلى الغرب من غرف تخفيف الضغط الخمس الموجودة فوق حجرة الملك.
يؤكد صالح أنه في عام 1986 استطاع الباحث جيل دورم الحصول على تصريح لعمل مسح ميكروجرفيميتر، وفي غرف التخفيف الخمس فوق غرفة دفن الملك خوفو، لكن لم تكن الفحوص حاسمة، رغم أنه زعم التوصل إلى وجود فراغات داخل الهرم الأكبر، ووجود فراغ خلف الحائط الغربي لغرفة الملكة.
وصرحت هيئة الآثار للمهندس الفرنسي دورم بعمل ثلاثة ثقوب في حائط غرفة الملكة (ويمكن للزائر أن يراها حتى اليوم) وبهم حاليا (خوابير) معدنية، وأثبت دورم أن اثنين من هذه الثقوب وراءها بلوكات (كتل) حجرية منفصلة عن بعضها بالملاط، أما الثقب الثالث الذي تم تنفيذه على عمق 2.65 متر، فبه فراغ به رمل ناعم ونقي.
فريق من جامعة واسيدا اليابانية، يقودهم الأثري الياباني ساكوجي يوشيمورا، استطاع الحصول على التصريح من هيئة الآثار في يناير عام 1987م، وأطلق الفريق على نفسه "بعثة فحص الهرم"، وقد جاء الفريق الياباني إلى مصر مرتين، الأولى في شهري يناير و فبراير، والثانية في شهر سبتمبر من عام 1987، وقاموا، في هذه المدة بعمل فحص داخل الهرم، وفي منطقة أبي الهول، باستخدام وسيلة فحص الرادار الكاشف تحت الأرض، ولكنهم لم يتوصلوا إلى شيء.
وفي عام 1992 قام المهندس الفرنسي جان كريزل بفحص الغرفة غير المكتملة أسفل هرم خوفو، وكان فحصه قائما على ما حكاه هيرودوت من وجود قناة مائية تربط بين غرفة دفن خوفو والنيل، ولكنه لم يستطع التوصل إلى أي شيء.
ورغم بنائه قبل نحو 5 آلاف عام، لا يزال الهرم الأكبر "خوفو" في مصر يحوي أسرارا تتجاوز عدد أحجاره ليزيد من غموض أهرامات الجيزة، حيث تم الكشف أخيرا عن وجود خصائص كهرومغناطيسية مثيرة بداخله، ما قد يؤدي إلى وضع تصاميم جديدة لعمارة الهرم من الداخل.
وجاء الاكتشاف بواسطة أجهزة استشعار عالية الكفاءة وخلايا ضوئية تعتمد على الجسيمات متناهية الصغر.
وتوصل العلماء، من جامعة "آي تي إم أو" الروسية ومقرها سانت بطرسبرغ، نتيجة لذلك إلى أن الهرم الأكبر في الجيزة يمكنه أن يخزن الطاقة الكهرومغناطيسية في الغرف السرية أو المخفية داخله.
وأضاف العلماء أن الهرم، البالغ ارتفاعه 481 قدما، يمكنه أن يعمل على تركيز الطاقة الكهرومغناطيسية تحت قاعدته أيضا، وفي الجيوب الخالية من البناء داخل الهرم.
الهرم الأكبر بعد الاكتشاف الأخير
وقال البروفيسور، أندري إيفليوخين، المشرف العلمي ومنسق البحث في البعثة العلمية الأثرية لسبر أغوار الهرم: "لطالما لفتت الأهرامات المصرية الانتباه وجلبت الاهتمام.. ونحن، كعلماء، مهتمون بها أيضا، لذلك قررنا البحث في الهرم الأكبر بواسطة آلية تبدد جسميات موجات الراديو".
وعمل الباحثون على وضع نماذج توزيع حقول الطاقة الكهرومغناطيسية داخل الهرم، والتحقق من التفاعلات مع طول صدى الموجة، الذي يتراوح بين 200 و600 متر.
وبالنظر إلى نقص المعلومات بشأن خصائص الهرم، قال فريق البحث إنهم اضطروا إلى "تعبئة الفراغات" في المعلومات ببعض الافتراضات.
وقد وجد علماء الفيزياء بالقرب من قبر فرعون والممر الرئيسي للهرم "خوفو" منطقة من فراغ لم تكن معروفة سابقا، التي قد تكون مقبرة سرية أو ممرا إليها.
قال مهدي الطيوبين، من معهد "إتش آي بي" في باريس، "عندما وجدنا هذا الفراغ أدركنا إننا وصلنا إلى شيء مثير للاهتمام، فتركنا كل المشاريع الأخرى وركزنا على دراسة هذه المنطقة الواقعة فوق قبر خوفو. ونحن الآن متأكدون من وجودها، وهذا كان أول اكتشاف للهرم الأكبر في عهد الخليفة المأمون في القرن التاسع الميلادي"، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "نيتشر".
وكما يشير العلماء، من الفريق البحثي المشترك بين مصر وفرنسا واليابان، ففي المستقبل القريب، هناك مخطط لمواصلة استكشاف منطقة الفراغ، الذي يبلغ طوله 30 مترا، فضلا عن مناطق أخرى لهرم "خوفو"، بما في ذلك قبر الفرعون، والبدء في مسح الأهرامات الأخرى، التي يمكن أن تخفي غرفا سرية ومناطق فراغ غير معروفة لنا.
ويعتقد العلماء أن هذه الدراسات ستساعد في فهم كيفية بناء الأهرامات، وما إذا يمكننا في الحقيقة الاعتماد على البيانات التي وصلت إلينا من أعمال هيرودوت. وأضاف مهدي الطيوبين، أن التجويف "كبير جدًا بحيث إنه بحجم طائرة تتسع لـ200 مقعد في قلب الهرم".
وقالت جريدة الأهرام الحكومية، اليوم الخميس، إنه تم "اكتشاف تجويف ضخم "بحجم طائرة" في هرم خوفو العائد إلى 4500 سنة في مصر، وأشار العلماء إلي التجويف باسم "الفراغ الكبير".
ويلاحظ العلماء، أن الماسّحات الضوئية "ميون"، التي تستخدم في دراسة الأهرامات، لا يمكن أن تكشف عن جميع أسرار التاريخ القديم. على سبيل المثال، كما بين الطيوبين، فإنها لا يمكن أن تستخدم للبحث عن قبر نفرتيتي السري في مقبرة توت عنخ آمون، الذي تحدث عن وجوده مؤخرا عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفس الشهير.
وشيد هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر والبالغ طوله 146 مترًا، وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 سنة على هضبة الجيزة قرب القاهرة، إلى جانب أبي الهول.
وان الملك بعد وفاته يتشبه باوزوريس ملك العالم الاخر ويعتقد الدكتور خليل في صدق رواية هيرودوت مؤرخ القرن الرابع قبل الميلاد عن غرفة اسرار خوفو التي اخبره المصريون وقتها انها تقع تحت الهرم وان قبر خوفو في جزيرة تحيط بها المياه من كل الجوانب وتصلها عن طريق قناة تمد المياه من نهر النيل وهو نفس ترتيب الاوزيريون أو مقبرة اوزوريس المعروفة بأبيدوس وهناك العديد من الادلة على صدق رواية هيرودوت برغم بعض التناقضات والاشاعات الكاذبة التي كتبها نقلا عن معاصريه
وقد اختار الدكتور خليل غرفة الملكة بالهرم كبداية للبحث بسبب تصميمها الفريد ووقوعها في منتصف الهرم تماما ، وعندما قام بتحليل الفراغات باستخدام الاشعة الكتلية تمكن من تحديد موقع مدخل غرفة كنوز خوفو اسفل أرضية الغرفة ، وقد وافقت مصلحة الآثار المصرية رسميا على طلب الدكتور خليل والدكتور حشمت مسيحه أمين عام منطقة أثار الهرم في ذلك الوقت بعمل تنظيف لارضيه غرفة الملكة وبدأ العمل بمساعدة فريق من العمال المهرة وقاموا بتنظيف أرضية الحجرة من التراب المتراكم على مر السنين الذي وصل سمكه لنحو عشرة سنتيمترات وكأنه شمع مفروش فظهرت الأرضية الحجرية الأصلية للغرفة وهذا يعتبر كشفا جديدا في حد ذاته ،
وقد عثروا على قطع من أدوات الحفر البرونزية التي كان يستخدمها العمال في بناء الهرم الأكبر عند إنشائه وقد وضعت في حرز وأرسلت لمعامل مصلحة الآثار لتحليلها وظل العمل مستمرا في التنظيف حتى 10 مارس 1967 وقد حدد يومها الدكتور خليل بالضبط موقع الحجر الذي يغطى باب الممر السري ، واكتشفوا ان الحجر ملتصق بمونة شديدة الصلابة فلم يتزحزح من مكانه رغم المجهود الضخم الذي بذل ، ولحرصهم على احجار الأرضية قام العمال في 13 مارس 1967 بعمل مجس عبارة عن ثقب لا يزيد قطره عن 2 بوصة في المكان الذي حدده الدكتور خليل ،
وتم إدخال سلك من الصلب فنفذ تحت الحجر وامتد لمسافة طويلة لأكثر من عشرين مترا فتأكدوا أن هذا فعلا هو الممر الذي يبحثون عنه ، كما أستخرجوا مادة طباشيرية ملونة بلون بمبي من تحت الحجر تم إرسالها لمعمل المتحف المصري بالقاهرة لتحليلها وجاء تقرير المعمل بأنها مادة فريدة لم تصادفهم من قبل. ويذكر الدكتور خليل في مذكراته انه في نفس هذا الوقت تأجلت الحفائر حسب طلب المصلحة ، لإفساح المجال لبعثة أمريكية طلبت استخدام الأشعة الكونية للبحث عن الغرفة السرية ،
ولم يدخلوا الهرم الأكبر بل انهم توجهوا للهرم الثاني وباءت كل جهودهم التي استمرت 4 سنوات بعد ذلك بالفشل ، وطلبت مصلحة الآثار من الدكتور خليل والدكتور حشمت تأجيل الحفائر لمدة ستة شهور ولكنها لم تستأنف من وقتها حتى اليوم. ومما يؤكد صحة كشف الدكتور خليل أن عالم المصريات البريطاني ادواردز وهو أشهر من كتب عن الأهرامات المصرية ، ذكر في طبعة من كتابه صدرت في عام 1946 " أن الفراعنة لم ينهوا عملهم في غرفة الملكة في الهرم الأكبر والدليل على ذلك أن أرضية الحجرة لم تستكمل ببلاطات حجرية مثل باقي الحجرات والممرات بالهرم الأكبر .
وقد جاءت نفس هذه الأوصاف للأرضية التي لم تستكمل في كتاب الاثري وليم بتري عن أهرام ومعابد الجيزة، أي أن الهرم الأكبر ظل منذ فتحه لا يرى زواره أي بلاطات حجرية في أرضية غرفة الملكة إلى أن جاء الدكتور خليل مسيحه في عام 1967 وكشف عن أن الفراعنة كانوا قد انهوا أعمالهم بالكامل داخل غرفة الملكة وأن واحدة من بلاطات الأرضية الحجرية التي تزن الواحدة منها عدة أطنان هي الغطاء المؤدى إلى الغرفة السرية المحتوية على أسرار الفراعنة وقد جاءت بعد الدكتور خليل بعثات أخرى مثل البعثة الفرنسيه عام 1986 والتي استخدمت جهاز الجيورادار
ثم بعثة جامعة واسيدا اليابانية عام 1987 واستخدموا أجهزة تعمل بالاشعة الكهرومغناطيسية ورجحوا وجود فراغات بجوار الحائط الشمالي الغربي لغرفة الملكة وهو ما يؤكد صحة ابحاث الدكتور خليل وان كانت أجهزتهم قاصرة عن اسكتشاف عمق أكثر من خمسة امتار بحسب تقاريرهم المنشورة بعكس بحث الدكتور خليل الذي وصل لعمق أكثر من عشرين مترا باستخدام مجس من الصلب وبنظرية الاشعة الكتلية.
تبدأ قصة الغرفة السرية بالهرم الأكبر بالجيزة مع المؤرخ الإغريقي هيرودوت، عندما قال له الكهنة الذين رافقوه في الزيارة بالهرم إن جسد خوفو وضع في غرفة أسفل الهرم، وكانت تتصل بالغرفة قناة مائية حولت المقبرة إلى جزيرة.
هذا ما يؤكده الباحث الأثري الدكتور أحمد صالح مشيرا إلى أنه في القرن التاسع الميلادي أشار المؤرخ البيزنطي جورج سينسيلوس بوجود نص مصري مفقود يسمى "كتاب سوثيس - تحوت"، الذي تم تأليفه في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو يضم وثائق أحضرت إلى مصر "بعد الفيضان"، حيث أكد الكتاب القديم أن هذا النص محفوظ داخل غرفة سرية في الهرم.
ويرى البلجيكي روبرت بوفال في كتابه الذي سماه "غرفة سرية" أن هناك كتابات هرميسية تنسب إلى الإله تحوت، وفيها تحكي الإلهة إيزيس لولدها حورس عن المعرفة السرية للإله تحوت، وهي منقوشة على حجر ومخبأة في الهرم بالقرب من أسرار أوزوريس.
في عام 1993 قام المهندس الألماني رودولف جانتنبرج، بالتعاون مع المعهد الألماني بالقاهرة، بتنظيف فتحات التهوية في غرفة الملكة، ولذا صمم روبوت سماه "وب واوات" وفحص الفتحات الأربع في غرفة الملكة، وغرفة الملك وتوقف الروبوت بعد 65 مترا في فتحة التهوية الجنوبية بغرفة الملكة، ولسوء حظ المهندس الألماني نشر أعماله دون استئذان.
كان المهندس الألماني يعتقد، كما يؤكد صالح، أنه كشف باب غرفة سرية له مقابض معدنية، مشيرا إلى أن مؤسسة الجمعية الجغرافية الأمريكية، وبمشاركة المجلس الأعلى للآثار، قامت بفحص فتحة التهوية الجنوبية لغرفة الملكة التي كشفها المهندس الألماني جانتنبرج.
وفي عام 2002م، قبل ثورة يناير أدخلت المؤسسة الأمريكية روبوت صممته شركة من ولاية بوسطن، ومولت العمل شركة تليفزيون فوكس الأمريكية، بالتعاون مع الجمعية الجغرافية الأمريكية، كما يوضح أحمد صالح، لافتا إلى أن الأمر غريب ولم يعهده المجلس الأعلى للآثار عندما يتبنى العمل العلمي مع مؤسسات إعلامية تم اتهامها بأنها مشبوهة، على حد وصفه، وذات تعاون خطير مع منظمات صهيونية، لدور تليفزيون فوكس تجاه العرب.
قامت المؤسسة الإعلامية بإدخال روبوت الذي سموه "بيراميد روفر" داخل الفتحة من أسفل في غرفة الملكة، وثقبوا الباب الحجري الذي كشفه المهندس الألماني رودولف جانتنبرج، وأدخل من خلال الثقب كاميرا برأس مضيئة، وأعلن بأن وراء الباب بابا آخر، وبعد الروبوت واكتشاف الباب الثاني تساءل الدكتور زاهي حواس في مقال له نشر بـ"الأهرام ويكلي"هل الأبواب تمثل إعاقات لرحلة الملك في العالم الآخر كما هو مذكور في نصوص الأهرام".
هكذا قال الدكتور زاهي حواس في مقالته مشيرا إلى أن العودة إلى بردية "وستكار" الفرعونية تشير إلى أن الملك كان يبحث عن "وثائق الإله تحوت" لمساعدته في تصميم الهرم.
ويوضح صالح أن بردية وستكار تشير إلى أن الملك خوفو بحث عن وثائق الإله تحوت؛ لكي تساعده في تصميم الهرم الأكبر، وهي إشارة خطيرة لو فطن إليها الإسرائيليون، حسب رأيه، لأن هذه الوثائق أشار إليها المهندس البلجيكي روبرت بوفال، وذكر أن الوثائق تضم المعرفة الهرميسية، أو المعرفة التحوتية (نسبة إلي إله المعرفة تحوت) وهي تمثل أساس الحضارة الغربية.
البعض يعتبر البردية تأكيدا على مصداقية نظرية غرفة "السجلات"أو الغرفة السرية، التي أشار إليها المنوم المغناطيسي الشهير إدجار كيس، الذي يلقب في أمريكا بالنبي النائم، والتي بها وثائق تضرب أصول الحضارة المصرية، وتنسبها لآخرين، لذا يعتقد فيها البعض رغم هشاشتها العلمية.
ويؤكد صالح أن بردية وستكار لم تذكر شيئا عن وثائق الإله تحوت، إنما تتحدث عن أقفال معبد تحوت التي أعجب بها خوفو، وأراد أن يصنع أقفالا مثلها لهرمه، مشيرا إلى أن البردية تعرف بين الأثريين باسم "بردية خوفو والسحرة"، وهي موجودة في متحف برلين بألمانيا.
تحكي البردية عن الأمير حور جدف لأبيه الملك خوفو عن مواصفات ساحر يدعى جدي وقال لأبيه إن هذا الساحر "يعرف عدد الأقفال التي يحتوي عليها معبد الإله تحوت"، وطبقا للنص المصري القديم يقول كاتب البردية "إن جلالة الملك خوفو كان دائما يبحث عن أقفال معبد تحوت ليعمل لأفقه (هرمه) مثلها".
لكن الساحر جدي قال "معذرة (مولاي الملك)، إنني لا أعرف عددها ولكني أعرف أين هي"، وقال الساحر إن الأقفال "توجد في صندوق من الظران في حجرة تسمى "مستهل هليوبوليس"، ولما طلب الملك من الساحر إحضارها اعتذر بأنه لا يستطيع إحضارها، إنما الذي يستطيع هم ثلاثة أطفال لا يزالون في بطون أمهاتهم.
يوضح صالح أن وثائق تحوت لم تذكر إلا في نص أدبي يرجع إلي العصر المتأخر، ويعرف باسم قصة "ستني خعمواس"، التي ترجع للعصر المتأخر، ذكر كاتبها أن الأمير "نفر كا بتاح" قرأ كتاب أو "وثائق تحوت" وبعدها استطاع السيطرة والتحكم في السماء والأرض، وعرف لغة الطير والحيوان، ولذا فإن الأمير ستني خعمواس أراد الحصول على هذه"السجلات" وعرف أنها مدفونة مع الأمير "نفر كا بتاح" في مقبرته بمنف.
فذهب للمقبرة من أجل الحصول عليها، ولكنه تراجع؛ لأنه عرف أن هذه الوثائق تجلب المصائب لمن يحوز عليها، وعرف أن سبب وفاة نفر كا بتاح وأسرته هو حيازة هذه الوثائق، فتراجع عن أخذها من المقبرة المنفية.
هكذا نجد أن البردية الأولى تتحدث عن "أقفال معبد الإله تحوت"، والثانية تتحدث عن "سجلات تحوت" التي ما زالت موجودة في مكان ما في جبانة منف. هذا مايوضحه صالح للتفريق بينهما.
يقول الباحث الأثري: استمرت أسطورة الغرفة السرية بالهرم في أواخر عام 2004 عندما ادعى المهندسان الفرنسيان جيل دورم و جان-ايف فيردهارت أن هناك غرفة رابعة داخل الهرم، وتوجد أسفل الغرفة المعروفة خطأ باسم غرفة الملكة، ويعتبر المهندسان الفرنسيان أن هذه الغرفة هي الغرفة التي دفن فيها الملك خوفو، وبها كنوز تفوق كنوز مقبرة توت عنخ آمون.
لم تكن هذه هي المحاولة الأولى للمهندس الفرنسي جيل دورم في ادعاء وجود غرف سرية داخل الهرم الأكبر؛ ففي مارس عام 1985 زعم ومعه مهندس آخر يدعي جان باتريس جودان بوجود نظام سري لممرات وغرف داخل الهرم الأكبر.
وأشار الباحثان الفرنسيان إلى أن هذا النظام كان مقصودا لتعمية اللصوص؛ حتى لا يسرقوا غرفة الدفن، وتم تحديد هذه الغرفة – في هذا الوقت-بأنها تقع إلى الغرب من غرف تخفيف الضغط الخمس الموجودة فوق حجرة الملك.
يؤكد صالح أنه في عام 1986 استطاع الباحث جيل دورم الحصول على تصريح لعمل مسح ميكروجرفيميتر، وفي غرف التخفيف الخمس فوق غرفة دفن الملك خوفو، لكن لم تكن الفحوص حاسمة، رغم أنه زعم التوصل إلى وجود فراغات داخل الهرم الأكبر، ووجود فراغ خلف الحائط الغربي لغرفة الملكة.
وصرحت هيئة الآثار للمهندس الفرنسي دورم بعمل ثلاثة ثقوب في حائط غرفة الملكة (ويمكن للزائر أن يراها حتى اليوم) وبهم حاليا (خوابير) معدنية، وأثبت دورم أن اثنين من هذه الثقوب وراءها بلوكات (كتل) حجرية منفصلة عن بعضها بالملاط، أما الثقب الثالث الذي تم تنفيذه على عمق 2.65 متر، فبه فراغ به رمل ناعم ونقي.
فريق من جامعة واسيدا اليابانية، يقودهم الأثري الياباني ساكوجي يوشيمورا، استطاع الحصول على التصريح من هيئة الآثار في يناير عام 1987م، وأطلق الفريق على نفسه "بعثة فحص الهرم"، وقد جاء الفريق الياباني إلى مصر مرتين، الأولى في شهري يناير و فبراير، والثانية في شهر سبتمبر من عام 1987، وقاموا، في هذه المدة بعمل فحص داخل الهرم، وفي منطقة أبي الهول، باستخدام وسيلة فحص الرادار الكاشف تحت الأرض، ولكنهم لم يتوصلوا إلى شيء.
وفي عام 1992 قام المهندس الفرنسي جان كريزل بفحص الغرفة غير المكتملة أسفل هرم خوفو، وكان فحصه قائما على ما حكاه هيرودوت من وجود قناة مائية تربط بين غرفة دفن خوفو والنيل، ولكنه لم يستطع التوصل إلى أي شيء.
ورغم بنائه قبل نحو 5 آلاف عام، لا يزال الهرم الأكبر "خوفو" في مصر يحوي أسرارا تتجاوز عدد أحجاره ليزيد من غموض أهرامات الجيزة، حيث تم الكشف أخيرا عن وجود خصائص كهرومغناطيسية مثيرة بداخله، ما قد يؤدي إلى وضع تصاميم جديدة لعمارة الهرم من الداخل.
وجاء الاكتشاف بواسطة أجهزة استشعار عالية الكفاءة وخلايا ضوئية تعتمد على الجسيمات متناهية الصغر.
وتوصل العلماء، من جامعة "آي تي إم أو" الروسية ومقرها سانت بطرسبرغ، نتيجة لذلك إلى أن الهرم الأكبر في الجيزة يمكنه أن يخزن الطاقة الكهرومغناطيسية في الغرف السرية أو المخفية داخله.
وأضاف العلماء أن الهرم، البالغ ارتفاعه 481 قدما، يمكنه أن يعمل على تركيز الطاقة الكهرومغناطيسية تحت قاعدته أيضا، وفي الجيوب الخالية من البناء داخل الهرم.
الهرم الأكبر بعد الاكتشاف الأخير
وقال البروفيسور، أندري إيفليوخين، المشرف العلمي ومنسق البحث في البعثة العلمية الأثرية لسبر أغوار الهرم: "لطالما لفتت الأهرامات المصرية الانتباه وجلبت الاهتمام.. ونحن، كعلماء، مهتمون بها أيضا، لذلك قررنا البحث في الهرم الأكبر بواسطة آلية تبدد جسميات موجات الراديو".
وعمل الباحثون على وضع نماذج توزيع حقول الطاقة الكهرومغناطيسية داخل الهرم، والتحقق من التفاعلات مع طول صدى الموجة، الذي يتراوح بين 200 و600 متر.
وبالنظر إلى نقص المعلومات بشأن خصائص الهرم، قال فريق البحث إنهم اضطروا إلى "تعبئة الفراغات" في المعلومات ببعض الافتراضات.
وقد وجد علماء الفيزياء بالقرب من قبر فرعون والممر الرئيسي للهرم "خوفو" منطقة من فراغ لم تكن معروفة سابقا، التي قد تكون مقبرة سرية أو ممرا إليها.
قال مهدي الطيوبين، من معهد "إتش آي بي" في باريس، "عندما وجدنا هذا الفراغ أدركنا إننا وصلنا إلى شيء مثير للاهتمام، فتركنا كل المشاريع الأخرى وركزنا على دراسة هذه المنطقة الواقعة فوق قبر خوفو. ونحن الآن متأكدون من وجودها، وهذا كان أول اكتشاف للهرم الأكبر في عهد الخليفة المأمون في القرن التاسع الميلادي"، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "نيتشر".
وكما يشير العلماء، من الفريق البحثي المشترك بين مصر وفرنسا واليابان، ففي المستقبل القريب، هناك مخطط لمواصلة استكشاف منطقة الفراغ، الذي يبلغ طوله 30 مترا، فضلا عن مناطق أخرى لهرم "خوفو"، بما في ذلك قبر الفرعون، والبدء في مسح الأهرامات الأخرى، التي يمكن أن تخفي غرفا سرية ومناطق فراغ غير معروفة لنا.
ويعتقد العلماء أن هذه الدراسات ستساعد في فهم كيفية بناء الأهرامات، وما إذا يمكننا في الحقيقة الاعتماد على البيانات التي وصلت إلينا من أعمال هيرودوت. وأضاف مهدي الطيوبين، أن التجويف "كبير جدًا بحيث إنه بحجم طائرة تتسع لـ200 مقعد في قلب الهرم".
وقالت جريدة الأهرام الحكومية، اليوم الخميس، إنه تم "اكتشاف تجويف ضخم "بحجم طائرة" في هرم خوفو العائد إلى 4500 سنة في مصر، وأشار العلماء إلي التجويف باسم "الفراغ الكبير".
ويلاحظ العلماء، أن الماسّحات الضوئية "ميون"، التي تستخدم في دراسة الأهرامات، لا يمكن أن تكشف عن جميع أسرار التاريخ القديم. على سبيل المثال، كما بين الطيوبين، فإنها لا يمكن أن تستخدم للبحث عن قبر نفرتيتي السري في مقبرة توت عنخ آمون، الذي تحدث عن وجوده مؤخرا عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفس الشهير.
وشيد هرم خوفو المعروف بالهرم الأكبر والبالغ طوله 146 مترًا، وهو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أكثر من 4500 سنة على هضبة الجيزة قرب القاهرة، إلى جانب أبي الهول.
No comments:
Post a Comment